بعد تحالف إيران مع قطر.. نرصد العلاقة الآثمة بين الدوحة وطهران

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

تتواصل ردود الأفعال على قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، والتي قررتها عدد من الدول العربية، يأتي على رأسها السعودية والإمارات ومصر واليمن والبحرين وليبيا، حيث حذرت إيران في أعقاب الأزمة، من أن قرار بعض الدول الخليجية ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، لن يساهم في حل الأزمة بالشرق الأوسط، برغم أن إيران وقطر هما العماد الأساسي في تخريب وتدمير المنطقة العربية.

 

إيران على خط الأزمة

وكتب حميد أبو طالبي، نائب مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر": "قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود ليس طريقا لحل الأزمة.. كما قلت في السابق، العدوان والاحتلال لن يأتيا بأي نتيجة باستثناء زعزعة الاستقرار".، على حد تعبيره.

 

استغراب للموقف الإيراني

ونقل البعض استغرابه من الموقف الإيراني، لا سيما المتابعين للشأن الخليجي والعربي، حيث يؤكدون على أن الكارثة الحاصلة في المنطقة تأتي بسبب إيران وقطر، اللتان تسعيان دائما بدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة في المنطقة العربية.

 

روحاني لـ "قطر": يجب تعزيز علاقاتنا

وليس من المستغرب أن تتضامن إيران، رأس الإرهاب في المنطقة مع قطر، الداعمة للإرهاب، إذ أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، مطلع الأسبوع الماضي، لأمير دولة قطر تميم بن حمد رغبة طهران في تطوير العلاقات مع كافة دول العالم خاصة الجيران وقال: "هناك إمكانيات وطاقات واسعة للتعاون المشترك بين إيران وقطر ويجب استخدامها".

وشدد الرئيس الإيراني خلال حوار هاتفي مع أميرقطر تناقلته وسائل الإعلام الإيرانية على ضرورة الشراكة بين دول المنطقة، مدعيًا أن الطائفية التي يتسببون بها، من التحديات المتفاقمة التي تضر بالأمن.

وعلّق كذبًا "نريد أن يتخذ العالم الإسلامي خطوات إلى السلام والإخاء ونستعد لإجراء المفاوضات في هذا الصدد".

 

أمير قطر يؤكد على متانة العلاقات الإيرانية القطرية

ودون خجل هنأ أمير دولة قطر إعادة انتخاب روحاني رئيساً للجمهورية،  وحلول شهر رمضان المبارك، مؤكدا على متانة العلاقة مع إيران، مشيرا إلى أن هناك علاقات عريقة وتاريخية ووثيقة، بين البلدين.

وشدد تميم بن حمد على ضرورة تعزيز هذه العلاقات أكثر مما مضى، وأنه لا يرى أي مانع في مسار تعزيز العلاقات الثنائية.

 

التاريخ الآثم في العلاقات القطرية الإيرانية

ويعود التقارب القطري الإيراني إلى العديد من المواقف السابقة، فهو ليس وليد اللحظة، وإنما تشه عليه العديد من الأحداث الكثيرة والتي من أشهرها:

 

إيران لم تتسبب بأي أذى

وتحت هذا العنوان، أكد تميم بن حمد آل ثاني، في مارس 2015، وكان رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني في زيارة لقطر،  إن "إيران لم تتسبب لقطر بأي أذى، ولم تفتعل أية مشكلات منذ بداية الثورة، التي وصفها بالإسلامية وحتى الآن، معربا عن تأييده لانضمام إيران إلى النادي النووي من باب الاستفادة السلمية.

 

زيارات قطرية لإيران

وفي عام 2000، زار أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني إلى طهران، وكانت تعتبر الزيارة الأولى التي يقوم بها حاكم دولة خليجية لإيران منذ عشرين عاما، وقد تجاوزت هذه الزيارة المجاملات السياسية إلى الدعوة مباشرة للتطبيع التام بين العرب وإيران، في إشارة حقيقية لإغفال ما تقوم به إيران من حرب مدمرة في المنطقة العربية، فضلا عن تخريبها واحتلالها، سوريا والعراق، واليمن ولبنان، وغيرهم، من خلال مليشياتها المسلحة وعملائها.

 

مطالب بمشاركة طهران في حفظ الأمن

وكشفت قطر عن وجهها الحقيقي، أيضا عندما طلبت علنًا أن تكون إيران في انسجام مع دول الخليج، على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وهو ما يتعارض تماما مع حقيقة ما يحدث، لتتبين حقيقة علاقتها مع طهران، التي تتولى دورها التخريبي في المنطقة، مع إقرارها بأن إيران من أقوى وأكبر دول المنطقة.

 

الرعاية القطرية لخطط إيران التخريبية

ومنذ اندلاع الأزمة السورية، تدخلت قطر معاونا ومساعدا حقيقيا لأهداف إيران التخريبية في المنطقة، فتبنت عددا من الاتفاقات، كان من بينها اتفاقا يخص طهران و "هيئة تحرير الشام" يخص كفريا والفوعة والزبدانى، ، حيث حضر عن "أحرار الشام" في قطر زيد العطار وهو المسئول السياسي في هيئة تحرير الشام وحسام الشافعي، وقتذاك، وهو ما يؤكد أن قطر لديها دورا تخريبيا في التلاعب بأمن المنطقة لحساب إيران، بجانب عشرات التنسيقات والاتفاقات التي لديها دور كبير في افتعال أزمات  المنطقة.

 

زاده: إيران تحرص على علاقتها بقطر لأهداف إستراتيجية

وأكد الباحث والخبير السياسي الإيراني المعارض والمقيم في بريطانيا، رضا تقي زاده، إن طهران تفضل استمرار العلاقات وتطويرها مع قطر، مشيرًا إلى إيران تسعى لعدم تأثير المنافسة الإقليمية بينها وبين السعودية على علاقاتها مع قطر.

وأوضح أن النظام في إيران يسعى للاستفادة بشكل أكبر من الخلافات البينية بين الدول العربية لتطوير علاقاته مع قطر، مبينا أن العلاقات بين الطرفين هامة للغاية بالنسبة لإيران، خاصة أنها ترتبط بأهداف استاتيجية لإيران في المنطقة.

وتابع المعارض الإيراني، أن طهران تدرك أنه لا مفر إلا بمواصلة علاقات الصداقة مع قطر، للحفاظ على مكانتها والتغلب على الظروف القاهرة التي تعيشها.