بعد قطع العلاقات.. القصة الكاملة لجهود الدول للتوسط للصلح بين قطر والعرب

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد التصاعد غير المسبوق في العلاقات الخليجية العربية، إثر قطع العلاقات الدبلوماسية بين كلًا من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وليبيا واليمن، وتبعتهم المالديف وموريشوس، مع قطر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، حيث شمل قرار المقاطعة، إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية لتلك الدول، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء، إلا أن أمير الكويت توسط للصلح لوقف التصعيد، فضلًا عن جهود الدول الأخرى لتهدئة الأوضاع.

يشار إلى أن الكويت لعبت دور "الوسيط" عام 2014 في حل الخلافات بين الدول الخليجية، ونجحت في ذلك، حينما سحبت السعودية والإمارات والبحرين السفراء من الدوحة، وانتهت الوساطة الكويتية بعودة السفراء للدوحة في نوفمبر  من العام ذاته.

 

الدوحة: متمسكون بحل الخلافات داخل المنظومة الخليجية

وبعد قرار قع العلاقات الدبلوماسية الخليجية العربية مع قطر، أبدت الأخير رغبتها في المصالحة، حيث أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رفض بلاده أي محاولة لفرض وصاية عليها، مُشددًا على تمسك الدوحة بحل الخلافات داخل المنظومة الخليجية.

وقال وزير الخارجية، إن قرارات المقاطعة سبقتها حملة تحريض غير مسبوقة شملت إساءات طالت رموز الدولة ولم تقابلها الدوحة بالمثل ولكن اختارت التعامل مع الموضوع بحكمة، مضيفًا أنه "بدلًا من مواجهة تحديات المنطقة، والتي يفترض أن توحّد الخليجيين، إلا أنها قوبلت بحملة تحريض غير مسبوقة ضد قطر.

 

جهود الوساطة من النظراء

وأشار وزير الخارجية، إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قرر تأجيل خطاب كان مقررًا أن يلقيه مساء الإثنين من أجل منح فرصة لجهود الوساطة التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.

كما تحدث عن تلقيه العديد من الاتصالات وإجرائه اتصالات أخرى مع عدد من نظرائه الذين عبروا عن أملهم في احتواء الخلاف الخليجي بأقرب وقت، وأكد تلقي عروض من أجل الوساطة إلا أنه أوضح أن قطر تتمسك بحل الخلافات داخل المنظومة الخليجية.

 

اتفاق سعودي كويتي لتهدئة الأوضاع

كما بحث مستشار العاهل السعودي، أمير منطقة مكة المكرمة، خالد الفيصل، مع أمير الكويت الأوضاع المتطورة في المنطقة، خلال زيارة مباحثات قصيرة، في الكويت.

ونقل المستشار لأمير الكويت رسالة شفهية من الملك سلمان تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، بحسب الوكالة الكويتية.

 

مكالمة أمير الكويت لنظيره القطري

وأجرى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اتصالًا هاتفيا، مساء أمس الإثنين، بأمير دولة قطر، أعرب فيه عن تمنيه بأن يعمل أمير دولة قطر على تهدئة الموقف، وعدم اتخاذ أية خطوات من شأنها التصعيد، وإتاحة الفرصة للجهود الهادفة إلى احتواء التوتر.

وأكد أمير الكويت، خلال الاتصال، ضرورة العمل على دعم مسيرة التعاون الخليجى المشترك بما يخدم مصالح دول مجلس التعاون الخليجي، في ظل ما يربطهم من علاقات تاريخية راسخة.

 

أمير الكويت يوقف خطاب نظيره القطري

وقد حاول الأمير القطري إلقاء كلمة تليفزيونية إلى قناة الجزيرة بثتها العديد من الشاشات العربية، إلا أنه فوجئ الجميع بقرار تأجيل الكلمة المعلنة بعد البدء بلحظات في الخطاب، حيث أعلنت الخارجية القطرية، أنها قامت بذلك بعد طلب أمير الكويت لفرصة للتفاوض مع الملك سلمان، أثناء زيارته له، وقد طلب أمير الكويت من الأمير القطري عدم التصعيد وإلغاء الخطاب وإعطاؤه الفرصة كاملة للبدء بمحاولات صلح جديدة.

 

لقاء أمير الكويت بمسؤول سلطنة عمان لتهدئة الأوضاع

وبالتزامن مع الجهود الكويتية لرأب الصدع في البيت الخليجي، استقبل الشيخ تميم في قصر البحر بالعاصمة الدوحة، مساء الاثنين، يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان.

وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إنه جرى، خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، أن الكويت "تقوم دائماً بدورها، ودورها هو الاعتدال والاتزان وجلب الجميع إلى طاولة الحوار في كل الأمور التي طرأت ، والتي تطرأ في المنطقة، وخاصة أنها مشتعلة ونسأل الله أن يقينا شرور هذه النيران وآثارها السلبية".

 

زيارة أمير الكويت للسعودية للتوسط للصلح

هذا واستمرارًا لجهوده، في التوسط للصلح بين الدول الخليجية العربية وقطر، فإن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، يزور اليوم الثلاثاء، السعودية، للقاء قيادات المملكة، في محاولة للتوسط لإنهاء أزمة قطع العلاقات مع قطر.