المهندس البرت ظريف يكتب: القدوة المفقودة..والاخلاق
تكلمنا فى المقالة السابقة عن شياطين العصر والاخلاق ،وتحدثنا عن التأثير القوى لوسائل التكنولوجيا الحديثة على شبابنا وعلى تكوين شخصياتهم وأخلاقياتهم.
واليوم نتحدث عن عامل آخر له تأثير قوى على تكوين شخصيات وأخلاق شبابنا وهو
(القدوة)
القدوة لها اكبر الاثر فى شبابنا منذ طفولتهم وحتى اكتمال تكوين شخصياتهم.
ولنعلم أن تأثير القدوة لا يأتى بطريقة مباشرة بل يتعلم شبابنا جميع تصرفاتهم
من قدوتهم الموحودة امامهم سواء كانت قدوة حسنة أو سيئة،فجميع تصرفات ومبادئ وأخلاقيات
كل شاب تنتج من تأثرة بشخص ما يكون قدوتة ومثلة الاعلى.
لذلك إذا أردنا أن نعرف سبب الفرق الهائل بيت اخلاق الشباب فى الاجيال الماضية
والاجيال الحالية.فلنبحث عن شخصيات احيال الزمن الماضى والحالى فى أى مجال من المجالات
.
فمثلا فى المجال الفنى إذا عقدنا مقارنة بين نجيب الريحانى ويوسف وهبى وعبد الوهاب ونجيب محفوظ وبين الأسماء الحالية فى المجال الفنى التى لا تسعنى الذاكرة لذكر أسمائهم (لكل قاعدة استثناء) سنعرف الفرق بين هذا الزمن والزمن الحالى.
القدوة فى الماضى كانت متمثلة فى الاب فى بيته والمدرس بين تلاميذة والمدير فى عملة ورجل الدين فى مكانه؛لذلك كانت الاخلاق والامانة والقيم والمبادئ تورث بالتصرفات وبالعمل وليس بالكلام.
فأى أبن يرى الامانة والاخلاق والصدق فى والده منذ صغرة كيف يشب على عكس ذلك،والطالب فى مدرسته يجد أستاذه مثل للتفانى فى العمل والإخلاص، والموظف فى شركته عندما يجد مديره جاد فى عمله، أمين فى كل ما يوكل إليه، غير ظالم.
فماذا تريد أيها الأب الذى لا تراعى ضميرك
فى عملك وغير أمين فى تصرفاتك أن يكون لديك أولاد لديهم ضمير وأمناء فى حياتهم هل تريد
أن تزرع شوكا وتجنى عنبا كيف يكون ذلك.قبل أن نحاسب أولادنا على تصرفاتهم فلنحاسب أنفسنا
ماذا قدمنا لهم من قدوة فى القيم والمبادئ والاخلاق، وقبل أن نجنى ثمار جيدة لا بد
أن نزرع بذورها أولا (بذور الأخلاق)