نجوى سالم.. كوميديانة انتهت حياتها بمأساة

الفجر الطبي

الفنانة نجوى سالم
الفنانة نجوى سالم


كان أول ظهور لها على المسرح أمام نجيب الريحاني في مسرحية "استنى بختك" لتبدأ الفنانة نجوى سالم رحلتها في عالم الكوميديا.

وتحل اليوم الذكرى التاسعة والعشرين لوفاة الفنانة نجوى سالم وهي من مواليد القاهرة في 17 نوفمبر 1925.

واشتهرت باسم "نينات" لكن اسمها الحقيقي نظيرة موسى شحاتة، لوالدين حاصلين على الجنسية المصرية، فوالدها لبناني الأصل وأمها إسبانية الأصل.

بدأت حياتها الفنية في أربعينيات القرن الماضي مع فرقة نجيب الريجاني، واشتهرت بأعمالها المسرحية رغم اتجاهها للسينما، ومن أهم أعمالها مسرحية "حسن ومرقص وكوهين" حيث أدت دور بنت كوهين.

وقال سليمان الحكيم في كتابه "يهود لكن مصريون" في إحدى الأيام مرضت ميمي شكيب قبل حفل افتتاح أحد العروض المسرحية التي تقدمها الفرقة، فحدثت أزمة كبيرة، وكاد نجيب الريحاني أن يلغي حفل الافتتاح، فاقترح عليه أحد العاملين بالفرقة إعطاء الفرصة لنجوى سالم، تردد الريحاني في البداية، ثم سأل نجوى سالم إذا كانت تستطيع أداء دور ميمي شكيب (البطلة)، ففاجئته بأنها كانت تتابع ميمي شيكيب أثناء البروفات، وتحفظ الدور جيدًا، فوافق على قيامها بالدور، وأدت نجوى سالم الدور على أحسن ما يكون، وأصبحت بعد ذلك واحدة من نجمات فرقته".

وعملت بعدها مع بديع خيرى، وقدمت أجمل المسرحيات الكوميدية، وكان لها طريقة مميزة في الأداء.

ويقول الناقد الفني زين العابدين خيري إن نجوى سالم كانت فنانة متميزة إلا أن حياتها الخاصة كانت مليئة بالأحداث التي جعلتها مثار اهتمام الصحافة وقتها، مثل ديانتها اليهودية.

ويرى خيري أنها تميزت في الأدوار الكوميدية وحققت نجاحا على المسرح واستطاعت أن تصنع لها شخصية الكوميديانة خفيفة الظل.

ومن أشهر أفلامها "القبلة الأخيرة"، و"حياة عازب"، و"ملك البترول"، و"ما أقدرش"، و"الأزواج والصيف"، و"إسماعيل يس في دمشق"، و"ناهد"، و"فايق ورايق"، و"الروح والجسد"، و"شمشون ولبلب".

ومن المسرحيات التي شاركت بها "ذات البيجامة الحمراء"، و"إلا خمسة"، و"حسن ومرقص وكوهين"، و"الأرؤورة"، و"لوكاندة الفردوس"، و"لو كنت حليوة".

ومع نشأة التليفزيون، قدمت مسلسلات تليفزيونية عديدة منها "مذكرات زوجية"، و"العابثة، و"غارة زوجية".

وفي بداية السبعينات قررت نجوى سالم أن تخطو خطوة أكبر في مشوارها الفني، فأسست فرقة مسرحية خاصة بها، وأطلقت عليها اسم فرقة "نجوى سالم"، وكانت البداية من خلال مسرحية "موزة و3 سكاكين"، ولعب البطولة أمامها عماد حمدي، حققت المسرحية نجاحًا كبيرًا، ثم توالت العروض المسرحية، إلا أنها واجهت أزمة مادية كبيرة، فقامت برهن محتويات شقتها، وعجزت عن فك الرهن، كما عجزت عن دفع إيجار شقتها، فاضطرت في النهاية أن توقف نشاط الفرقة.

وأعلنت نجوى سالم إسلامها سنة 1960 بعد رحيل اليهود عن مصر وتزوجت من الناقد الصحفي عبد الفتاح البارودي.

وفي سنواتها الأخيرة أصيبت نجوى سالم بمرض نفسي حيث هيئ لها أن هناك من يسعى لاغتيالها بسبب كونها يهودية الأصل، رغم أنها أعلنت إسلامها.

كرمها الرئيس محمد أنور السادات وأمر بصرف معاش استثنائي لها حتى توفيت سنة 1988، وحسب وصيتها دفنت في القاهره في حي البساتين.