الإمارات vs الولايات المتحدة.. علاقات دبلوماسية وتعاون مشترك في مجالات عدة

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

العلاقات الإماراتية الأمريكية من العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل بين الدولتين، ودائمًا تشهد زيارات ومباحثات من قبل مسئولي الدولتين وذلك بهدف تعزيز التعاون وتعميق العلاقات.

بداية انطلاق العلاقات الدبلوماسية
بدأت العلاقات الإماراتية - الأمريكية عام 1971 أي منذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي 1972 انطلقت العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، حيث قدم "المبعوث الأمريكي فوق العادة والوزير المفوض"، وليام ستولتسفوس الابن، أوراق اعتماده للدولة، وكان معتمداً وقتها أيضاً في عدد من دول الخليج العربي الأخرى، وكان يقيم في الكويت.
وفي يونيو 1974، أعلنت الولايات المتحدة عن تأسيس أول سفارة لبلادها في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وقدم السفير الأمريكي الأول المقيم "مايكل إدموند ستيرنر" أوراق اعتماده للجهات المختصة في الدولة، ومن هنا أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية في طليعة القوى الكبرى التي تجمعها والإمارات علاقات متقدمة وشراكة استراتيجية في المجالات كافة، وذلك نظراً لما تمثله من أهمية كبرى كونها تعد قوة دولية فاعلة في النظام الدولي خاصة بالنسبة لقضايا منطقة الشرق الأوسط.
وكانت الولايات المتحدة الدولة الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات العربية المتحدة، ولها سفارة فيها منذ عام 1974 وطيلة هذه الفترة شهدت العلاقات نقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والعسكرية.

مواقف الإمارات والولايات المتحدة
فهناك عدة مواقف مشتركة جمعت بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، فتبنّت دولة الإمارات والولايات المتحدة مواقف مشتركة ضد التطرف والإرهاب، وأكدتا على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار والسلام وتكريس مبادئ التسامح والتعايش المشترك في المنطقة والعالم أجمع، ونبذ التطرف والتعصب والعنف لتحقيق التنمية التي تصب في مصلحة الشعوب وتعميق التعاون الدولي.

التعاون التجاري بين الإمارات وأمريكا
وشهدت العلاقة بين الجانبين نمواً كبيراً، حيث قدر حجم التجارة الثنائية بين الدولتين 91.3 مليار درهم عام 2014، فيما تعتبر الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وذلك مع بلوغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين أكثر من 27 مليار دولار، كما تعد الدولة من أكبر الدول المستوردة من أمريكا في منطقة الشرق الأوسط.
ويصل حجم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة إلى أكثر من 21 مليار دولار موزعة بين الاستثمار في أسواق المال الأمريكية والاستثمارات المباشرة في الاقتصاد الأمريكي.

اتفاقية لاستخدم الطاقة النووية
وتجمع دولة الامارات والولايات المتحدة تعاون مشترك في مجال الطاقة النووية السليمة حيث وقع الجانبين في أبريل 2008 اتفاقية للتعاون في مجال الطاقة النووية للأغراض المدنية والسلمية يحمل رقم 123 نسبة للفقرة رقم 123 من القانون الأمريكي للطاقة الذرية، كما وقعتا البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مشاركة العمليات العسكرية
كما وتطورت العلاقات بين الجانبين في مجال التعاون الأمني حيث شاركا في 6 عمليات عسكرية، بدءاً بحرب الخليج الأولى 1991 ومروراً بكوسوفو نهاية تسعينيات القرن الماضي وأفغانستان 2003 وحتى العمليات الحالية ضد تنظيم "داعش".

العلاقات الإماراتية الأمريكية في الوقت الراهن
وأشارت بعض التحليلات إلى تطور العلاقات الأمريكية - الإماراتية بشكل مطرد في السنوات الأخيرة بما يخدم ما تتقاطع فيه سياسات البلدين بشان قضايا المنطقة، وأوضحت بعدها أنه على عكس الشائع لم تكن العلاقات في عهد إدارة أوباما سيئة بالقدر الذي تم "تهويله" إعلاميا.
بالطبع اهتم الإعلام الأمريكي بصفقة الصواريخ الأميركية للإمارات، رغم أنها ليست جديدة ومتفق عليها من قبل، لكن إتمامها مع الزيارة حظي باهتمام على أن قيمتها ليست بالكبيرة (2 مليار دولار)، لكن الأهم كان الاتفاق مع وزارة الدفاع "البنتاجون".
وأعاد البعض التذكير بتقدير العسكرية الأميركية للمهارات العسكرية الإماراتية، وأشارت مجلة "أتلانتيك" إلى أن "القيمة المضافة الأساسية التي توفرها الإمارات ـ الدولة الخليجية الوحيدة التي تملك جيشا قادرا على العمل منفردا والعمل بالتعاون مع قوات العمليات الخاصة الأميركية ـ تمثل إغراء كبيرا للاستراتيجيين الأميركيين (من كلا الحزبين الرئيسيين في البلاد) الذين لطالما حلموا بشريك كهذا في المنطقة".

نمو العلاقات الإماراتية الأمريكية
وتقول الكاتبة الاماراتية، منى بوسمرة، في إحدى مقالاتها، إن العلاقة الإماراتية الأميركية، علاقة طويلة وممتدة، ومنذ أن اعترفت الولايات المتحدة بالاتحاد عام 1971، وهذه العلاقات تنمو، على كل الأصعدة، السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولابد أن نشير هنا، إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الولايات المتحدة، تعد الثالثة من نوعها خلال عامين.
وتضيف: لقد سعت الإمارات عبر علاقتها مع واشنطن حصراً إلى أن تلعب الولايات المتحدة دوراً إيجابياً إزاء قضايا متعددة، ولعل تراجع الدور الأميركي قبيل وصول الإدارة الحالية إلى الحكم في واشنطن، تسبب بنشوء أوضاع مشوهة، ومعادلات تهدد أمن الإقليم والمنطقة، بما يترك أثراً على السلم العالمي، لكن الإدارة الحالية أعطت مؤشرات إيجابية، على أنها ستكون مختلفة، وأنها تريد استعادة دور واشنطن في العالم، وتدرك أهمية صياغة التحالفات مع الدول المعتدلة والدول التي تؤمن بالاستقرار، وضرورة ردع الإرهاب، سواء جاء هذا الإرهاب من تنظيمات أو من دول أو من أحزاب.