9 رمضان 212هـ فتح جزيرة صقلية

منوعات

بوابة الفجر

 

حدث في مثل هذا اليوم 9 رمضان عام 212هـ، 1 ديسمبر 827م تم فتح جزيرة صقلية على يد أسد بن الفرات  ونزل المسلمون على شواطئ الجزيرة لينشروا الإسلام فى ربوعها.


تعتبر جزيرة صقلية أكبر جزر البحر المتوسط مساحة وأغناها من حيث الموارد الاقتصادية وأفضلها موقعا، ولقد انتبه المسلمون لأهمية هذه الجزيرة مبكرًا منذ عهد الصحابة حيث حاولوا فتحها فى عهد عبد الله بن سعد رضي الله عنه، ثم معاوية بن حديج، ثم عقبة بن نافع، ثم عطاء بن رافع وكان آخرهم عبد الرحمن بن حبيب وذلك سنة 135هجرية، انشغل المسلمون عن جهاد العدو.


في هذه الفترة وقعت العديد من الاضرابات بجزيرة صقلية والتي كانت تتبع الدولة البيزنطية حيث وقع نزاع على حكم الجزيرة بين رجلين أحدهما يدعى يوفيميوس، والآخر يدعى بلاتريوس، وانتصر  بلاتريوس، وفر يوفيميوس  هاربًا إلى إفريقية، واستغاث بزيادة الله ابن الأغلب حاكم إفريقية وطلب منه العون في استعادة حكمه على الجزيرة، فرأى زيادة الله فيها فرصة سانحة لفتح الجزيرة

جمع الأمير زيادة الله ابن الأغلب الجند و السفن و أعلن النفير العام و نادى منادي للجهاد في سبيل الله، فتقاطر الناس تلبية للنداء فهيأ الجيش و جعل على رأسه الفقيه العالم أسد بن الفرات وذلك على الرغم من كبر سنه في هذه الفترة ربيع الأول (212هـ= 827م) أي: سبعين عامًا، وعيّنه قائدا و قاضيا على الجند.

خرج أسد بن الفرات من القيروان في حملة عسكرية كبيرة قوامها عشرة آلاف من المجاهدين المشاة، وسبعمائة فارس بخيولهم في أكثر من مائة سفينة كبيرة وصغيرة، خرجت من ميناء سوسة على البحر المتوسط .

تحرك الأسطول الإسلامي يوم السبت 15 ربيع الأول سنة (212هـ، 827م) متجهًا إلى جنوبي جزيرة صقلية، وبالفعل وصلت الأساطيل المسلمة إلى بلدة مازر في طرف الجزيرة الغربي.

ونفذ أسد بن الفرات على رأس جنده إلى شرقي الجزيرة، وهناك وجد قوة رومية بقيادة الثائر فيمي، الذي طلب مساعدة ابن الأغلب لاستعادة حكمه على الجزيرة، وعرض فيمى على أسد بن الفرات الاشتراك معه في القتال ضد أهل صقلية، ولكن القائد المسلم يرفض الاستعانة بالمشركين.


واستولى أسد على العديد من القلاع أثناء سيره، مثل: قلعة بلوط والدب والطواويس، حتى وصل إلى أرض المعركة عند سهل بلاطه نسبة إلى حاكم صقلية، وعندها أقبل بلاطه في جيشٍ عدته مائة ألف مقاتل، أي عشرة أضعاف الجيش المسلم.

قام أسد بن الفرات في الناس خطيبًا فذكرهم بالجنة وموعود الله عز وجل لهم بالنصر والغلبة، وهو يحمل اللواء في يده، ثم أخذ يتلو آيات من القرآن، ثم اندفع للقتال والتحم مع الجيش الصقلي، واندفع المسلمون من ورائه، ودارت معركة،  والدماء كانت تجري على درعه ورمحه من شدة القتال حتى هزموا الجيش الصقلي شر هزيمة.

وفر بلاطه من أرض المعركة، وانسحب إلى مدينة قصريانه، ثم غلبه الخوف من لقاء المسلمين ففر إلى إيطاليا.


وتوفى أسد بن الفرات مرضية على إثر الجراح، و دفن في قصر يانة إلى جانب العديد من جنوده. 

عندما رأى الجنود استشهاد قائدهم استبسلوا فى مجاهدة الروم، حتى أرغموهم على الهروب، وكتب زيادة الله والى إفريقيا إلى الخليفة المأمون بأن الله تعالى أتم فتح صقلية على يد القاضى أسد بن الفرات.