الأزمة السورية تخيم على مسعى إيران لتحسين العلاقات مع مصر

عربي ودولي

الأزمة السورية تخيم
الأزمة السورية تخيم على مسعى إيران لتحسين العلاقات مع مصر

سعت إيران التي تعاني من عزلة بسبب برنامجها النووي إلى تحسين علاقاتها مع مصر يوم الخميس مهونة من شأن الخلافات حول سوريا كما سعت لتقليص التوترات المذهبية بين الشيعة والسنة بلقاء مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر.

وإيران على خلاف مع مصر كبرى الدول العربية سكانا منذ الثورة الإسلامية في طهران عام 1979 . غير أن عهدا جديدا في السياسة المصرية أعقب الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في عام 2011 قاد إلى مزيد من الاتصالات.

وأشاد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي يزور القاهرة لإجراء محادثات مع الرئيس محمد مرسي ومسؤولين آخرين بثورة مصر وبحكومتها الجديدة التي يقودها إسلاميون.

واجتمع صالحي أيضا مع الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر أحد المؤسسات التعليمية التي تحظى باحترام كبير في العالم السني.

وأكد الرجلان أهمية وحدة المسلمين وقال صالحي إنه لا توجد خلافات بين المسلمين سنة كانوا أم شيعة.

وأضاف صالحي في مقابلة مع التلفزيون المصري مصر وإيران من أهم الدول فى منطقة الشرق الأوسط ولهما تأثير على المنطقة ومن الممكن أن يكملا بعضهم البعض فى المجالات الاقتصادية والتجارية.

وساورت مبارك شكوك عميقة تجاه إيران ولم يزر طهران قط طيلة مدة حكمه التي استمرت 30 عاما.

واتخذت الدولتان مسارين مختلفين: فمصر أبرمت اتفاقية للسلام مع إسرائيل وأصبحت حليفا مقربا للولايات المتحدة وأوروبا بينما وقفت إيران في مقدمة المعارضة للنفوذ الغربي في المنطقة.

وذهب مرسي إلى طهران العام الماضي في قطيعة مع حقبة مبارك في واحدة من أولى رحلاته الخارجية الرسمية كرئيس لمصر.

لكن سوريا تظل هي العقبة الكؤود. وطهران واحدة من أقرب حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد بينما تطالب مصر الأسد بالتخلي عن السلطة لوقف حرب أهلية طال أمدها. وقال محللون ان مرسي يعتقد ان علاقات ايران مع العالم العربي معلقة على اعادة النظر في دعمها للأسد.

وفي حديثهما للصحفيين بعد المحادثات سعى كل من صالحي ونظيره المصري محمد كامل عمرو إلى تجنب القضايا الشائكة وشددا بدلا من ذلك على أهدافهما المشتركة.

ورفض صالحي مقولة التوترات السنية الشيعية في الشؤون الإقليمية قائلا إنها اختراع لوسائل الإعلام الغربية. ونقل تحيات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لنظيره المصري وقال إن دعوة وجهت للرئيس المصري ليزور إيران مرة أخرى.

وقال صالحي على دول الجوار وعلى دول المنطقة أن يبحثوا عن طريق حل القضية السورية بشكل سوري سوري... الشعب السوري هو في نهاية المطاف الذي يقرر ما يريد.

لكن نظرا لأن موقفي الدولتين إزاء سوريا مختلف تماما ليس واضحا قدر التقدم الحقيقي الذي يمكن أن يحققه مسعى إيران لتحسين العلاقات. ولم توقع أي اتفاقيات تجارية أو اتفاقيات للتعاون في إطار زيارة صالحي.

وتجد إيران نفسها في عزلة متزايدة بسبب العقوبات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي عليها مما جعلها في حاجة ماسة لأصدقاء في المنطقة خصوصا في ظل رفض إسرائيل والولايات المتحدة استبعاد العمل العسكري ضدها.

وشملت مبادرة إقليمية طرحتها حكومة مرسي بشأن سوريا إيران رغم أن الجهود الرامية لجمع إيران والسعودية وتركيا لم تحرز تقدما واضحا إلى الآن.

وقال صالحي نحن أكدنا أن المبادرة الرباعية المصرية مبادرة مهمة وعلينا أن نواصل الأمر في إطار هذه المبادرة وهناك دول أخرى أبدوا اهتمامهم بهذه المبادرة... وأنا في اعتقادي وقناعتي أن هذه المبادرة من أفضل المبادرات لأنه يشمل الدول المؤثرة واللاعبة في المنطقة الذين يمكن لهم أن يبحثوا عن حل سلمي وحل ليعطي النتيجة المرجوة في المنطقة ويمنع التدخل الأجنبي.

ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري إن البعض قد يرى أن هذه المبادرة لا تتحرك إنما في الحقيقة فيه (هناك) اتصالات مستمرة على مستويات مختلفة وما زالت هي في الحقيقة المبادرة التي يمكن أن تأتي بثمرة وتوقف نزيف الدم.

وأضاف ما زلنا نرى أن إيران كطرف في المبادرة الرباعية لها دور.. لها دور يمكن أن تلعبه وإن شاء الله يقوموا بهذا الدور.