الكواليس السرية للخلاف السعودي القطري.. وصحيفة دولية: الدوحة في مأزق
قالت صحيفة العرب اللندنية، إن السعودية رفعت من حدة موقفها المتصاعد تجاه قطر إثر الخلاف بعد تصريحات نسبت إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشأن العلاقة مع إيران والإخوان المسلمين والولايات المتحدة.
وأثارت وسائل إعلام سعودية إمكانية وقوع انقلاب ضد نظام الحكم في قطر، الأمر
الذي يوضح فشل أي وساطة مؤملة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى.
ولفت مراقبون وفقا للصيحفة إلى أن نشر أنباء عن احتمال الانقلاب على الأمير
تميم أتى غداة الزيارة التي قام بها إلى الكويت ولقاء أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح،
مما يؤشر إلى فشل الوساطة الكويتية قبل أن تولد بعد أن عولت عليها الدوحة واصفة أمير
الكويت بـ”رجل إطفاء المنطقة”، وأن التصعيد السعودي الذي رافق الزيارة يعكس موقفا متشددا
رافضا لكل أشكال الوساطات لحل الأزمة الحالية من خلال مقاربات تقليدية سبق اختبارها
مع الحالة القطرية، لا سيما عقب أزمة عام 2014، والتي ثبت فشلها تماما.
ونشرت صحيفة الرياض المقربة من مواقع القرار في السعودية نص بيان تبرأت به
“أسرة آل ثاني حكام قطر الأصليون وأبناء عمومة الأمير تميم من توجيهات ‘أميرهم الطائش’
على خلفية الرسوم المسيئة للمملكة التي نشرتها قناة الجزيرة” ووجهت العائلة اعتذارها
من خلال البيان الذي بعثت به إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والشعب السعودي.
وتناولت الصحيفة على صفحتها الأولى تاريخ “خمسة انقلابات في 46 عاما”، وتوقعت
ألا يكون الانقلاب السادس ببعيد في قطر.
واعتبر مراقبون أن هذا الكلام يعكس مزاجا سعوديا رسميا مرتبطا بطباع الملك سلمان
ونهجه في ممارسة الحكم ومقاربة علاقات بلاده بدول الخليج.
وأضاف هؤلاء أن الملك سلمان اعتبر التعهد الذي وقعه الشيخ تميم أمام الملك الراحل
عبدالله بن عبدالعزيز بحضور أمير الكويت ملزما وأن السعودية تنظر إليه كواقع حال لا
يتغير بتغير الملك، خصوصا وأنه جاء لحل أزمة أخف هي أزمة 2014 وإعادة سفراء السعودية
والبحرين والإمارات إلى الدوحة.
وذكرت هذه الأوساط أن السعوديين يعتقدون أن ليس في استطاعة أمير قطر الشيخ تميم
بن حمد التملص من هذه الاتفاقات بحجة أنّها كانت مع الملك السابق الذي تُوفّي في مطلع
العام 2015 وبأن هناك قيادة جديدة في السعودية.
وكشفت مصادر سياسية سعودية مطلعة أن القيادة السعودية ترى أن الوساطة لن تكون
مجدية وأن أمير قطر قد تبلّغ في الكويت تشدد الموقف السعودي، وهو ما يفسر سرعة الزيارة
وعودة الأمير تميم بعد ساعات من وصوله.
وتؤكد هذه المصادر أن ما تشير إليه الصحف السعودية عن احتمال وقوع انقلاب سادس
لا يبتعد عن سياق سياسي تاريخي جرى سابقا في قطر وأن المواقف الصادرة عن تيار آخر داخل
أسرة آل ثاني قد توفر مسوغا شرعيا للتغير داخل الطبقة الحاكمة في الدوحة.
وأوضحت أن الحكم الجديد في السعودية أكثر تشددا مع قطر من الحكم السابق الذي
كان أصر، بين ما أصرّ عليه، على إغلاق الدوحة لمعهد أقامته لتدريب الناشطين السياسيين
على استخدام وسائل الاتصالات من أجل التحريض السياسي في دول المنطقة.
وذكرت المعلومات أنّ الملك سلمان مصرّ أكثر من أي وقت على أن توقف قناة الجزيرة
القطرية برامجها التي تهدّد الأمن القومي السعودي والخليجي من منطلق التبني الكامل
لبرنامج جماعة الإخوان المسلمين ونشاطهم السياسي.
وأشارت إلى أن السعودية تريد أن يفهم القطريون أن تعاطيها مع الإخوان المسلمين
في اليمن لا يعني أنها راضية عن سياسة هذا التنظيم وأن تغييرا جذريا طرأ على موقفها
منه بشكل عام.
ونقلت بعض المصادر عن مسؤول سعودي قوله “لم تسر قطر معنا، لا في مصر ولا في
ليبيا ولا في سوريا”، مضيفا أن القطريين استسلموا لإيران وحزب الله بعد خطف بضعة صيادين
من العائلة الحاكمة (آل ثاني) في العراق (أواخر العام 2015).