مسلسلات تلميع الداخلية

العدد الأسبوعي

مسلسل كلبش
مسلسل كلبش


يبدو أن ظهور ضباط الشرطة فى الدراما الرمضانية أصبح عاملاً مشتركاً فى أغلب المسلسلات منذ قيام ثورة 25 يناير، ورغم اختلاف التناول الدرامى إلا أن شخصية ضابط الداخلية تم إقحامه بشكل كبير فى الدراما فى السنوات الخمس الماضية بشكل غير مسبوق، فنجد هذا العام كلاً من أمير كرارة وأحمد زاهر وشريف منير ومحمد فراج ومحمود عبد المغنى وياسر جلال وخالد النبوى، يقدمون شخصية الضابط فى مسلسلات، كلبش، الحالة ج، الزيبق، الحضان الأسود، وظل الرئيس وواحة الغروب.

وعن تلك الظاهرة يقول الناقد طارق الشناوى: «شخصية ضابط الشرطة يجوز تقديمها فى الدراما بشرط أن يتماشى مع الخط الدرامى للعمل وبغير أن تكون مقحمة أو بغرض التلميع لفئة الضباط، خاصة أنه فى الفترة الماضية كثر ظهور شخصية الضابط فى الدراما الرمضانية ولابد أن نفرق بين الشق الإيجابى والسلبى، ولابد أن نعرف التوجه المطروح فى العمل إذا كان له خط درامى أم مجرد ظهور لتلميع الضباط وإبراز الصفات الجيدة لهم وأضاف الشناوى: إن الأهم من تقديم صورة إيجابية لضابط الشرطة على الشاشة، هو أن يشعر المشاهد بأن سلوك الضباط تغير للأفضل على أرض الواقع، فجهاز الداخلية جهاز مهم ومؤثر فى المجتمع ومن الطبيعى أن يتم تقديمه فى الأعمال الدرامية، لكن لجدوى ولا يمكن أن ننكر أن هناك اتجاهاً فى الأعوام الماضية لوجود نماذج لضباط شرطة بشكل مبالغ فيه، لكن يبقى الواقع الملموس هو الفيصل من الدراما المرئية. أما الناقد رامى عبد الرازق فيرى أنه لا ضرر من وجود شخصيات لضباط شرطة فى الأعمال الدرامية، لكن لابد أن يتم توظيفها بشكل جيد ويتم التعامل معه على أنه شخصية درامية دون الربط بينها وبين الواقع فنحن نتعامل مع الشخصية وليس مع المهنة فى الواقع فالضابط قد يكون إنساناً جيداً وقد يكون إنساناً فاسداً وتقديم النمطين فى الدراما أمر طبيعى ولا يسيء للمهنة بشكل عام، ومن يرى أن تقديم شخصية ضابط أو قاض فاسد يسيء للمهنة أو من يمتهنها هذا ما يسمى بالأمية الدرامية، ويضيف رامي:» بعد ثورة يناير تعاملت الدراما مع شخصية الضابط بشكل قاسٍ وقدمت العديد من النماذج لضباط فاسدة ويتلذذون بتعذيب المواطنين وكأنها مرآة لما يحدث فى الواقع فى هذه الأثناء، وبعدها تم تغيير طريقة التناول بالنقيض حيث قدمت أعمال تعمل جاهدة على وضع صورة ذهنية جيدة عن الضباط وهو ما يسمى بتلميع جهاز الداخلية وأفراده بالتركيز على صفاتهم الحميدة وأخلاقهم العالية وكيف أنهم يضحون بأرواحهم من أجل الوطن ودمائهم غالية على كل أفراد الشعب، وشدد رامى على أن المبالغة فى تحسين الصورة لن يصب فى مصلحة الضباط ولا حتى المبالغة السلبية لأن كل شخص يمتهن أى مهنة به الفاسد والجيد، ولابد للنمطين أن يتواجدا درامياً، لكن بمبرر وليس بالإقحام على أن يكون غير مخالف للواقع وتكون الشخصية «مرسومة جيدا» ولها خط درامى ضرورى لظهور الضابط على الشاشة وليس لمجرد الظهور.