منال لاشين تكتب: رمضان ساخن جدًا
جرت العادة أن يكون شهر رمضان الكريم شهراً هادئاً سياسياً، وحتى البرلمان يتميز بالهدوء والجلسات الأقل سخونة والموضوعات الأقل إثارة للجدل.
ولكن خلافا لهذه العادة المصرية الأصيلة بدأ رمضان ساخنا سياسيا ومنذ الأيام الأولى. فجأة وقع الرئيس السيسى على قانون الجمعيات الأهلية بعد أشهر من انتهاء البرلمان منه، وبعد أن تصور الكثيرون وأنا منهم أن الرئيس قرر الاستجابة لكثير من النشطاء ورؤساء الجمعيات التنموية وليست السياسية. وكلهم رفضوا القانون الذى يقيد حرية العمل الاجتماعى العام.
لكن الأخطر أن البرلمان قرر فجأة إحالة مشروع قانون لخفض سن المعاش للقضاء إلى اللجنة التشريعية. وهو تعديل تقدم به احد الاعضاء. ومنذ أسابيع نفى البرلمان إقرار هذا القانون.
وبصراحة هذا التعديل لو مر يرفع درجة الحرارة السياسية إلى درجة الغليان. فالمشروع سيطيح بشيوخ القضاء بحجة منح الفرصة للشباب. أو المساواة بين جميع الفئات فى المعاش.
وكلها أقاويل يمكن الرد عليها بسهولة فنحن بحاجة إلى ضعف العدد الموجود فى القضاء لتخفيض فترة التقاضى الطويلة جدا فى مصر، ومن ناحية أخرى فإن الخبرة التى سيكتسبها القاضى على المنصة لا يمكن مقارنتها بمهنة أخرى. وليس من المقبول الإطاحة بثلاثة أو أربعة آلاف قاضٍ بحجة منح الفرصة للشباب، أرجو ألا يمر هذا التعديل لا فى رمضان ولا غيره من الأشهر، حفاظا على خبرة شيوخ القضاة من ناحية، وحتى لا يردد خصوم مصر أننا نشرع أو بالأحرى نفصل قانونا للتخلص من أسماء بعينها.. وحسنًا فعلت التشريعية برفض القانون، وأرجو ألا نراه مرة أخرى فى البرلمان كفاية.