الحكمة من أكل التمر بعدد فردي
لم يسنّ رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم سنة إلّا وقد أثبت العلم لها من الحكمة والإعجاز ما يزيدنا تعلقنا وحبًا بهذا الرسول الصادق الأمين. ومن سننه عليه الصلاة والسلام أن نأكل التمر وتراً، أي بعدد فرديّ، فما هي الحكمة من هذا الأمر، وأين موضع الإعجاز؟
التمر أو ما يسمّى البلح أو البسر، هي الثمار التي تنتج من على شجل النخيل، وهو ثمار صيفيّة توجد بكثرة في بلاد الوطن العربيّ، وقد اعتمد العرب كثيراً على التمر في غذائهم وطعامهم. ويمرّ نبات التمر بمراحل نمو ّ عدّة ليصل إلى مرحلته التي نعرفها، فيكون أولاً طلعاً، ثمّ خلالاً، ثمّ بسراً، ثمّ رطباً، ثمّ تمراً، ويوجد من التمر ما يزيد عن أربعمئة وخمسين نوعًا.
للتمر فوائد عديدة وكثيرة لا يمكننا إحصاءها، فمنها أنّه يعتبر مقوٍ عام للجسم، وهو يعالج مرض فقر الدم لأنّه يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، كما أنّه يعتبر حلاً لمشاكل الإمساك ومشاكل المعدة والأمعاء، وهو مفيد في الحماية ووقاية الجسم من أمراض السرطان لما فيه من مواد مضادة للأكسدة وبعض الهرمونات المضادة للمرض كهرمون الببتوسين، كما أنّ التمر مفيد في نمو الأطفال لأنّه يحتوي على فيتامين أ، وفيتامين ب والذي يفيد في تقوية الأعصاب، يساعد في تخليص الجسم من الأرق والتوتر والضغط النفسيّ، ويفيد أيضاً في تقوية السمع وحماية الأفراد من أمراض السمع ومشاكله.
وقد سنّ رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم أن يؤكل التمر بعدد فردي أي وتراً، كأن يأكل الشخص ثلاث أو خمس أو سبع تمرات، فعن أنس - رضي الله عنه - قال : "كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً ". (رواه البخاريّ في صحيحه). وقد توارث المسلمون هذه السنّة كعادة، وقد نسي بعضهم أنّ هذه سنّة نبويّة حسنة، إلأ أن أثبتت الداراسات والأبحاث ما هي الحكمة والإعجاز من تناول التمر بعدد فرديّ.
يحذر أطباء كثيرين مرضى السكر من الإكثار من تناول التمر لأنّه يرفع من نسبة البوتاسيوم والسكر في الدم، إلّا أنّ الدراسات أثبتت أنّ أكل سبع تمرات أو خمس فإنّ السكر في التمر يتحوّل إلى كربوهيدرات على شكل طاقة في الجسم، أمّا اكله بعدد زوجيّ - شفعاً - فإنّ السكر في التمر سيتحوّل إلى سكر سلبي وبوتاسيوم يؤثر سلباً في الجسم.
وقد أثبتت أبحاث أخرى أنّ من يأكل التمر بعدد فرديّ تتولد حول جسمه هالة زرقاء تشكّل درعاً حامياً للشخص من الأمواج الكهرومغناطيسيّة والتي تحمي الشخص من الإصابة بالجن، والعين، والسحر، والحسد، وغيرها، وذلك لأنّ التمر يحتوي على عنصر الفوسفور الذي يعتبر غنياً بالإلكترونات والشحنات الموجبة. فقد ورد في صحيح الإمام البخاري عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: من تصبح سبع تمراتٍ عجوة لم يضره ذلك اليوم سُمٌّ ولا سحر.