فورن بوليسي تحث المجتمع الدولي على المشاركة الحقيقة لترسيخ الديمقراطية في أفغانستان

عربي ودولي

فورن بوليسي تحث المجتمع
فورن بوليسي تحث المجتمع الدولي على المشاركة الحقيقة لترسيخ

حثت مجلة فورن بوليسي الأمريكية في نسختها الصادرة اليوم /الأربعاء/ المجتمع الدولي على المشاركة والإسهام بصورة حقيقة لترسيخ قواعد الديمقراطية والإستقرار في أفغانستان ، مؤكدة على أن هذه المشاركة إنما ستكونبمثابة فرصة لضمان المستقبل الأفغاني.

ورأت المجلة الأمريكية - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني - أن أفغانستان لايزال لديها الفرصة من أجل تجربة عملية انتقالية سياسية ناجحة في عام 2014، وكي يحدث ذلك على أرض الواقع، يتعين على كافة الأطراف المعنية التوقف عنالتفكير بدقة في الوسائل العسكرية، وذلك برغم من قائمة التحديات الساحقة التيتلوح في الأفق في البلاد من القضاء على الفساد المستشري في أغلب أركان الحكومةوحتى الإقتصاد المعتمد على المساعدات الخارجية.

ومضت المجلة تقول إن أفغانستان وصلت إلى هذه المرحلة الحرجة من خلال مجموعة من الأخطاء المفجعة الداخلية والخارجية والتي من بينها إسناد واجب تأمين مصير البلادمن ويلات الحرب إلى الرئيس الأفغاني الحالي حامد كرزاي .

وشبهت المجلة سياسات نزع السلاح وتسريح القوات والتي جاءت نتيجة لإنعدام ثقةكرزاي في مواطنيه، بسياسات حزب البعث في العراق، والتي كانت موجهة في الواقع ضدحلفاء الولايات المتحدة الذين قاتلوا ضد طالبان، الأمر الذي أدى في نهاية المطافإلى حدوث فراغ في السلطة، حرض الحكومة ذات الموارد والقدرات المحدودة ضد القواتالمتمردة الصاعدة والمدعومة خارجيا.

وأشارت المجلة إلى أن قرار الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف المصيري على مواصلة دعم عناصر طالبان، والتطرف الإسلامي على نطاق أوسع، باعتبارهم رصيدااستراتيجيا للاستخدام في أفغانستان مهد الطريق للوصول إلى الصراع الحالي واسهم فيتنامى انعدام الأمن، في الوقت الذي أصبحت فيه واشنطن أكثر تركيزا على العراق،والبرنامج النووي الإيراني، والصعود المطرد للصين .

وأكدت مجلة فورن بوليسي الأمريكية -في مستهل مقالها- على أنه ومن أجل إجراءعملية إنتقال سياسي ناجحة، تحتاج البلاد من كافة الدول المشاركة في عملية إعادةالبناء والإعمار بعث رسالة واضحة إلى القيادة الأفغانية الحالية مطالبين فيهابإجراء تحول ديمقراطي للسلطة إستنادا إلى مبادئ الانتخابات الحرة والنزيهة .

وأشار إلى أنه بدلا من التخلي عن الديمقراطية لأنها لم تؤتي ثمارها في ظلالفساد الحكومي المستفحل، يجب على أفغانستان والمجتمع الدولي القضاء على هذاالفساد، حسب قولها مشددة على أن الاستنتاج بأنه لا مستقبل للديمقراطية فيأفغانستان ، سيكون خطأ مأسويا بالنسبة للمجتمع الدولي .

ونوهت المجلة إلى إمكانية استخدام الفترة حتى عام 2014 موعد إجراء انتخاباتالرئاسة الأفغانية، لتنفيذ الإجراءات التي تدعم وتعزز الديمقراطية.. مشيرة إلى أنشركاء البلاد الدوليين، ولا سيما الولايات المتحدة، ينبغي أن يتكاتفوا جميعالضمان وجود المراقبين الأجانب للحفاظ على نزاهة الإنتخابات.

وتابعت المجلة كما يتعين على كرزاي والبرلمان الأفغاني الجديد الموافقة علىإجراءات تسجيل الناخبين للتأكد من صحة الأصوات، إضافة إلى ضرورة وجود هيئة مستقلةلتسوية جميع النزاعات الإنتخابية عبر لجنة شكاوى إنتخابية مستقلة يتم اختيارأعضائها بشفافية وبمشاورات هادفة بين جماعات المعارضة السياسية، والبرلمان،والمجتمع المدني، وغيرها .

وأضافت كما يجب أولا أن يعلن كرزاي بوضوح استعداده للتنحي عندما يحين الوقتالذي يحدده الدستور الأفغاني، وثانيا أن يتعهد بعدم التدخل في العمليةالإنتخابية، وبذلك يكون قد تصدي لاثنين من كبار اهتمامات النخبة السياسية فيكابول، مع مراعاة عدم استخدام موارد الدولة للتأثير على نتائج الإنتخابات كما حدثفي الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية عامى 2009 و 2010 .

وشددت المجلة على أن تنفيذ عملية الإنتقال السياسي، بالاستناد الكلي علىانتخابات ذات مصداقية وشفافة، إنما تعد أمر بالغ الأهمية، نظرا لأنها ستعيد للشعبالأفغاني الثقة والإحساس بالانتماء في حكومته.

وخلصت مجلة فورن بوليسي الأمريكية -ختاما- إلى أنه بمساعدة المجتمع الدولي ،ولاسيما الولايات المتحدة، أفغانستان لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، يمكن ضمانمستقبل أفغانستان، والإنتقال إلى العقد المقبل من موقع قوة، مشيرة إلى أن الوقتقد حان للأمة الأفغانية أن تقطع شوطا طويلا في انتقالها نحو الديمقراطيةوالإستقرار.