منال لاشين تكتب: جيهان السادات أول سيدة شاركت فى مراسم استقبال الرؤساء فى السعودية
■ القصة كانت حدثًا لفت الانتباه داخل وخارج الوطن العربى
صور زوجة وابنة ترامب فى الرياض غطت لدى الكثيرين على سبب الزيارة وأهدافها وآثارها على الوطن العربى، فصور السيدتين بدءاً من مطار الرياض بدت للجميع سابقة لم تحدث فى السعودية، نساء يتم استقبالهن بدون غطاء رأس وعلنا أمام الجميع.
وكانت الأعراف فى السعودية تقتضى أن يتم استقبال زوجة الرئيس بعيدا عن الإعلام والأضواء والرجال، فبعد انتهاء الاستقبال الرسمى للرئيس أو الضيف الكبير، تخرج زوجة الرئيس من الطائرة وتذهب إلى حيث مقر إقامتها.
ولذلك تصور البعض أن ما حدث مع زوجة ترامب وابنته هو سابقة تستحق أن تسجل فى سجل التاريخ.
ولكن الحقيقة أن امرأة مصرية سبقت زوجة ترامب بأكثر من أربعين عاما.
امرأة كسرت القواعد الصارمة والأسوار حول النساء.
هذه السيدة العظيمة هى السيدة جيهان السادات، منذ أكثر من أربعين عاما كان الرئيس الراحل السادات فى زيارة للسعودية، وبحسب الأعراف كان على السيدة جيهان السادات أن تظل فى الطائرة حتى تنتهى المراسم الرسمية لاستقبال الرئيس السادات، بما فى ذلك التصوير والإعلام ويذهب الرجال بعيدا، وفى أجواء الخفاء يتم استقبال زوجة الرئيس.
ولكن جيهان السادات فاجأت الجميع، بمن فى ذلك زوجها، وخرجت معه من الطائرة أمام الجميع، ورجال الأعمال ورجال الدولة، وكانت قصة كبيرة وحديث العالم فى ذلك الوقت.
وقد سجل القصة أو وثقها الكاتب الكبير الراحل أحمد بهاء الدين فى كتابه الشهير حواراتى مع السادات.
فى لقاء جمع بين بهاء والسادات وجيهان حكت جيهان للكاتب الكبير القصة، قالت إنها لم تخطط للحدث الجليل، ولكن عند هبوط الطائرة خطر لها أن تكسر القواعد، وأضافت أن المسئولين السعوديين استوعبوا الأمر واستقبلوها بمنتهى اللطف.
وقد تسبب تصرف السيدة جيهان السادات فى خلاف كبير بينها وبين زوجها الذى لم يعجبه ما فعلته زوجته.
وأظن أن السيدة جيهان السادات بما عرف عنها من تحدى أى قيد على المرأة أرادت أن تسجل سابقة جديدة، وأن عقلها الباطن رفض فكرة الفصل بين المرأة والرجل حتى لو كانت فى السعودية.
وهكذا سبقت امرأة مصرية نساء أمريكا، وبأربعين عاما أو أكثر، ولكن يبدو أن زمار الحى لا يطرب العرب، وأننا نبهر بكل تصرف أجنبى، فهللنا لنساء أمريكا، ونسينا أن امرأة مصرية تحدت التقاليد وكسرت القواعد.