للتطبيع أشكال آخرى.. "الفجر" تنشر العلاقة السرية بين إيران وقطر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"لا حكمة في عدائنا لإيران"، هكذا كشف أمير قطر تميم بن حمد عن العلاقة التي تجمع بين الدوحة وإيران طيلة الفترة الماضية، وهو ما يؤكد أن هناك قوة في تلك العلاقات دفعته إلى المصارحة بطبيعة تلك العلاقة.

 

بداية التقارب الإيراني القطري

ويعود التقارب القطري الإيراني إلى حقبة احتدام المواجهة بين قطر والسعودية، حيث سعت الأولى إلى إنشاء جسور من التواصل مع إيران لتكون العلاقات بينهما أكثر قوة، ولتكون ورقة ضغط للدوحة داخل البيت الخليجي من جهة، والبيت العربي من جهة اخرى، وهو مالم تلتفت له السعودية وقتها، حيث قال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في مارس 2015، خلال استقباله رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني إن "إيران لم تتسبب لنا بأي أذى ولم تفتعل أية مشكلات منذ بداية الثورة الإسلامية وحتى الآن"، معربا عن تأييده لانضمام إيران إلى النادي النووي من باب الاستفادة السلمية.

 

قطر أداة للتطبيع بين إيران والعرب

أيضا كانت الدوحة أول من فتح أبواب الخليج أمام إيران، من خلال دعمها لجماعات وأذرع إيران في المنطقة من ناحية، ومن خلال عضويتها في مجلس التعاون الخليجي من ناحية آخرى، فضلا عن أن زيارة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني إلى طهران عام 2000 تعتبر الزيارة الأولى التي يقوم بها حاكم دولة خليجية لإيران منذ عشرين عاما، وقد تجاوزت هذه الزيارة المجاملات السياسية إلى الدعوة مباشرة للتطبيع التام بين العرب وإيران، متغافلا كل الاعتداءات الإيرانية على الأمن العربي الخليجي سواء في احتلال الجذر الإماراتية أو الدعاية السياسية المغرضة ضد مملكة البحرين.

 

مطالب بمشاركة طهران في حفظ الأمن

وقطر تعد الدولة الخليجية الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي المنسجمة مع ايران على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الأمني، فكانت الدولة الخليجية الأولى التي طالبت بمشاركة طهران في مهمات حفظ الأمن في المنطقة، مع اقرارها بأن ايران من أقوى وأكبر دول المنطقة.

 

وفي أواخر العام 2006، بعد هزيمة اسرائيل في حربها على لبنان؛ زار أمير قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثاني طهران؛ وإعترفت قطر بحق امتلاك إيران برنامجًا نوويًا سلميًا وفي الوقت نفسه أكدت على حق المنطقة في العيش بأمان واستقرار، ولكن غرقت المنطقة في بحار الدماء والحروب.

 

اتفاقيات سرية حول الأزمة السورية

وهناك إتفاقيات سريّة عدّة جرت منذ بدء الأزمة في سوريا بين الجانبين الإيراني والقطري، بهدف وقف إطلاق النار أو تحرير الأسرى أو إجلاء مدنيين -مثلا الاتفاق حول الفوعة ومضايا- فإنّ التواصل القطري الإيراني بشأن الواقع الميداني في سوريا يصل إلى طريق معقّد؛ ما استدعى التدخل الروسي.

 

اتفاقيات سرية بين قطر وهيئة تحرير الشام

ولم تكن تلك هي الاتفاقات السرية وحسب، بل تابناك الإيرانى المقرب من قائد الحرس الثورى السابق وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام اللواء محسن رضائى أن مفاوضات سرية بين "هيئة تحرير الشام" التابعة لتنظيم القاعدة فى سوريا وبين إيران، فى العاصمة القطرية الدوحة، فيما يتعلق ببلدتى كفريا والفوعة الواقعتين فى ريف إدلب الشمالى.

 

ونقل الموقع الإيراني، عن الناشط السورى وائل عبد العزيز المقرب من "الجيش السورى الحر" قوله على صفحته الرسمية على تويتر أن "حسام الشافعى وهو الشخص الثانى فى تنظيم القاعدة بسوريا، موجود فى قطر من أجل إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران"

 

وأضاف عبد العزيز "أن هناك أنباء عن توقيع اتفاق جديد بين "هيئة تحرير الشام" وإيران يخص كفريا والفوعة والزبدانى، برعاية قطرية، حيث حضر عن "أحرار الشام" فى قطر زيد العطار وهو المسئول السياسى فى هيئة تحرير الشام وحسام الشافعى.

 

اتفاق لتأمين الحدود المشتركة

وفي 2015، التقى قائد حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي مؤخرًا، بمدير أمن السواحل والحدود في قطر علي أحمد سيف البديد، ووقع الطرفان على اتفاقية تعاون لحماية الحدود المشتركة بينهما، وكانت إيران عقدت 12 اجتماعًا مع قطر في السابق، وتوصلتا إلى عدد من الاتفاقيات، تم تنفيذ معظمها، بما في ذلك اتفاق على إجراء تدريبات عسكرية ثنائية.