فرنسا تواصل بحثها عن بطل للتنس منذ 3 عقود

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

خلال أكثر من ثلاثة عقود، لم ينجح لاعب فرنسي في التتويج بلقب بطولة فرنسا المفتوحة، ولا يوجد حاليًا ما يدل على نهاية قريبة لهذا الانتظار، في النسخة المقبلة من البطولة الكبرى التي تنطلق في وقت لاحق من الشهر الجاري، رغم تميز الدولة صاحبة الضيافة على مستوى اللعبة، وذلك منذ أن فعلها "يانيك نواه" في ثمانينات القرن الماضي.

وبعد أن تحولت رولان جاروس إلى بطولة دولية في 1925، ذهبت أول ثمانية ألقاب للاعبين فرنسيين، لكن منذ ذلك الوقت حصد الفرنسيون لقبين فقط، عن طريق مارسيل برنار في 1946، ونواه في 1983.

وعن ذلك قال باتريس اجيلوير، المدرب الذي ساعد نواه على الفوز باللقب، لرويترز: "إذا أردت الفوز بلقب بطولة فرنسا المفتوحة، فعليك أن تدخل البطولة وأنت في كامل الثقة بالنفس، بعد أن تكون فزت بمباريات مهمة على هذه الأرضية (الرملية)، هذه هي الحقيقة.. وهذا لا ينطبق على اللاعبين الفرنسيين (الذكور)".



وتابع: "جايل مونفيس خاض نصف النهائي، لكنه في هذا الوقت كان قد وصل لأقصى جهد ممكن في دور الثمانية، فلم يتمكن من الصمود لأكثر من مجموعة أو اثنتين بعد ذلك".

ومنذ فوز نواه على ماتس فيلاندر قبل 34 عامًا، وصل هنري لوكونت فقط لنهائي البطولة، لكنه خسر بثلاث مجموعات متتالية أمام فيلاندر السويدي في 1988.

وفي الأعوام العشرة الأخيرة منح مونفيس في 2008، وجو ويلفريد تسونجا في 2013 و2015، فقط بعض الأمل لجماهير فرنسا، عندما صعدا للدور قبل النهائي.

وأضاف اجيلوير: "في آخر 15 عامًا حدثت أمور لا تصدق، وعلى رأسها فوز نادال بلقب فرنسا المفتوحة 9 مرات، كما أن ظهور جيل الأربعة الكبار، نادال وفيدرير وديوكوفيتش وموراي أيضًا زاد الأمور تعقيدًا.. هؤلاء الأشخاص في غاية القوة والخطورة، وهذا لم يحدث طوال تاريخ التنس".

ويقول فيلاندر إن الضغط عامل مؤثر في هذا الجانب أيضًا، مضيفًا لرويترز: "لا يدرك أحد في أروقة التنس مدى الضغط الذي يتعرض له أي لاعب من بريطانيا، أو الولايات المتحدة، أو أستراليا، أو فرنسا بصفة خاصة، حسبما أعتقد".

وبينما كان نواه متخصصًا تمامًا في الملاعب الرملية، فإن لاعبي الجيل الحالي في فرنسا غير متخصصين في هذا النوع البطيء من الأرضيات.



وقال فيلاندر: "أعتقد أن اللاعبين الفرنسيين أكثر شمولًا الآن.. لا أعتقد أننا عرفنا لاعبًا متخصصًا في الملاعب الرملية منذ يانيك نواه".

ورغم أن نواه كان آخر فرنسي يحرز لقبًا كبيرًا، فإن فرنسا على الأقل حققت نجاحًا أكبر على أرضيات أخرى، رغم انتهاء كل المحاولات قبل التتويج.

ووصل أرنو كليمو إلى نهائي أستراليا المفتوحة في 2001، كما وصل تسونجا لنهائي نفس البطولة في ملاعب ملبورن عام 2008، في حين وصل بيولين لنهائي أمريكا المفتوحة في 1993، وويمبلدون في 1997.

ورد فيلاندر على سؤال حول إمكانية توليه تدريب لاعب فرنسي في رولان جاروس بقوله: "لا.. أنا سعيد في حياتي وبعملي معلقًا في يوروسبورت".

ولا يزال فيلاندر يعتقد أنه لا يوجد لاعب فرنسي قريب من الفوز باللقب في رولان جاروس، في الوقت الحالي.

وقال عن ذلك: "أعتقد أنه كلما استمرت فترة الغياب الفرنسي عن التتويج لفترة أطول، كلما زاد الأمر صعوبة.. يانيك تفوق وتعامل مع الرياضة بنفس الطريقة التي تعامل بها معها أندريه أجاسي وبيورن بورج".

وتابع: "لقد اتجه بعض الشباب إلى التنس بدلًا من كرة القدم في السابق.. لكن كلما طالت فترة الغياب عن التتويج ببطولة كبرى، كلما قل عدد الشباب الذين يمكن الاعتماد عليهم في التنس".