مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز يكشف في حواره لـ"الفجر" أسرار المرضى في مصر.. ويُفجر مفاجأة مدوية

تقارير وحوارات

الدكتور وليد كمال
الدكتور وليد كمال مع محررة الفجر

5500 سيدة مصرية مصابين بالإيدز

1500مصاب عدد الحالات المكتشفة عام 2016

المنيا وأسيوط أكثر محافظات الصعيد انتشارًا للمرض

جميع خدمات الإيدز في مصر مجانية وتتم في سرية

مفاجأة.. مريض الإيدز يمكنه الإنجاب بطفل لا يحمل المرض

فيروس الإيدز ضعيف خارج جسم الإنسان، وعدد المصابين في مصر متوقع أن يصل لـ 11 ألف حالة مناصفة بين الرجال والسيدات، ولكن الإحصائية الرسمية للعدد الموجود تقول أن عددهم 7 آلاف مريض.. حسبما قال وليد كمال، مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة، في حواره الخاص لـ"الفجر".


كشف الدكتور وليد كمال، لـ"الفجر" أن منطقتي المعمورة وكفر الشيخ اللتان لاحقهما جدل انتشار المرض فيهما خلال الأيام الماضية، لم تسجلا أي حالة حاملة للمرض بعد الفحص فيهما.


وتطرق خلال الحديث عن طرق انتقال المرض، وكيفية القضاء عليه، والخطة التي وضعتها وزارة الصحة لعلاج المرض، كما كشف النسب الحقيقية للمصابين بالمرض في مصر..وإليكم نص الحوار:


بدايةً عرفنا بالبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز؟
برنامج تابع لوزارة الصحة، بدأ عام 1986، مع ظهور أول حالات للإصابة في مصر، وظيفته الأساسية التخطيط والتدقيق وضمان الاتساق مع الخط الاستراتيجية لوزارة الصحة لرفع الوعي لمكافحة المرض في مصر، ويقوم بتنسيق عمل أي جهة حكومية أو دولية أو حتى مجتمع مدني في مجال الإيدز، والتمويل الأكبر للبرنامج من خلال ميزانية الدولة خاصة وان علاج الايدز مكلف للغاية.

كم عدد المرضى المصابين بالإيدز في مصر؟
عدد الحالات المكتشفة حسب أخر إحصائية لعام 2016، 7 آلاف حالة، أما العدد الحقيقي يقارب الـ11 ألف حالة، عدد الحالات المكتشفة للمرض موجودة بكثرة في المدن ذات الكثافة العالية كالقاهرة والحيوية والإسكندرية ومدن الدلتا، أما نسبة الحالات المكتشفة في الصعيد قليلة.

نسبة إصابة السيدات بالمرض 18% من إجمالي الـ7000 حالة المكتشفين، وتعتبر المنيا وأسيوط أكثر المحافظات في الصعيد بها نسب انتشار المرض.


هل نسبة السيدات المكتشف لديهم المرض هي الحقيقية؟
لا.. فالسيدات المرضى بالإيدز كثير منهم لم يكتشف مرضهم بعد بسبب الكتمان الذي يحاوطن أنفسهن به لعار ذلك المرض، والمتوقع أن يكون النسبة للسيدات المصابين بالمرض 5500 سيدة من أصل 11 ألف مريض حسب البرامج الإحصائية للمركز، ولكن العدد المكتشف فعليًا هم 18% من أصل الحالات المكتشفة وهم 7000.

أشرت إلى أن محافظتي القاهرة أكثر المحافظات التي يكتشف فيها المرض.. فلماذا؟
نسبة مرض الإيدز في مصر أقل من شخص بين عشر آلاف، وليس لدينا إحصائية تؤكد أن القاهرة أكثر المحافظات التي ينتشر فيها المرض، ولكن الحالات المكتشفة أكثرها يكون في القاهرة حيث أنها ذات كثافة سكانية عالية، كما أن الحالات من الأقاليم قليلة العدد تلجأ للكشف في محافظة القاهرة خوفًا من الفضيحة.


ما هو معدل الإصابة للمرض سنويًا؟
عدد الحالات المكتشفة الجديدة عام 2016، كان 1500 حالة، ومعدل إكتشافات المرض سنويًا تكون أقل من ذلك، ولكن لم يمكن حصر عدد حالات للإصابة سنويًا لأن الكثير من الحالات لم تعلن إصابتها بالإيدز نظراً لوصمة العار التي تلتصق بصاحبه.

ما عدد مراكز العلاج وتقديم الرعاية لمرضى الإيدز؟
13 مركز خاص بالمصريين، ومركز خاص باللاجئين، و9 سيارات متحركة تقدتها في الاستشارة والتشخيص للمواطنين لمن يرغب مجانًا بشكل سري تام، كما يوجد 23 مركز تحليل اختياري بالإيدز.

هل اللاجئين الحاملين للمرض كانت إصابتهم من الداخل أم كانوا حاملين للمرض؟
اللاجئين دخلوا مصر حاملين للمرض، ولكن ليس لهم علاقة لانتشار المرض بين المصريين، كما يوجد حالات كثيرة المهاجرين إلى مصر هجرة غير شرعية حاملين للمرض.


ما هي طرق انتقال العدوى؟ وأبرز الطرق المنتشرة في مصر؟
فيروس الإيدز ضعيف جداً خارج جسم الإنسان ويموت خلال 5 دقائق في حرارة الجو العادية، فالحديث عن انتقال المرض بالحقن أو دبابيس السينما أو الإشاعات التي تروج عن المرض مجرد ضجة لاصحة لها علميًا، وإحتمالات العدوى فيها 1 من ألف، والمرض ينتقل عن طريق ممارسة الجنس مع شخص مصاب، والحقن الملوثة بالفيروس عن طريق تعاطي المخدرات، وهناك احتمالية نقل المرض من الأم للطفل المصاب.

اللمس والأحضان، أو أي أمر غير ذلك لا ينقل المرض، والدليل أن مرضى الإيدز متعايشين في المجتمع ولا ينقلون المرض بالعدوى، وبخصوص الدم لا ينقل المرض عن طريق أكياس الدم لأنه يتم تحليلها قبل إدخالها لجسم شخص آخر وإذا اكتشف أن كيس الدم الحامل للمرض يتم إعدامه، وفي مصر لا يوجد حالات نقل لها المرض عن طريق أكياس الدم، ولكن أكثر طرق انتقال العدوى في مصر هي الممارسات الجنسية، بعدها تعاطي وإدمان المخدرات.

ما هي أعراض المرض؟. ومتى تظهر؟
أعراض المرض لم تظهر مبكراً فقد تظهر بعد 5 سنين، أو بعد 20 سنة، وأعراضه هي نقص المناعة لدى المريض ويكون ضعيفا ومنهكا وتعرضه للإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي والسعال المستمر وأمراض الجهاز الهضمى ونزلات معوية وإسهال وقيء وارتفاع في درجة الحرارة والإصابة بالدرن وصعوبة في البلع والإصابة بانواع نادرة من السرطان ولو تمكن المرض من الجهاز المناعى للإنسان يصعب القضاء عليه.


ما هي خطة وزارة الصحة لعلاج المرضى؟
وزارة الصحة وضعت خطة تشمل أربع محاور للحد من انتشار الفيروس، تتمثل في الوقاية عن طريق رفع الوعي بالمرض من خلال الندوات ومراكز المشورة الموجودة في 17 محافظة في مصر، ثم وقاية المريض وكيفية تعامله مع المحيطين به، ثم تبدأ مرحلة العلاج الذي يكون من خلال أقراص، ليظل يحافظ على جهاز المناعة لدى المريض، ثم يليها توفير إدارة الدعم النفسي، وهناك 3000 مريض بالإيدز يصرفون العلاج من وزارة الصحة وبالمجان بصورة شهرية، وكل 6 شهور يتم إجراء تحاليل للمريض لمتابعة نسبة تفاقم الفيروس في جسده، وكل خدمات الإيدز في مصر يكون بالمجان.

هل يوجد نسبة شفاء تام لمرض الإيدز؟
لا.. لم يتوصل حتى يومنا هذا الطب لعلاج يشفى مريض الإيدز من الفيروس بشكل كامل، العلاج يقلل من تكاثر الفيروس داخل الجسم ليجعله قادراً على مقاومة جهاز المناعة للفيروس.

كيف يمكن التعامل مع مريض الإيدز؟.. وهل هو ممنوع من الزواج؟
يتم التعامل معه معاملة عادية جدا، والبعد عن طرق العدوى، وبخصوص الزواج على المريض إخبار شريك حياته أنه مريض، كما أن وزارة الصحة بها مراكز مشورة تقوم بتأهيل المريض وتساعده على إخبار أهله بمرضه.

هل يمكن لمريض الإيدز أن ينجب؟
نعم.. ومؤخراً يقوم الجهاز بعمل و تدخلات طبية معقدة تمكن المريض من الإنجاب، ولكن لا يمكن الفصح عنها سوى للمريض بسبب العادات والتقاليد المصرية التي قد تسئ فهم تلك التدخلات.


كيف يمكن القضاء على المرض؟
تغيير النظرة المجتمعية للمرض، من خلال رفع التوعية بالمرض وطرق علاجه، وتغيير الصورة السلبية لمريض الإيدز حتى تبدأ مواجهة المرض ليتم القضاء عليه، وبعدها تغيير القيم من خلال تجديد الخطاب الديني.

ما هي الانتكاسة التي تعرقل رحلة علاج مريض الإيدز؟
عدم الانتظام في العلاج وهي الأقراص الشهرية المتوفرة بالمجان في وزارة الصحة بسرية كاملة، وسوء التغذية، ونفسية المريض وممارسة نفس العادات التي نقلت المرض.


هل علاج مرض الإيدز متوفر بالصيدليات؟
لا.. لكنه غير ممنوع بل غير متداول بسبب النسبة الضئيلة المرضى في مصر، وهو موجود في وزارة الصحة ويتم صرفه من خلال المراكز الطبية المختصة بمرض الإيدز.


هل هناك تعاون بينكم وبين برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز؟
نعم.. يدعموننا في الدعم التقني من خلال إجراء الابحاث والدراسات والمساهمه في برامج التمويل لبعض الانشطة التدريبية، ولكن بعلم وزارة الصحة.

بعد الضجة التي أثيرت عن فتاتي كفر الشيخ والإسكندرية..هل أطفال الشوارع سبب انتشار الإيدز في مصر وارتفاع معدل انتشار المرض هذا العام؟

لا يمكن تعليق الأمر عليهم، ولا نمتلك إحصائيات تثبت ذلك، ولكن المناخ الذي يعيش فيه أطفال الشوارع جعلهم عرضة لاستوطان الأمراض بهم.


بعد فحص منطقتي المعمورة وكفى الشيخ هل سجلت حالات للإصابة؟
لم نكتشف أي حالات إصابة هناك، وهذا لا يعني خلو المنطقتين من الحاملين للمرض، ولكن الخوف من المسائلة والعار الذي يلاحقهم أختفى الجميع ممن حملوا المرض والذين سيظهرون بالتأكيد بعد انتهاء الضجة الإعلامية.

ماذا ستفعلون لعلاج المرضى الموجودين بالمنطقتين؟
سنقوم بعمل حملات توعية بعد انتهاء الضجة ونسيان الأمر، لمحاولة مساعدة المصابين هناك للقضاء على المرض.