هل تعلم لماذا أراد الرسول أن ينشق القمر؟
أنشقاق القمر هي معجزة من الله سبحانه وتعالى أيد بها صدق نبوة سيدنا محمد للكفار وقد جعل الله هذه المعجزة إحدى علامات الساعة التي حدثت، ففي الحديث الصحيح: "خمس قد مضين الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام" متفق عليه.
فقد ورد فى كتب السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هجرته من مكة إلى المدينة بخمس سنوات جاءه نفر من كفار قريش فقال له يا محمد أن كنت حق نبيا أئتنا بمعجزة تشهد لك بالنبوة وتشهد لك بالرسالة فسألهم ماذا تريدون فقالو شق لنا القمر، وقد قالو هذا من قبيل التعجيز أو أستحالة حدوث ذلك.
فوقف رسولنا الحبيب يدعو ربه ألا يخذيه فى هذا الموقف فألهمه الله تعالى أن يشير بأصبعه الشريف إلى القمر فأنشق القمر إلى فلقتين تباعدت عن بعضهما البعض لعدة ساعات متصلة ثم ألتحمت مرة أخرى فقال الكفار سحرنا محمد ولما كان من عادة قريش التعنت والتكذيب فقد أعرضوا عما جاءهم، ووصفوا ما رأوه بأنه سحر ساحر. وقد حكى القرآن لسان حالهم ومقالهم فقال تعالى: {وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ}.. [القمر:2].
ولكن بعض العقلاء من بينهم قالو أن السحر لا يستطيع أن يطول كل الناس أن السحر قد يؤثر على الذين كان فى موقع السحر فأنتظرو الركبان (أى القادمون من السفر إذا ما رأوا ما حدث للقمر لأنه من المستحيل أن يطولهم السحر) فصارع الكفار إلى مخارج مكة لكى ينتظرو من هم قادمون من السفر وفى أول قافلة تظهر لهم سألوهم عما إذا رأوا شيئاً حدث لهذا القمر فقالوا لقد رأيناه أنفلق إلى جزئين ثم بعد عدة ساعات رجع كما كان فأمن من أمن وكفر من كفر.
ومن الأحديث التى تؤكد هذا الكلام: "أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما" متفق عليه.
وهذه الرواية رواها الكثير من كبار الصحابة مثل عبد الله بن عباس،عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر رضوان الله عليهم.
ولذلك قال القرآن فى هذا الموقف ،قال تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ،وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ،وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ،وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ،حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}..[القمر:1].