هل زيادة الملح تساعد في إنقاص الوزن؟

الفجر الطبي

الملح
الملح


إن المعادلة عن الملح التي تدرس للأطباء ليس من الصعب فهمها، فمن المعروف أن الجسم يعتمد على هذا المعدن الأساسي لمجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك ضغط الدم ونقل نبضات العصب، لذلك لابد من الحفاظ على مستويات الصوديوم في الدم بعناية فائقة، كي لا يؤثر ارتفاعه على صحة الإنسان.

فإذا كنت تأكلين الكثير من الملح، فذلك سيؤدي إلى الشعور بالعطش وشرب الماء بما يساهم في تمييع الدم بما فيه الكفاية للحفاظ على تركيز مناسب من الصوديوم. وفي نهاية المطاف سوف يتم فرز الكثير من الملح الزائد والماء في البول.

كل ماذكرناه هو نظرية بديهية وبسيطة ومعروفة من الجميع، ولكن هل تتوقعين أن هذه المعلومات خاطئة؟

وفقاً لـ"نيويورك تايمز"، فإن دراسات حديثة أجريت على رواد الفضاء الروس، تبين أن تناول المزيد من الملح جعلتهم أقل عطشاً. كما وجدت التجارب اللاحقة أن الفئران أحرقت المزيد من السعرات الحرارية عندما حصلت على المزيد من الملح، وتناول 25 في المئة أكثر فقط للحفاظ على وزنهم.

ويتناقض هذا البحث الذي نُشر مؤخرًا في مجلة التحقيق السريري، مع الحكمة التقليدية حول كيفية تعامل الجسم مع الملح، ويشير البحث إلى أن المستويات العالية للصوديوم قد تلعب دورًا في فقدان الوزن، وقد أذهلت هذه النتائج المتخصصين في مجال الكلى.

وقد أشار الدكتور جيمس ر. جونستون، وهو أستاذ في جامعة بيتسبرغ، إلى أن هذا العمل رائع ولكن على الرغم من ذلك فإن النتائج تحتاج إلى المزيد من التدقيق.

هذه الدراسات الجديدة تُعتبر تتويجاً لسعي الدكتور جينز تيتز المتخصص في الكلى بالمركز الطبي جامعة فاندربيلت والمركز متعدد التخصصات للبحوث السريرية في إرلانجن بألمانيا، حيث قام بالعديد من الأبحاث على رواد الفضاء خلال سنوات وقد لاحظ الدكتور تيتزي شيئًا محيراً في بيانات البعثات، إذ ارتفعت كميات البول لدى رواد الفضاء صعودًا وهبوطاً لمدة سبعة أيام. وهذا يناقض كل ما كان يدرس في كلية الطب، حيث لا ينبغي أن يكون هناك مثل هذه الدورة الزمنية.

في محاكاة أقصر، اتبع رواد الفضاء نظاما غذائيا يحتوي على 12 غرامًا من الملح يوميًا، تليها تسعة غرامات يوميًا، ثم اتباع نظام غذائي قليل الملح من ستة جرامات يوميًا، كل ذلك لمدة 28 يومًا. في مهمة أطول، كما أكل رواد الفضاء دورة إضافية من 12 غرامًا من الملح يوميًا.

وجاءت الصدمة الحقيقية بالنتائج التي توصل إليها الدكتور تيتز عندما قاس كمية الصوديوم المفروز في بول الطاقم، وحجم البول، وكمية الصوديوم في دمائهم، وعندما أكل الطاقم المزيد من الملح، فإنها تفرز المزيد من الملح، وظلت كمية الصوديوم في الدم ثابتة، وزاد حجم البول.

وبدلًا من شرب المزيد من الماء، كان الطاقم يشرب أقل على المدى الطويل عند الحصول على المزيد من الملح.

يقول الدكتور مارك زيديل، طبيب الكلى في كلية الطب بجامعة هارفارد، الذي كتب مقالاً مصحوباً لدراسات الدكتور تيتزي، إن الناس يفعلون ما تفعله الجمال. والجمال الذي يسافر عبر الصحراء التي لا تحتوي على ماء للشرب يحصل على المياه بدلًا من ذلك عن طريق تحطيم الدهون في سنامها.

وأوضح أن واحدة من العديد من الآثار المترتبة على هذه النتيجة هو أن الملح يمكن أن يشارك في فقدان الوزن. وبصفة عامة، افترض العلماء أن اتباع نظام غذائي عالي الملح يشجع على تناول كميات أكبر من السوائل، ما يزيد من الوزن، ولكن إذا كان التوازن بين تناول الملح أعلى يتطلب من الجسم لكسر الأنسجة فإنه يتطلب حرق المزيد من الطاقة.

وعلى الرغم من النتائج التي توصل إليها الدكتور تيتزي، فقد أشار إلى أنه لن ينصح بتناول الكثير من الملح لإنقاص الوزن، إذا كانت نتائجه صحيحة، فإن المزيد من الملح يجعلك أكثر جوعًا على المدى الطويل، لذلك يجب التأكد من أن الشخص لم يأكل المزيد من الطعام للتعويض عن حرق السعرات الحرارية الزائدة.