تعرف على أسرار العلاقة الحرام بين إيرن وإسرائيل
يبدو للمشاهد أن علاقة إيران بإسرائيل
"قمة العداء" ولكن حقيقية الأمر، أن علاقة البلدين في " قمة الوفاء"،
حيث تستطيع إطلاق وصف (سقف التناقض) على هذا الملف الذي يحملُ ظاهرًا وباطنًا ، ففي
ظاهره مواجهة شرسة ضد إسرائيل وفي باطنه (صفقات أسلحة وتبادل تجاري)، فلا تعترف إيران
بوجود إسرائيل، وتنظر الأخيرة إلى برنامج إيران النووي على أنه تهديد رئيسي لها ، إلا
انه كانت هناك علاقة تعاونيّة حميمة طويلة الأمد سائدة بين البلدين،
علاقات
قوية
هناك
علاقات قوية ربطت بين إيران وإسرائيل قبل الثورة الخمينية، حيث اعترفت إيران زمن “الشاه”
بإسرائيل بعد عامين من تأسيسها عام 1948
ورغم
أن حكومة “مصدق” اتخذت قراراً بإغلاق القنصلية الإيرانية في القدس، وهو القرار الذي
اعتبره العرب بمثابة تراجع من جانب إيران عن الاعتراف الرسمي بإسرائيل، فإن علاقات
إيران بإسرائيل اتخذت بعداً أكثر عمقاً في أواخر عقد الخمسينيات بالتحالف الاستراتيجي
بينهما في المجال العسكري، في مواجهة الأعداء المشتركين لهما : العرب والاتحاد السوفيتي،
فاستفادت إيران عن طريق هذا التحالف من تدعيم علاقاتها مع العدو الرئيسي للدول العربية
في ظل تزايد حدة العداء بينها وبين الأخيرة، خاصة مصر في عهد “عبد الناصر” وكذلك العراق
بعد انقلاب 1958.
واستطاعت إيران الشاه الحصول على السلاح الذي تحتاج
إليه من إسرائيل، واستفادت أيضاً إيران في مشروعاتها الزراعية والصناعية كمشروع قزوين
الزراعي الصناعي، واستثمر أصحاب رؤوس الأموال الإسرائيليون في عدد من البنوك المختلطة
وشركات الإنتاج والخدمات الإيرانية، كما أتاحت العلاقات مع إيران لإسرائيل، الخروج
من حصارها السياسي والإقليمي بتدعيم علاقاتها مع دول الجوار غير العربية، واستطاعت
إسرائيل الحصول على النفط الإيراني كمصدر رئيسي للنفط، أثناء عدوان 1967، وحرب أكتوبر
1973.
علاقات
الباطن
استمرت
العلاقة بين الدولتين في هذا التحالف إلى أن قامت الثورة الخمينية في إيران عام
1979، حيث قامت طهران بقطع علاقاتها مع تل أبيب في الظاهر، وأغلقت السفارة الإسرائيلية
في طهران وحولتها لتكون سفارة فلسطين في إيران.
وندد الخميني بإسرائيل بشدة لاحتلالها الأراضي الفلسطينية
ومباشرة بعد حصول قائد الثورة على السلطة ألغى جميع الاتفاقات المبرمة بين إيران و
إسرائيل في الظاهر في حين استمرت علاقات السلاح والاقتصاد ، وعندما تدخلت إسرائيل عام
1982 في الحرب الأهلية في لبنان وتسللت في
جنوب البلاد، أرسل الخميني وحدات من الحرس الثوري إلى بيروت لدعم الميليشيات الشيعية
هناك.
وتُعتبر ميليشيات حزب الله التي تأسست آنذاك حتى
يومنا هذا ذراع طهران في لبنان، وهذا يكشف منطقة صراع داخل دائرة مصالح مشتركة كبرى.
يُضاف
إلى ذلك دعم إيران لحركة حماس الفلسطينية في منتصف التسعينيات وبرنامج إيران النووي،
الذي يهدف من وجهة نظر إسرائيل إلى بناء قنبلة ذرية.
في الباطن
وخلف الكواليس وبعيدا من الشعارات وعاطفية الجماهير زودت إسرائيل إيران بالأسلحة والذخائر
خلال الحرب الإيرانية – العراقيّة التي استمرّت ثمانية أعوام، من 1980 لغاية 1988،
فمن مصلحة إسرائيل تحطيم الجيش العراقي ولا يتحقق ذلك إلا عن طريق إيران أحد أذرع إسرائيل
التنفيذية .
وانكشف
التصدير الإسرائيلي إلى إيران علناً في 18 يوليو1981 عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية
طائرة أرجنتينية تابعة لشركة “اروريو بلنتس”، وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل
بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح وقطع الغيار، ضمن صفقة قيمتها 150 مليون دولار
تنقل خلالها 360 طناً من الأسلحة الإسرائيلية يتطلب شحنها 12 رحلة، علاوة على ما نشرته
صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية من أن تقريرا داخليا لوزارة الدفاع الإسرائيلية ذكر أن
“إسرائيل” قد حافظت على علاقات صناعية عسكرية مع إيران، تم بموجبها تزويد إيران بـ58,000
قناع مضاد للغازات السامة من قبل شركة “شالون للصناعات الكيماوية” بعد انتهاء الحرب
العراقية الإيرانية، وبكاشفات للغازات من قبل شركة “إيلبت” تستعمل لغرض الكشف عن عوامل
الأسلحة الكيماوية.
تهريب
قطع غيار طائرة «فانتوم إف 4»
في عملية
التبادل التجاري بين إيران وإسرائيل ، كشف تقرير أميركي – يوناني في شهر مارس 2014
عن محاولات تجار بيع الأسلحة الإسرائيلية تهريب قطع غيار طائرة «فانتوم إف 4» إلى إيران
من خلال اليونان، ما يعد انتهاكا للعقوبات الأميركية التي تفرض حظرا على بيع الأسلحة
لإيران.
ونشرت
صحيفة «كاثيميريني» اليونانية تقريرا آنذاك قالت فيه: «أجرت دائرة الأمن الداخلي في
الولايات المتحدة ودائرة مكافحة المخدرات وتهريب الأسلحة في اليونان تحقيقا يفيد بأن
هذه العمليات نفذت على مرحلتين في ديسمبر 2012 وأبريل 2013″.