عادل حمودة يكتب: إخوان وجنس وحشيش وتبادل زوجات
■ ضبط أعضاء فى الجماعة يمارسون الجنس الجماعى وتحت الفراش منشورات تحرض على العنف والشغب والتظاهر
■ دكتورة متخصصة فى الحضارات القديمة تبرر تبادل الزوجات بقصص من التوراة وعادات القبائل الإفريقية بإكرام الضيف جنسيا
■ دفاع المتهمين فى القضايا التى نظرتها المحاكم المصرية يصر على أن لا جريمة فى الأوراق.. وأن لا نص يدين هذا الفعل
بدأت هذه القضية بملف فى الآداب.. ولكن.. فجأة.. أصبحت ملفا فى الأمن الوطني.
بدأت بجنحة تبادل زوجات.. وسرعان ما أضيف إليها تهمة تعاطى مخدرات.. لتصل فى النهاية إلى جناية الانتماء إلى تنظيم جماعة الإخوان. ثبت تبادل الزوجات بالتلبس المصاحب بفيديوهات جنسية.. وثبتت المخدرات بوجود حشيش وترامادول.. وثبتت جريمة أمن الدولة بمنشورات تحض على العنف والتظاهر بجانب كتيبات تكفير النظام ووصفه بالجاهلية.
ووضعت القضية على منصة القضاء بمحضر رقم «7961» جنح ثان العاشر من رمضان وحكم فيها بالسجن سنة.. لكن الحكم لم يصبح نهائيا لغياب المتهمين عن جلسة الاستئناف.. ربما فروا إلى إحدى مناطق داعش لمواصلة الجهاد على طريقتهم.
إنها ليست مجرد جناية جنسية عابرة.. وإنما هى قضية كاشفة للتناقضات الانقلابية الحادة التى أصبحت سمة سلوكية سائدة.. يجمع فيها أعضاء من الجماعة الإرهابية بين الدعوة الدينية والسعى المعلن نحو دولة الخلافة الإسلامية وبين الانحرافات الأخلاقية.
فى السنوات العشر الأخيرة تفشت ظاهرة تبادل الزوجات دون أن نتوقف عندها بالدراسات النفسية والاجتماعية التى تفسر وتحلل الخلل الذى أصاب مجتمعًًا يصف نفسه بالتدين والمشى على الصراط المستقيم ويمارس عنفا ضد المرأة التى لا تغطى رأسها بقص شعرها علنا أو باستباحة التحرش بها.. مثلا.
لقد قبضت الشرطة المختصة على شبكات متنوعة لتبادل الزوجات فى أحياء مختلفة بالقاهرة.. من مصر القديمة إلى مصر الجديدة.. مرورا بالمنيل والأزبكية والساحل ومدينة نصر.
وينتمى غالبية المتهمين إلى شرائح من الطبقة الوسطى.. محام.. مهندس بترول.. أستاذ جامعى حاصل على الدكتوراه فى الاقتصاد.. وخبيرة متخصصة فى تاريخ الحضارات.. وسكرتيرة.. ومديرة فى بنك.
لكن.. ذلك لم يمنع وجود متهمين من الحرفيين أيضا.. فجنون الجنس لا تحده طبقة أو ثقافة أو ثروة أو وظيفة مميزة.
ويلفت النظر أن بعض المتهمات محجبات فالعفة لا يكفيها ستر الشعر وإنما ضبط المشاعر.
وفى محاضر الضبط والتحقيق أجمعت أقوال المتهمين على أن الدافع القوى وراء سقوطهم هو الملل من المعاشرة الزوجية والبحث عن وسائل مبتكرة للإثارة وتجديد الرغبة بما فى ذلك الجنس الجماعى وتصوير ما يحدث فى أفلام بورنو يشاهدونها معا لتحقيق المزيد من النشوة.
زوجة محام قالت فى قضية ضبطت فى مدينة نصر: زوجى لا يشعر بالرغبة إلا إذا وجدنى فى أحضان رجل آخر وحفاظا عليه قبلت بالأمر وإن لا أنكر أن متعتى تضاعفت.
وتعرف حالة تبادل الزوج فى علم النفس بالـ«مناوقة» حيث يستمتع الرجل المصاب بها بلذة جنسية عند مشاهدة رجل وامرأة فى حالة جماع.. ويؤدى إدمان المناوقة أحيانا إلى ما هو أخطر.. الاغتصاب والشذوذ والعنف الجنسى.. ويؤدى أحيانا أخرى إلى العزلة النفسية الحادة التى قد تنتهى بالانتحار.
بجرأة مثيرة للدهشة اعترفت امرأة فى إحدى هذه القضايا بأنها تحب زوجها طبعا وأنه يحبها.. وأن علاقتهما الجسدية جيدة جدا.. لكن ما المانع من تعزيز الشعور بالسعادة بتجربة مختلفة مؤقتة ترفع نسبة اللذة؟
وتبرر الزوجة الحاصلة على الدكتوراه فى الحضارات القديمة تصرفها بأنه موضوع قديم انتشر فى قبائل عربية تحت أسم زواج المبادلة وساد فى قبائل إفريقية تحت اسم موكازيندو أو إكرام الضيف وترى هذه القبائل أنه تقليد يعزز الوحدة والصداقة بينها.
وعلى صفحتها الشخصية تضيف: عودوا إلى سفر التكوين فى التوراة واقرأوا قصة النبى لوط.. لقد استضاف ملكين هبطا إليه من السماء تجسدا فى هيئة رجلين.. ولكن شعبه الذى أحب الشذوذ وفضل الرجال عن النساء حاصر بيته مطالبا بالرجلين فعرض لوط ابنتيه فدية جنسية للرجلين فلم يجد قبولا من أحد حتى أبادهم الله عن آخرهم فلم يبق من الرجال سوى لوط وحده وهو ما أشعر البنتين باليأس فسقياه خمرا حتى فقد الوعى وناما معه وأنجبا منه طفلين هما عامون ومؤاب وأسس كل منهما شعبا كان معاديا للإسرائيليين.
وتضيف: وفى سفر التكوين أيضا أن النبى إبراهيم فر هو وزوجته ساراى «أو سارة» إلى مصر بعد أن حلت المجاعة فى أرض كنعان وخوفا من أن يقتله فرعون ويأخذ زوجته إلى فراشه ادعى إبراهيم أنها شقيقته وقدمها إلى فرعون الذى ضمها إلى حريمه وأغدق عليه فى المقابل هدايا تقبلها إبراهيم دون تعقيب ولم ينقذ سارة من النوم مع ملك مصر سوى تدخل الرب نفسه.
لقد استغلت هذه المعلمة الجامعية كل ما تملك من ثقافة أكاديمية رفيعة ومتخصصة لتبرر ما تفعل هى وزوجها.. كأنها تطالب بمحاسبة أصحاب القداسة قبل أن يتهمها أحد بالدناسة.
ولا يعد تبادل الزوجات جريمة فى المجتمعات الأوروبية.. بل إن هناك جمعيات علنية مشهرة تسهل للرجال والنساء تلك المعاشرة الحرام التى انفجرت بعد الثورة الجنسية التى بدأت فى ستينيات القرن الماضى بسبب ظهور وسائل منع الحمل بأنواعها المختلفة.
لكن.. المفاجأة.. أن دفاع المتهمين فى القضايا التى نظرتها المحاكم المصرية يصر على أن لا جريمة فى الأوراق.. وأن لا نص يدين هذا الفعل.. وتوصيف الجريمة على أنها دعارة فيه تزيد.. فالدعارة ممارسة الجنس دون تمييز بمقابل مادى.. والمقابل المادى ينتفى هنا.. ولكن.. الأحكام التى صدرت بالسجن اعتبرت جسد الزوجة هو المقابل المادى.. وتضمن العقاب جرائم أخرى منها إدارة مسكن لأعمال الفجور.. وهو ما جعل البعض يفضل الفنادق عن البيوت.
وتبدأ اللعبة بموقع على الإنترنت يدعو كل من يريد المشاركة فيها أن ينضم إلى المجموعة ونشر موقع قضية العاشر تحت عنوان رامى وزنى.
وقد كشفت اللعبة عندما تواصل أحد ضباط الآداب مع أصحاب الموقع.. وما أن اطمأنوا إليه حتى دعوه للمشاركة.. لكنه.. جاء بقوة مسلحة فاجأتهم وهاجمتهم.. ليجد سهام زوجة تامر فى الفراش مع أحمد الذى لم تأت زوجته لمرضها.. فاكتفى تامر بالمشاهدة المثيرة كى يسخن الدم المسمم فى عروقه.. ليتسلم زوجته عارية من أحمد ليواصل معها ما بدأت.. لكن.. من سوء حظه أن الشرطة داهمت بيته فى الوقت غير المناسب.
على أن القضية لم تكن لتلفت النظر لو توقفت عند هذا الحد.. فليس فيها جديد.. لكن.. بحثا عن أحراز جنسية ضبطت الشرطة أحرازا سياسية.. منشورات إخوانية تحض على التظاهر وارتكاب أعمال عنف وشغب.. وبالرجوع إلى جهاز الأمن الوطنى ثبت أن المتهمين منضمون فى جماعة الإخوان بل شاركوا فى اعتصام رابعة.
هنا نجد أنفسنا أمام قضية مختلفة تتجاوز حدود الملل من فراش الزوجية إلى ما هو أخطر وأسوأ.
تناقض يصل إلى حد الفصام بين ما يدعو إليه البعض وما يمارسه.. فهو يقدم نفسه للناس علنا فى صورة المسلم الورع ويعيش حياته سرا متجاوزا كل القيم الدينية والأخلاقية.. كأنه يملك ثوبين.. ثوبًا للعلاقات الاجتماعية وثوبًا للعلاقات الجنسية.
إن تبادل الزوجات كان عادة جاهلية حرمها الإسلام بنص صريح فى القرآن فلم تحلل أقدم جماعة دعوية ما حرمه الله؟
لم يلجأ بعض أعضائها إلى تبادل الزوجات هربا من الملل وهو يملك أكثر من غيره فرص تعدد الزوجات بما فى ذلك الزواج العرفى المباح بينهم بجملة زوجتك نفسى وينتهى بجملة أنت طالق؟.
أتصور أن هؤلاء المتدينين شكلا ومظهرا يؤمنون فى قرارة أنفسهم بأن المرأة ملكية عقارية يسجلها بعقد زواج وعليها طاعته ولو استغلها بتأجيرها للغير لبعض الوقت.
وربما.. كان الدين بالنسبة إليهم ستارا لممارسة الرذيلة كما هو ستار لجماعتهم كى تصل إلى الحكم.. فالتدين هنا ليس لوجه الله وإنما لوجه الدنيا. لقد سيطر فى تسعينيات القرن الماضى أحد الدعاة على مسجد شهير فى القاهرة وراح من على منبره يحض على كراهية النظام وتكفيره والانقلاب عليه ولم يهدأ إلا عندما صوره الأمن عاريا فى أحضان شقيقة زوجته فى حالة صارخة من حالات زنى المحارم التى تعرف فى اللغة باسم الرهق أو الشعور بالذلة بسبب ضعفه أمام تلك الحالة الجنسية الشاذة.
وربما.. كانت هناك تفسيرات دينية خاطئة تقنع من يتورط فى تبادل الزوجات بأنه على صواب تماما.. تماما.. مثل التفسيرات الدينية الخاطئة التى تقنع المنتحر بتفجير نفسه بأنه شهيد سيحظى فى الجنة بالحور العين بينما مصيره مثل مصير من يقتل نفسه.. الخلود فى جهنم.. حسب تفسير الدكتور أحمد عكاشة.
فى روايتها الجريئة «اسمه الغرام» تلمس الكاتبة اللبنانية علوية صبح عادة شيعية فى الجنوب تبيح للفقيه الغريب (أو السيد كما يسمونه) أن يختار البيت الذى ينام فيه ولو لم يعرف أهله.. وبجانب العشاء يحق له أن ينال ما يرغب ويشتهى من النساء.
وفى حضور شهود.. سمعت من أحد رجال الأعمال المنتمين إلى جماعة الإخوان أنه كان يحضر سكرتيرة من دولة إسلامية تشتهر نساؤها بالفتنة (مثل البوسنة) ويمنحها وظيفة مقابل ألف دولار وفى الوقت نفسه يتزوجها عرفيا فإذا ما أصابه الملل منها طلقها ونقل كفالتها إلى رجل أعمال آخر عضو فى الجماعة ليتزوجها عرفيا وفى المقابل يتنازل عن السكرتيرة التى تحت تصرفه فى حالة أخرى من حالات تبادل الزوجات ولو بعد الطلاق.
وكشف التنظيمات التكفيرية عن فضائح جنسية اختلطت فيها الأنساب وتدهورت العلاقات.. فالرجل الذى يرفض أمر الجماعة بمنع أودلاه من التعلم فى المدارس الحكومية كافر يوجب تطليق زوجته منه وتزويجها بآخر فإذا ما امتثل للأمر عادت إليه بعد أن عاشرت غيره ودون حاسب لمدة العدة فى كل الحالات حسب ما ذكر أحد القيادات التائبين (وهو عادل عبدالباقى) على شريط فيديو سجله معه التليفزيون المصرى فى منتصف تسعينيات القرن الماضى.
لكن.. الأشد خطورة من تلك الحالات الفردية حرب التشهير الجنسية المتبادلة بين الشيعة والسنة المشتعلة على مئات من صفحات الإنترنت وتمس كل المقدسات والشخصيات بمن فى ذلك الصحابة وأهل البيت النبوى وربما تغرى ما فى هذه الصفحات من تصرفات وانحرافات بتقليدها دون التثبت من شرعيتها ودون استيعاب أنها جزء من حرب طائفية لها أهداف سياسية توسعية كما هو الحال فى كثير من الدول العربية حاليا.
إننا فى حاجة لثورة دينية فى الفقه والتفسير ليس لمواجهة الإرهاب فقط وإنما لمواجهة السلوكيات المنحرفة التى تنتشر كأنها نار اشتعلت فى مخزن وقود.