بالصور | بني سويف تودع "الحريري" أسطورة الفن الشعبي

بالصور | بني سويف
بالصور | بني سويف تودع "الحريري" أسطورة الفن الشعبي

توفى الفنان الكبير محمد عبد الوهاب يونس الشهير بـ محمد الحريرى على خشبة المسرح وسط تلاميذه عن عمر يناهز 49 سنة أثناء التدريب الأخير مع فريقه ليمثل وطنه بالمهرجانات الخاصة بالعيد الوطنى للإمارات برقصة ثورة يناير والتي كانت بمثابة مسك الختام لهذا الفنان الأسطورة .

لينسحب بهدوء من الحياة التي ملأها رقصا وفنا دون أن يشعر به أحد سوى أبناء فرقته والقليل من المقربين ولم يلق الحريرى التكريم المناسب له بعد وفاته وخاصة من قطاع الفنون الشعبية بوزارة الثقافة بعد أن وضع هذا الرجل بقيادته لفرقة الفنون الشعبية ببنى سويف الفن الشعبى على قمة المهرجانات العالمية الرسمية منها والتشجيعية .

حيث أستطاع هذا الفنان بمجموعة من الهواة أن يحصل على الأفضلية بين نخبة الفرق العالمية للفنون الشعبية فى الإثنى عشر مهرجانا التى خاضها منافسا مشرفا من أقصى الشرق للغرب ممثلا لحضارة وفن الشعب المصرى فأصبح سفيرا عالميا لجلب السياح ومطالعى الحضارات لمصر.

ولد محمد الحريرى فى حى الرحبة ببنى سويف سنة 1962 ومنذ نعومه أظافرة كان منتظما فى حضور الحفلات التى تقام بقصر ثقافة بنى سويف ملاحقا للفنون الشعبية أيضا بالموالد وحفلات الزفاف الشعبى حتى التحق بفرقة الفنون الشعبية ببنى سويف بعدما أنهى تعليمه وأصبح مهندس زراعة وتغذية سنة 1982 وأخذه الواجب الوطنى بالجيش المصرى ثلاث سنوات عاد بعدها لفرقة الهواة بقصر الثقافة كراقص بها وفى إحدى الحفلات التى حضرها الفنان علاء أبو ليلة مدرب ومصمم الرقصات بفرقة رضا أعجب بأداء محمد الحريرى وعرض علية الذهاب للقاهرة للعمل معه فى فرقة رضا ودراسة هذا الفن بشكل يتناسب مع موهبته الفذة وبالفعل سافر الحريرى وانضم لفرقة رضا وكان ذلك سنة 1987بعدما ترك عمله كموظف بمدرية الشباب والرياضة لإشباع هوايته وفنه كما عمل مع الفنانة لوسى ونجوى فؤاد وميرفت بدر وله تجربة زواج بالقاهرة بائت بالفشل الدافع للنجاح حيث عاد بعدها لمحافظة بنى سويف 1994 ليقف على قدمه من جديد.

وأستطاع الحريري أن يكون فرقة للفنون الشعبية بمجموعة من الراقصين الشباب الذى قام بجمعهم من فرق الزفاف الشمعدان كما قام بعمل إعلانات داخل المحافظة يطلب فيها راقصين وراقصات وموسيقيين واستعان محمد الحريرى فى تكوين الفرقة التى إستغرق تجميعها 3 شهور بالمرحوم سيد سلام قائد الأوركسترا والموسيقى محمد نادى مدير الفرقة الحالى وأسامة محمود مدرب رقصات وبعد جهد وعرق من الفرقه ومدربها العام محمد الحريرى اعتمدت وزارة الثقافة الفرقة سنة 1995 بعدما شاهدت براعة فرقته فى التابلوه الفرعونى والفلاحى ورقصة الغوازى مرورا بـ السحجة ... والشمعدان والتنورة .

تزوج بعدها الفنان من محافظة بنى سويف وكان الزواج بمثابة دفعة أخرى للأمام فى حياته حيث ظهرت الفرقة فى مهرجان الإسماعيلية سنة 1996 مع 16 فريق من دول مختلفة وكانت وزارة الثقافة اختارت وقتها فرقة الإسماعيلية للفنون الشرقية مع فرقة بنى سويف للفنون الشعبية لتمثيل مصر فى هذا المهرجان تبع ذلك رحلة العالمية لفرقة الحريرى حيث حصلت الفرقة على المركزالأول من بين 25 دولة مشاركة فى مهرجان الفنون الشعبية ببلغاريا سنة 1998ومنها الى مهرجان ميرندا دى ايبرو بأسبانيا سنة 1999 وبعد العروض القوية هناك حصلت فرقة الفنون الشعبية ببنى سويف على المركز الأول بين افضل ثمان فرق على مستوى العالم وكانت الفرقة وقتها حريصة على تقديم العروض الخاصة داخل المعهد الإسلامى بأسبانيا للجاليات المصرية والعربية والأفريقية .

ومن اسبانيا الى اليونان سنة 2000 حيث ابت الفرقة أن تتنازل عن مستواها الرفيع وحصدت ايضا المركز الأول فى مهرجان دراما للفنون الشعبية وسافرت بعدها الفرقة بقيادة العالمى الحريرى للمجر وحصدوا ايضا المركز الأول فى مهرجان سازاس هيلومبيتا .

حصل الفريق على إستراحة من التمثيل الدولى لمدة عامين قام فيهم الحريرى بزيادة قدرة الراقصين الفنية والبدنية والظهور برقصات جديدة بألحان وملابس تزيد من عالمية الفريق ومكانته عاد بعدها لمهرجان فلكوتارنوفو ببلغاريا وحصل على المركز الأول دون منافس أو منازع سنة 2004 , 2006.

وفى بطولة العالم لكرة اليد التى أقيمت بإيطاليا سنة 2005 تم الإستعانة بفريق بنى سويف للفنون الشعبية لتقدم عروضها المبهرة على هامش البطولة لتزيد من نجاح ايطاليا على مستوى التنظيم وزيادة اعداد السياح الوافدين اليها .

لم تكتف الفرقة العالمية بقيادة الموهوب الحريرى على حصد البطولات بل تعدته للتمثيل السياسى بين مصر والعديد من دول العالم فقدمت الفرقة عروضا مبهره فى مهرجان شعبى بسريلانكا بمناسبة مرور 50 عام على العلاقات بين مصر وسيرلانكا كما إستعانت الصين سنة 2008 بفرقة الفنون الشعبية ببنى سويف للدعم الإقتصادى لها بتقديم عروضها الفنية على هامش معرض الصناعات المتقدمة فى مدينة إيوا بالصين.

وفى 2009 شارك محمد الحريرى بفرقته دولة المغرب فى أسبوعها الثقافى بمدن الرباط و فاس و الجديدة و خريبكة .

وقامت الفرقة فى سنة 2010 بالمشاركة فى مهرجانين معا وهما مهرجان ميرندا دى ايبرو بأسبانيا ومهرجان سوجو بالصين وحصلوا أيضا على المركز الأول.