عيد عمال بنكهة الأيدى الناعمة.. "الفجر" مع الأطفال داخل أماكن عملهم (فيديو وصور)

بوابة الفجر


لم ينمو إلى مخيلتهم فكرة الاحتفال بعيد العمال، ولا تتحمل أناملهم الناعمة شقاء العمل، ولكن حنت الحياة ظهورهم وتحملوا مسئولية لا يتحملها سوى الكبار، الأطفال العاملين في سن البراءة، ربما لا يخلو شارع من أحدهم ولا يشعر بألمهم سوى الله.

 

ومن بين حكايات تدمي القلوب، التقت "الفجر" بأربعة من الأطفال العاملين، والذين رووا العديد من الآلام.

 

"محمد": نفسي أجوز أختي وأسعدها

لم يحمل يومه من بدايته سوى البؤس، رحلة يومية اعتادها الطفل محمد جابر، إلى ورش "الجبس" في منطقة مصر القديمة، لمساعدة والده في سد احتياجات أسرته، دون التطلع لمستقبله، فحلمه الوحيد سعادة أخته الكبرى، واتمام زواجها، لذا يعمل من أجلها كل ما بوسعها راميًا طفولته خلف ظهره.

 

"محمد جابر".. البالغ من العمر ثلاث عشر عامًا، لم يدرك معنى الطفولة ولم يلهو كباقي أطفال جيله، نظرًا لظروف والده الاقتصادية السيئة التي وضعت أعباء ثقيلة على كتفه الصغير، فحملها وخرج للعمل من عمر سبع سنوات، ومارس العمل باشكال ونوعيات مختلفة، قائلاً: "اشتغلت وأنا عندي 7 سنين نجار مسلح، ونجار موبليا، وفي الأخر استقريت بورش الجبس وما دخلت المدرسة".

 

يضيف "جابر"، استيقظ عقب آذان الفجر واستعد للسفر من الفيم إلى القاهرة، لكي اصل في الساعة السابعة صباحًا حتى ابدأ عملي حتى بعد العصر، متطلعًا  إلى كفتي يداه الصغيرتان، والتي تبدو كأنها يد رجلاً كبيرًا: " بساعد أبوية في العملعلشاننقدر نكمل جهاز أختي، فأن يوميتي 50 جنيه، وأبويا 100 جنيه، وبنسند بعض علشان نفرحها وتكون عروسة، وده حلمي الوحيد مش محتاج أي حاجة غيره، أي حاجة تانية سهلة".

 

بابتسامة يملأها الخجل والتعب، يقول "جابر": " مش بحب ألعب مع الأطفال ولا فكرت في يوم ألعب معاهم، أنا باجي من شغلي معنديش وقت برجع أكل وأنام علشان اصحى بدري وابدأ شغلي.. دي رفاهية مش لينا".

 

"هشام وأيمن"

لا يسمعان سوى "تعليمات الأسطى"، ولا يلتفتان إلا لمحاولة تعلم كيفية العمل، هشام وأيمن طفلان داخل أحدى الورش الخاصة بتصميم أشكال ديكورية من خلال صنعة الـ "فيبر جلاس".

 

يتحمل الطفلان شدة المواد المستعملة في التصنيع على أيديهم، وضرورة التحرك بسرعة وإنجاز كل المطلوب منهم.

 

ولم يطلب الطفلان بعينهم المكسورة شيئاً، لإنهم يعلمان جيداً مدى إضطرارهم للعمل من أجل توفير احتياجتهم واحتياجات أسرهم.

 

معتز

بضحكة تغلب على ملامح وجهه، يحاول "معتز" العبث بالأحجار الصغيرة ليجرب كيفية وضعها داخل الشيكارة.

 

يقف "معتز" بجوار أحد العاملين الكبار ليتعلم منه ويشاهد كل الحركات التي يستخدمها ليجمع الأحجار داخل الشيكارة.

 

لم تساعده حداثة سنه في جمع الكثير من الأحجار التي ربما لا تتجاوز العشرات منهم، فلم يتجاوز "معتز" الثامنة ولكنه يحاول أن يشد جسده بالعمل الشاق حتي لا يحتاج شيء ولم يقدر على شرائه.


الفيديو من هنـــــــــــــــــــا