انتخابات إيران.. المرشد و"رئيسي" يهاجمان روحاني
يعزّز المرشد الإيراني، على خامنئي، يوماً بعد الآخر، دعمه للمحافظين، إذا انتقد علانية الرئيس الحالي حسن روحاني، الأمر الذي أرجعه مراقبون إلى تأييده للمرشح الأصولي إبراهيم رئيسي.
وقال روحاني، الأحد، إن الإيرانيين يجب ألا ينسبوا الفضل لسياسة الوفاق، التي ينتهجها الرئيس حسن روحاني مع الغرب في خفض التهديد بالحرب بأي شكل من الأشكال، وهوّن من مزايا الاتفاق التاريخي للحد من أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن خامنئي قوله: "البعض يقول منذ أن تولينا المنصب تلاشى شبح الحرب. هذا ليس صحيحا»، مضيفا: «حضور الشعب في المشهد السياسي هو الذي أبعد شبح الحرب عن البلاد"، لكن روحاني دافع عن موقفه خلال افتتاح مصفاة في مدينة بندر عباس (جنوب البلاد)، قائلا إن "الاتفاق النووي كان إنجازا وطنيا علينا أن نستفيد من مزاياه".
المرشح المدعوم من أجهزة الدولة في إيران، ومرشدها الحالي، إبراهيم رئيسي، قلل من أهمية الاتفاق النووي، وقال إن "إيران لم تكن بحاجة للمساعدة الخارجية لتحسين اقتصادها ويمكنها دائما الدفاع عن نفسها"، وأضاف في خطاب تليفزيوني: "يجب ألا نحذر شعبنا من الحروب والأزمات. لدينا أمن كامل في بلادنا. هذا النهج الذي يقوم على الانتظار للاستثمار الأجنبي وللأجانب لحل قضايانا خاطئ. خطأ أن تنتظر قدوم المستثمرين الأجانب لسنوات وسنوات. يجب أن نحل القضايا بالتعويل على القدرات الداخلية".
لكن روحاني رد على "رئيسي" بقوله إن إيران بحاجة لرأس المال الأجنبي لتحديث قطاعاتها في مجالات النفط والغاز والنقل والاتصالات بعد عقود من العزلة الدولية.
وتأتي تلك الانتقادات قبل 18 يوماً من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 19 مايو الجاري، وبعد أيام من المناظرة التي جمعت المرشحين الـ6.
طرفا المنافسة، حسب استطلاعات الرأي، بين الإصلاحي "روحاني"، والمُحافظ "رئيسي"، لكن فرصة الأخير أقرب لحصوله على دعم المرشد، وأجهزة الدولة من بينها المخابرات والحرس الثوري.
وحذّر "روحاني" الإيرانيين من انتخاب المحافظين، قائلاً: "عليكم منع عودة التطرف إلى إيران. البلاد قد تواجه مزيدا من الحكم الشمولي إذا ما فاز منافس محافظ في الانتخابات".
بدوره، رد "رئيسي"، على تصريحات "روحاني"، وحمّله مسؤولية تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانتشار البطالة.
وعُقدت منذ أيام، أولى المناظرات الرئاسية بين المرشحين الـ6، تحدثوا فيها عن القضايا الاقتصادية والسياسية، ومن المقرر إجراء جولة ثانية من المناظرة 5 مايو.
وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن المنافسة بين "روحاني" و"رئيسي" غير عادلة، بسبب انحياز المرشد للأخير، وهو ما يؤثر على سيّر العملية الانتخابية.