المستشار عبد الفتاح مصطفى رمضان يكتب : ولنا في أبو عمر قدوه حسنة
يبدو أننا بعدنا كثير عن النهج الإسلامي ولم نأخذ من الإسلام سوي الشعار وتركنا مبادئه رغم أن الله جعل لنا الإسلام شرعه ومنهاجا في قوله تعالي لكل أمة شرعه ومنهاجا .
ومن يرفع شعرا الإسلام ولا يعمل به مثله مثل الحمار يحمل أصفار وقال تعالي مثل الحمار يحمل أصفارا
لذلك حسنا المولي عز وجل أن نفعل ما نقوله في قوله تعالي يا أيها الذين أمنوا لما تقولوا ما لا تفعلون .
كل هذه الآيات أصبحت غائبة عن المشهد السياسي مما يزيد المشهد صعوبة يوما بعد يوما وأصبحنا نحن مجالا للحديث عند اشقائنا العرب الذين يضعون مصر في مكانة الريادة وليس بمستغرب حديث الشيخ/ محمد العريفي عن مصر وذكره لمحاسنها وفضائلها ويبدو أن ما قاله هذا الشيخ / محمد العريفي هو حال كل اشقائنا العرب نحو مصر وأنه أثار ما بداخلهم من شجون لمصرهم الحبيبة.
ومن هؤلاء العرب جار لي من السعودية منذ عشر أعوام يأتي إلي مصر على فترات متباعدة وهو في سن متقدمة قابلته في مدخل العمارة واقفا وكأنه يحدث نفسه، ومستغرق في تأمل بعيد وعندما أقرأته السلام وسألته عن حاله وكانت المفاجأة أنه يحدثني عن حال مصر ويتندر ويستنكر ما يحدث فيها وزاد في الحديث قائلا أن مصر التى كانت تكسو الكعبة لمدة ألف وثلاثمائة عاما وأن مصر كانت صاحبة التكية وأنه أي هذا الجار السعودي كان له الشرف أن يكون من أحد زوار التكية وأخذ يعدد هذا الجار السعودي جازه الله خير فضائل مصر ولم تقف المفاجأة عند هذا الحد ففي نهاية الحديث يتبين أنه لا يتذكرني ومعني هذا أن حديثه هذا لم يكن حديثا خاصا مع أحد جيرانه بل هو حديثه العام مع كل من يقابله من مصر.
ويبقي السؤال إذا لم نكن نستطيع أن نرتقي لأن نتأسي برسول الله صاحب المقام الرفيع، فهل لنا أن نكون متواضعين في أن يكون لنا في هذا الجار السعودي أسوة حسنة في وطننا ، هذه كانت مصر عندهم فهل تكون أقل من ذلك عندنا اللهم أهدي قومنا فأنهم غافلون.