الفجر| ترصد آراء السياسين حول دعوة العريان لعودة اليهود إلى مصر

الفجر| ترصد آراء
الفجر| ترصد آراء السياسين حول دعوة العريان لعودة اليهود إلى

بعد الدعوة الى أن يعود اليهود لمصر

أخر احصائية لعدد اليهود فى مصر 80 ألف عام 1922 و 5680 فى 2003

عاصم الدسوقى : الإخوان من ساعدوا فى توطين اليهود بفلسطين بعد تفجيرات الاربعينيات

جمال زهران : لو جاء اليهود مصر سيشكلون لوبى اقتصادى يتجكم فى الاقتصاد المصرى

عبدالرحمن ابو الفتوح : ذريعة بعد ذلك للتدخل وحماية الاقليات

أثارت تصريحات الدكتور عصام العريان رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة وعضو مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين بشأن دعوته لدعوة اليهود المصريين إلى مصر على أن يفسح المجال إلى الفلسطينين للعيش بأرضهم جدلا واسعاً فى الأوساط السياسية وهو ما أثار سخرية البعض خاصة إننا نعيش فى حكم إسلامى تحكمه جماعة شعارها الرسول قائدنا والقرآن دستورنا وكانوا منذ بضعة أيام فقط يرددون على القدس رايحين شهداء بالملايين .

ملف اليهود المصريين وهجرتهم فى مصر هو ملف شائك للغاية فى ظل تلك الأزمات المتلاحقة التى حدثت فى القرن العشرون كما جائت الدعوة فى ظل رئيس وزراء هو بينامين نيتنياهو الذى عرف عنه عدم موالاته للسلام ويقيم حرب مستوطنات شرسة فى الفلسطين وعلى الرغم من أن الفلسطينين الآن تحت سيطرة حماس التابعة للاخوان المسلمين إلا أن الدعوة ذاتها كانت غريبة.

يعتبر اليهود المصريين هم أقدم يهود فى العالم حيث يعود أصلهم إلى أول أسرة يهودية وهى أسرة يعقوب إبن اسحاق وهجرتها بعدما وصل سيدنا يوسف إلى سدة الحكم فى مصر.

إستمر اليهود المصريين فى مصر متعايشين كجزء من هذا الوطن ومروا بجميع العصور من الإختلال الرومانى إلى الفتح الإسلامى المصرى ظلوا فى كنف المسلمين يعيشون حياة هادئة لا ينغصها شئ تحت مفهو المواطنة على الأرض المصرية.

إستمر وضع اليهود المصريين هكذا حتى أوائل الأربعينات وهى الفترة التى بدأ الفكر الصهيونى فيها بتوجيه نظرة إلى فلسطين وبدأ مخطط التهجير وشراء الأراضى الفلطسينية ومن ثم بدأت تلك الجالية فى الوطن العربى كله تثير المشاكل إضافة إلى الكثير من اليهود المصريين الذي قاموا بتمويل تلك العلميات.

كان عام 1948 هو العام الذى شهد الصراع العربى الإسرائيلى بعد الحرب التى خاضتها الدول العربية ضد اسرائيل بقيادة مصر ومن ثم إعلانها العدو الأول للمصريين وعلى الرغم من ذلك إستمر وجود الجالية اليهودية المصرية.

بعد قيام ثورة يوليو لما تكن من سياسة عبد الناصر إقصاء اليهود وقد إستمروا كمواطنيين عاديين حتى حدثت حرب 56 وبدا واضحا عداء اسرائيل لمصر خاصة بعد معركة السويس والإستفزاز الواضح لدى الاسرائيلين تجاه هؤلاء الفلطسينين.

بعد معركة قناة السويس بدأ تهجير اليهود خارج مصر ولعل إختلف الكثير حول السبب الرئيسى فما بين من رأى أن التهجير نتج عن سياسة التأميم وهو ما جعلهم يخشون على رؤس أموالهم والبعض الآخر إعتبر أن الأمر أولا وأخير من أجل الحرب وإنه لا مكان لهم على أرض الكنانة فى عصر السادات وبعد حرب أكتوبر خاض انور السادات معركة إتفاية السلام وكان أشد المعارضين لها الإخوان المسلمين وهم من ساعدوا فى قتله.

إستمر الحال فى عصر مبارك بتلك السياسية الخارجية المرنة معهم وما كان من التيارات الإسلامية إلا التنديد بكل حادثة ورفع الشعارات والتى كان أشهرها شعارات الإخوان المسلمين إثر الحرب على غزة والتى كانوا يرددون يا مبارك ليه تستنى وانت معاك احفاد البنا .

بدأ الرئيس محمد مرسى عهده بعدم التوجيه بأى كلمة إلى الكيان الصهيونى مما جعل هناك إستياء منهم وإعتبروه تجاهل ولكن ما لبت أن ذهب هذا التجاهل عندما عين الرئيس محمد مرسى سفيرا جديدا فى تل أبيب أعقبها خطاب جائت صيغته عزيزى شيمون بيريز وهو الأمر الذى إعتبره البعض تناقضا واضحا مع جماعة تدعى إنها تعارض أضف الى ذلك تصريحات محمد مرسى فى كل وقت إننا ملتزمين بكافة المواثيق الدولية فى إشارة منه إلى إتفاقية السلام.

فى وسط هذا الجو والأزمة الحقيقية والإندهاش من موقف الإخوان المسلمين تجاه الكيان الصهيونى تأتى دعوة عصام العريان لعودة اليهود إلى مصر على إعتبار أن لهم حقوق.

الدكتور عاصم الدسوقى المؤرخ وأستاذ السياسة بجامعة حلوان قال لم أتعجب كثيرا من تلك الدعوة التى خرجت من فم عصام العريان فإن الإخوان المسلمين كانوا السبب الرئيسى فى ترحيل هؤلاء وليس عبد الناصر كما يزعمون.

وأضاف الدسوقى إننا فى الأربعينات وعندما أراد حسن البنا زعزعة الحكومة قام بعدد من التفجيرات كان معظمها من محال تجارية يملكها يهود ومن ثم إحساسهم بالرعب ورحيلهم إلى فلسطين وكانت تلك الرحلة بمثابة دعم قوى لهم لأنهم بعد ذلك إشتروا الأراضى وكانوا النواة الأساسية وبذلك يكون الإخوان المسلمين قد ساعدوا اليهود بشكل أو بآخر فى التوطين فى إسرائيل.

وإختتم الدسوقى حديثه بأن ذلك لا غرابة فيه فإن الإخوان المسلمين الذين تعاونوا مع الإنجليز والأمريكان لا مانع من التعاون مع إسرائيل ومغازلتهم من أجل البقاء فى السلطة فهذا هو الأهم ولا شئ آخر.

بيما إعتبر الدكتور جمال زهران أستاذ إلاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن تلك الدعوة هى دعو مشينة بكل حال من الأحوال خاصة إننا فى ظل أزمات عالمية سببها الرئيسى اليهود.

كما إنتقد زهران تلك التهمة التى ألصقت بعبد الناصر بقوله إن سبب التهجير ومن يقرأ التاريخ يعرف غير ذلك فإن الهجرة بدأت عندما بدأ الإخوان بتفجير محلات اليهود فى الأربعينات كما أن اليهود ظلوا متواجدين فى مصر ولكهم خشوا على أنفسهم من التأميم وهو ما كان سيسبب لهم خسائر مالية كبيرة ومن ثم فضلوا الرحيل بأنفسهم وإن كان هناك حالات فردية تم ترحيلها عمدا فإن هذا لأنهم كانوا عيون لإسرائيل فى مصر ولم يأتى بجوار اموالهم شئ ولم يتم مصادرتهم ولكن المناخ المصرى فى الستيات كان لا يقبل بوجود يهودى على وجه الإطلاق فى ظل العدوان السافر من الكيان الصهيونى والدماء المصريين التى سالت سواء فى فلسطين أو فى معارك السويس الخالدة وبالتالى كان الأمر طبيعاً جداً أن يرحلوا.

وإعتبر زهران أن دعوة العريان ما هى إلا مغازلة سياسية للعالم الخارجى كما يدعى دوما ولكنه بسببها سيخسر الكثير من الأهلية والشعبية فى مصر ولكنه فى كل حالة من الأحوال دعوة غير مقبولة على وجه الإطلاق.

كما أشار زهران إلى أن تلك الدعوة تتعارض مع الإقتصاد المصرى فكلنا يعلم أن الإقتصاد اليهودى أختلف كثيرا عن فترة الستينات والخمسينات التى لم تشهد لوبى صهيونى سلطته رأس المال أما الآن فنحن أمام لوبى يحرك أمريكا وبتلك الدعوة من الممكن أن يأتى اليهود إلى مصر ويشكلوا لوبى خاص بهم وبذلك يقع إقتصاد مصر تحت أيديهم وتصبح سيناء تحت ايديهم بقوة المال ليس بقوة أحد آخر.

فيما إعتبر الدكتور عبد الرحمن أبو الفتوح أستاذ الدعوة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر أن مثل تلك الدعوة هى خطوة أخرى لاهدار حقوق النجود الذين توفوا فى 73 وكل من قتلتهم إسرائيل على الحدود وصحيح إن الأسلام لم يمانع فى تلك المعيشة بل وعاش معهم لكن فى ظل تلك الظروف وما يفعلوه بالفلسطينين يصبح من العار علينا أن يأتوا لنا.

وتسائل الدكتور عبد الرحمن إذا كنا فى مصر لا نعيش إلا مسلمين وأقباط ونجد حوادث كارثية يغذيها تيارات متطرفة فما بالك لو عاش وسطنا يهود ماذا سيكون موقفنا تجاه الإعتداء على غزة بالطبع ستحدث كوارث وبالطبع ستتدخل إسرائيل بحجة رعاياها.

وأضاف أبو الفتوح إنهم يعيشون ولا يوجد ما يمنعهم فستجدهم فى شرم الشيخ والغردقة متواجدون بيننا ولكن أن يكونوا جميعا وبدعوة رسمية هذا يشجعهم على المجئ كما أن تلك الدعوة أيضا ممكن أن يكون لهم حى وبالتالى نعانى تقسيم مرة اخرى إن الأمر مرفوض بشكل تام.