واشنطن بوست : الانتقادات الدولية لحكومة نتنياهو بشأن المستوطنات سلاح ذو حدين

أخبار مصر


اعتبرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن وابل الانتقادات الدولية التي وجهت لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

حول قرارتها ببناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية لأنها تقوض إقامة حل الدولتين ، سلاح ذو حدين .

وأوضحت الصحيفة - في مقال أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الأربعاء - أن هذه الانتقادات توضح ،من ناحية، أن التحرك آحادي الجانب من قبل إسرائيل من شأنه تعقيد مفاوضات السلام التي تمثل المسار الحقيقي الوحيد صوب سلام شرق أوسطي ، إلا أنها من ناحية أخرى ، قد تأتي بنتائج عكسية .

وذكرت أنه قبل 25 عاما،استهدفت الحكومة الإسرائيلية - بشكل صريح - بناء

مستوطنات في الضفة الغربية تحول دون إقامة دولة فلسطينية ولكن هذه السياسات تغيرت في أعقاب توقيع الجانبين على اتفاقات أوسلو عام 1993.

وأضافت أن حكومة نتنياهو ، كغيرها من الحكومات الإسرائيلية السابقة ، حددت

نشاطها الاستيطاني بشكل كامل تقريبا داخل منطقتين بعينهما ، يتوقع الجانبان (الفلسطيني والإسرائيلي) أن يقعا تحت سيطرة إسرائيل في إطار عملية تبادل الأراضي المفترضة خلال تسوية نهائية .





وذكرت (نيويورك تايمز) أن الدروس التي يطرحها بعض دارسي الأرشيف السوفيتي أمام إدارة الرئيس الأمريكي أثناء إدارتها لعملية سحب قوات الولايات المتحدة وحلفائها من أفغانستان ، ومنها ما ذكره مارك كاتز الأستاذ بجامعة جورج ميسون ، قائلا إن الأمر الصحيح الذي قام به الاتحاد السوفيتي بعد انسحابه من أفغانستان هو استمراره في تقديم المساعدات العسكرية الضخمة للنظام الذي خلفوه بعدهم في أفغانستان عام 1989 .

وأضاف كاتز أن أداء النظام الأفغاني آنذاك ظل جيدا ، واستطاع أن يستمر في سدة

الحكم لثلاث سنوات ، كما أن الفاعلية القتالية لقوات الأمن الأفغانية تزايدت بعد

الانسحاب السوفيتي ، عندما وقعت مسئولية القتال من أجل الحياة على عاتقها وحدها.

غير أن الاتحاد السوفيتي انحل في ديسمبر عام 1991 ، وأذعن بعد ذلك الرئيس

الروسي الأسبق بوريس يلتسين لإلحاح الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية

لقطع المساعدات عن النظام الشيوعي في أفغانستان ، والامتناع عن تزويده ليس فقط

بالسلاح والمال ، بل وأيضا بالنفط والغذاء ، الأمر الذي أدى لسقوط الحكومة التي

كان يدعمها الكرملين في كابول بعد ثلاثة أشهر فقط من قطع المساعدات.



وقالت الصحيفة إن هناك تباينا واضحا بين حالتي التدخل السوفيتي والأمريكي في

أفغانستان ، فالغزو السوفيتي أدين بوصفه اعتداء غير شرعي ، بينما تبنى المجتمع

الدولي الغزو الأمريكي ، بما في ذلك روسيا ، بوصفه حربا ذات أهداف محدودة تتلخص في عزل القاعدة وإعادة توجيه طالبان.

وعلى الرغم من هذا التباين ، فإن الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة تعلما أن

خلق أمة على أرض أفغانستان بالمواصفات التي تتناسب مع الصورة التي ينشدها الطرف الأجنبي لن يتأتى بمكافحة طالبان ، بل بمكافحة القبلية والتعصب والفساد ، والنظرة الدونية التي سادت القرون الوسطى للمرأة.

وأوضحت (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الكرملين تعلم عند انسحابه من أفغانستان أن جيوشه لا يمكنها أن تحقق نصرا سياسيا ، غير أن قادة الجيش السوفيتي خرجوا آنذاك بادعاءات تشابه تلك التي يرددها اليوم ضباط حلف شمال الأطلنطي (ناتو) ، حول عدم انهزام قواتهم في معركة واحدة ضد الجماعات المسلحة ، وعدم تمكن هذه الجماعات مجددا من الاستحواذ على المناطق التي سيطرت عليها قواتهم ، وهو المفهوم الذي تحرك به وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا في جولته الأخيرة في أفغانستان بصحبة جنوده.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى اعتراف بانيتا بأن التحديات الرئيسية التي تواجه أفغانستان لا تتعلق بالجماعات المسلحة فقط ، لكنها تتعلق في الأساس باستقرار أفغانستان في مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأجنبية منها .

واستدل بانيتا على ذلك بمشكلات الحكم الأفغاني غير الجدير بالثقة ، واستمرار الفساد ، ووجود ملاجىء آمنة للجماعات المسلحة في باكستان المجاورة ، وهي المشكلات التي من غير المرجح أن تحل بواسطة القوة العسكرية الأمريكية .