تقنية الاوامر الصوتية تغزو الاتصالات والسيارات

تكنولوجى



تستمر وتيرة التطور التكنولوجي على الدوام، ولا تتوقف الإبداعات والأفكار الخلاقة لجعل حياة الإنسان أسهل وأكثر راحة، منها على سبيل المثال أنظمة التحكم بالأوامر الصوتية التي غزت بالفعل عالم الاتصالات والسيارات؛ حيث تتيح هذه الأنظمة لمقتني الهواتف الذكية كتابة رسالة بريد إلكتروني للبنك أو تتيح لقائدي السيارات التوجه إلى أقرب سوبر ماركت. غير أن هذه الأنظمة تحتاج إلى مزيد من التطوير لتفادي بعض العيوب وأوجه القصور التي تنطوي عليها.

وأوضح الخبير التقني الألماني ميشيل شيدلاك أن التطبيقات التي تدعم نظام التحكم بالأوامر الصوتية باتت تدخل ضمن التجهيزات القياسية في بعض الهواتف الذكية والحواسب اللوحية، كما أن برامج الكمبيوتر المكتبي وأجهزة الألعاب وأجهزة الملاحة تستجيب حالياً للأوامر الصوتية التي يصدرها المستخدم.

وأضاف شيدلاك، الخبير لدى الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (Bitkom) بالعاصمة برلين، :”هناك بعض الموديلات الفاخرة من أجهزة التلفاز تشتمل على وظيفة التحكم بالأوامر الصوتية”. وتجدر الإشارة إلى أن أنظمة التحكم بالأوامر الصوتية أصبحت في بعض المجالات من وسائل المساعدة الحياتية التي لا غنى عنها، حيث يعتمد عليها الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة مثلاً كأداة لإدخال البيانات.

وبالإضافة إلى ذلك يتمكن المستخدم حالياً من التحكم في الهاتف الذكي «آي فون» الشهير والحاسب اللوحي «آي باد» من شركة آبل الأمريكية عن طريق نظام الأوامر الصوتية، بل إن غوغل ومايكروسوفت قامتا بدمج وظيفة التحكم بالأوامر الصوتية في أنظمة التشغيل الخاصة بهما مثل أندرويد وويندوز فون.

وظائف متنوعة:

وتتنوع وظائف هذه الأنظمة ما بين البحث في الإنترنت والتقويم والمنبه وفتح التطبيقات والتوجيه الملاحي والوصول إلى الخرائط وجهات الاتصالات والهاتف. وأوضح موريتز شتوكلير، من مجلة التقنية «t3n» الألمانية، :”حتى إذا كان نظام التشغيل لا يوفر هذه الوظيفة، فإنه يتوافر حالياً عدد كافٍ من التطبيقات، التي تأتي مزودة بوظيفة مدمجة للتعرف على الأوامر الصوتية”.

وتكمن الاختلافات والفروق بين الشركات في التفاصيل؛ حيث يمتاز نظام التحكم بالأوامر الصوتية في أجهزة آبل الجوالة بأنه أصبح أكثر نضجاً في بعض المجالات. وأوضح دينيس شتاميلس، من مجلة «بي سي فيلت» الألمانية، :”يتمكن المستخدم عن طريق برنامج «Siri» من حجز منضدة في مطعم، طالما أن هذا المكان يقبل الحجز عن طريق الإنترنت”.

وفي حالة نظام التشغيل غوغل أندرويد قامت بعض الشركات، مثل سامسونغ الكورية الجنوبية، بتصميم واجهة مستخدم خاصة بها فوق النظام الأصلي، بالتالي يأتي جهاز Galaxy S3 بوظيفة تحكم خاصة به عن طريق الأوامر الصوتية تحمل اسم S-Voice. وأضاف الخبير الألماني دينيس شتاميلس :”يتمكن المستخدم من تشغيل الكاميرا مثلاً من خلال نطق الأمر الصوتي «التقاط الصور» أو «ابتسم من فضلك»”.

حوسبة سحابية:

ويؤكد الخبراء على أن وظيفة التحكم بالأوامر الصوتية في الهواتف الذكية تعمل حالياً بصورة أفضل مقارنة بالحالة التي كانت عليها قبل سنوات قليلة، ويرجع الفضل في ذلك إلى ما يُعرف باسم الحوسبة السحابية «Cloud Computing»، أي تبادل البيانات عن طريق أجهزة كمبيوتر خارجية تُعرف باسم «السحابة».

وأوضح الخبير الألماني شتوكلير طريقة عمل هذه الأنظمة، بقوله :”بدلاً من إجراء عمليات التحليل المعقدة نسبياً للأوامر الصوتية على أجهزة منخفضة الأداء، فإنه يتم الاعتماد حالياً على خوادم فائقة الأداء للقيام بهذه العمليات”. وتنطوي هذه الطريقة على عيب واحد رئيسي يتمثل في ضرورة أن تكون الأجهزة متصلة بشبكة الإنترنت؛ لأن وظيفة التحكم بالأوامر الصوتية لا تعمل إلا من خلال وجود اتصال الإنترنت.

ولا تقتصر وظيفة التحكم بالأوامر الصوتية على الأجهزة الجوالة فقط، بل إنها تعمل أيضاً على أجهزة الكمبيوتر المكتبية في المنزل. ويتمكن المستخدم عن طريق نظام تشغيل الويندوز، منذ الإصدار فيستا، إجراء العديد من المهام عن طريق الأوامر الصوتية مثل إملاء النصوص وفتح البرامج أو نسخ ولصق الملفات. كما يشتمل نظام تشغيل آبل OS X على وظائف مشابهة لأجهزة الماك.

ومنذ فترة طويلة تزخر السيارات الحديثة بالعديد من الوظائف بكمبيوتر السيارة التي يمكن التحكم فيها عن طريق الأوامر الصوتية. ولا تقتصر أهمية هذه الوظائف على تيسير طريقة الاستعمال فحسب، بل إنها تعمل على رفع مستوى السلامة والأمان.

وأوضح الخبير الألماني شتوكلير :”لا يضطر قائد السيارة إلى رفع يديه عن المقود ويظل منتبهاً لمتابعة الطريق من حوله”، فعلى سبيل المثال يمكن لكمبيوتر السيارة أن يقوم بإجراء اتصال هاتفي بالعائلة في المنزل أو اختيار وجهة ملاحية جديدة عن طريق الأوامر الصوتية، بينما لم يقم قائد السيارة بتحويل ناظريه أبداً عن الطريق ويستمر في متابعة الحالة المرورية من حوله.

عيوب جوهرية:

ومع ذلك يؤكد الخبير الألماني شتاميلس على أنه لا يمكن الاعتماد على الأنواع المختلفة من أنظمة التحكم بالأوامر الصوتية بنسبة 100%، معللاً :”لا يتمكن النظام في بعض الأحيان من فهم كل ما يقوله المستخدم، أو أنه يفهمه بشكل غير كامل أو خاطئ، فعلى سبيل المثال قد يقوم النظام بالتوجه الملاحي إلى بلد آخر، في حين أن المستخدم يبحث عن أقرب متجر”.

كما أن الضوضاء المحيطة، مثل الأصوات العالية في الأماكن العامة، لا يتم فلترتها بشكل جيد، وقد تتداخل مع الأوامر الصوتية وتشوش عليها. فضلاً عن أنظمة التحكم على طريق الأوامر الصوتية لا تفهم الجمل الطويلة أو المعقدة بشكل جيد. ولذلك من الأفضل أن يقوم المستخدم بموالفة النظام على صوته. وأوضح الخبير الألماني شتاميلس :”تسير شركة آبل وغوغل بالفعل في اتجاه تعريف البرنامج على المستخدم والاستجابة لاحتياجاته وتفضيلاته”.