حكاية "سعيد طوسي" مغتصب الأطفال في إيران.. قارئ قرآن بيت المرشد
قارئ القرآن في بيت المرشد علي خامنئي، كان يدعوه لقرائه القرآن في ليالي شهر رمضان في بيته، فاز بالمركز الأول في مسابقات قراءة قرآن عالمية، من بينها في سوريا وماليزيا، وناب عن إيران في 20 بلداً في العالم بهدف "نشر الثقافة القرآنية"، حسب تعريفه قبل الفضيحة التي أطاحت بسمعته والمرشد العام، لتتحوّل مكانة الشيخ سعيد طوسي كرجل دين مهم لـ"مغتصب أطفال شاذ" يطالبون بإعدامه.
اهتز
الداخل الإيراني خلال الشهور الماضية، بعد فضيحة كبيرة ضد أحد كبار المقرئين،
اتُّهم بالاعتداء الجنسي على دارسين دون السن القانونية، واكتشفت علاقة غامضة بين
الشيخ المتهم "سعيد طوسي" وبين المرشد العام "علي خامنئي"
الذي كان يدعمه رغم فضيحته.
من
هو الشيخ سعيد طوسي؟
محمد
جندم-نجاد، المدعو سعيد طوسي، قارئ قرآن عمره 46 عاما، عضو مجلس القرآن الأعلى في
إيران، شارك في السنوات الأخيرة، في مراسم قراءة أجزاء من القرآن بحضور خامنئي،
وقرأ في شهر مايو الماضي من القرآن في مراسم افتتاح المقرّ الجديد للمجلس
(البرلمان) الإيراني.
سر
العلاقة الغامضة بين "طوسي" و "خامنئي"
سعيد
طوسي، رجل دين مقرب من قيادة النظام وعلى رأسها المرشد الأعلى علي خامنئي، وقد
أثارت علاقته بالخامنئي غرابة كبيرة كشف غموضها أحد ضحاياه في حديث مع برنامج
"صفحة آخر" الذي تبثه قناة "صوت أميركا" الناطقة بالفارسية أن
طوسي كان حلاقاً قبل أن يصبح قارئاً ومدرساً للقرآن، وأنه كان حلاقاً خاصاً
لخامنئي لعدة سنوات.
ويكشف
الضحية لقناة صوت أميركا أن طوسي كان مدرساً خاصاً لمجتبى خامنئي نجل خامنئي وأن
معرفته بالمرشد تعود إلى ما قبل الثورة الإيرانية عام 1979 عندما كان طوسي لم يتعد
عمره العشر سنوات.
وأكد
أحد ضحايا الاغتصاب أن علاقة طوسي بخامنئي العميقة هي التي تحول دون معاقبته
خصوصاً أن "مغتصب الأطفال" هدد في مكالمة هاتفية مسجلة بأنه سيفضح أكثر
من مئة شخصية في بلاده في حال إدانته.
تاريخ
"قارئ بيت خامئني" في الجنس
القارئ
الإيراني الشهير محمد جندم نجاد طوسي، الشهير بـ سعيد طوسي، نُشرت الإدعاءات
الأولى ضده منذ خمسة أعوام بممارسة اللّواط مع أربعة مراهقين رفعوا دعاوى قضائية
ضدّه في محكمة في العاصمة طهران واستمرّوا في متابعة تلك الدعاوي لمدة خمسة أعوام،
ولكنهم وصلوا إلى طريق مسدود حيث رأوا أنّ القضاء ليس لديه إرادة جدّية للبتّ في
الموضوع.
وفي
أكتوبر الماضي، وجهت اتهامات ضدّ طوسي، باغتصاب 10 أطفال اعتدى جنسيا عليهم خلال
السنوات السبع الأخيرة عندما كانوا قاصرين، ولم تحظ القضية باهتمام شعبي واسع،
ولكن حدثت نقطةُ التحوّل بعد أن نشرت شبكة "صوت أمريكا" بالفارسية
شهادات الشبان مقدّمي الشكوى، ادعى ثلاثة منهم، لم يتم الكشف عن هويّتهم، أنّ
لديهم شهادات تدين طوسي وتشتمل على تسجيلات، يعترف فيها كما يُزعم بأفعاله ويعرب
عن ندمه.
يوثّق
أحد التسجيلات طوسي وهو يقول إنّ المرشد الأعلى يعلم بالقضية وأمر بإغلاق الملف
لئلا يمسّ بمكانة قرّاء القرآن، وأعرب مقدّمو الشكوى في رسالة إلى رئيس السلطة
القضائية، صادق لاريجاني، عن استعدادهم لنقل كل الشهادات التي بحوزتهم إلى السلطة
القضائية للتحقيق في القضية.
شهادات
ضحايا الشيخ سعيد طوسي
وقال
أحد الضحايا مجهولي الهوية، والذي أذاعت صوته شبكة صوت روسيا إنه تعرض للاعتداء
بينما كان في رحلة لتلاوة القرآن الكريم خارج البلاد مع الطوسي.
وقال:
"لمس جسدي بينما كنا على متن الطائرة، وتحرش بي، وعندما وصلنا إلى الفندق،
كان من المفترض أن نحصل على غرفتين منفصلتين ولكنه رتب لحصولنا على غرفة
واحدة".
واستكمل:
"كان عمري 12 عاماً فقط. لقد خانني، جاء إليّ عارياً بينما كنت أستحم، كنت في
حالة صدمة، ولم أتمكن من الصراخ، كان عقلي عاجزاً. ثم فعل ما فعل".
وقال
ضحية ثانية في شهادته إنه تقرب إلى الطوسي لأنه كان متحمساً للتعلم من قارئ بارع
للقرآن الكريم: "أخذني إلى حمام عام، وهناك فعل أشياء بحجة أنه يدلِّكني،
عندما خرجنا، كان خائفاً وتوسل إليّ ألا أخبر أحداً، كنت مصدوماً".
وأكد
الضحية الثالثة ذلك قائلاً إن الطوسي الذي يبلغ الآن 46 عاماً اعتدى عليه جنسياً
بحجة تدليكه.
رد
الشيخ "سعيد طوسي"
أثار
النشر ردود فعل غاضبة في مواقع التواصل الاجتماعي، أجبرت طوسي ومسؤولين في النظام
على الردّ، في رسالتين للإعلام نفى رجل الدين جملةً وتفصيلًا كل الادعاءات ضدّه
معربا عن ثقته بإثبات براءته، وأصدر رسالة مفتوحة إلى المرشد الأعلى آية الله
خامنئي تباكى فيها على مظلوميته مستشهدًا بآيايات قرآنية تحذّر من التّهمة
والافتراء بالكذب.
واتهم
الإعلام الغربي بإشاعة تقارير كاذبة بهدف المس به، بالنظام الإيراني وبالمرشد
الأعلى، مدعيا أنّ كل الادعاءات ضدّه كاذبة ومزوّرة.
دعم السلطة القضائية لقارئ بيت خامنئي.. وانتفاض الرأي العام
وبينما
يطالب الرأي العام الإيراني القضاء بإعادة النظر في هذا الملف الساخن، يفضّل رئيس
السلطة القضائية آملي لاريجاني التطرّق إلى ملابسات الملف والتركيز على أنّ هناك
شبه مؤامرة يقودها الإعلام الأجنبي نافيًا أن يكون هو وراء إغلاق الملف القضائي
لهذا القارئ الشهير.
تخلي
جمعية القرآن الكريم عنه
وفي
نفس الوقت تخلّت جمعية القرآن الكريم عن الشيخ طوسي، وحجبت صفحته من موقعها ووضعت
مكانه صفحة باسم قارئ قُتل خلال تدافع مِنا في حج
العام الماضي، لإعفاء نفسها من التورط في تفاصيله.
مطالب
بإعدامه
وفي إطار التصعيدات من حوله، طالب حسين
الله كرم، قائد ميليشيا "حزب الله"، في طهران بإنزال أشد العقوبة وهي
الإعدام في إيران بحق سعيد طوسي، قارئ القرآن الأول في بيت المرشد علي خامنئي
ومحاکمة داعميه.