لا تتجاهلوا شباب الإخوان واحذروا من غضب شيوخهم من اختراق الصف الثانى

أخبار مصر


تقرير أمام المسئولين فى واشنطن:

بدأ التقرير بالإشارة أن الإخوان المسلمين لم يقودوا مظاهرات 25 يناير التى أسقطت نظام مبارك، ولكن الجماعة على الرغم من ذلك نجحت فى احتلال مقدمة صفوف المستفيدين من الثورة وذلك بفضل القوة التنظيمية للجماعة وخبرتها فى حشد الأصوات والتى انعكست فى نجاح كبير بالانتخابات البرلمانية ثم فوز محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة فى انتخابات الرئاسة.تشير الدراسة إلى أن الدور الجديد الذى تلعبه الجماعة فى المشهد السياسى المصرى بعد تحولها من صفوف القوى المعارضة إلى صفوف القوة الحاكمة، فرض على الجماعة مجموعة من التحديات لعل أهمها هذا الانشقاق بين الأجيال المختلفة من الإخوان. ويمثل شباب الإخوان عنصراً مهما فى حاضر ومستقبل الجماعة ويشكل الشباب داخل جماعة الإخوان ممن هم اقل من 35 سنة نحو 75% من اعضاء الجماعة.

دور الشباب فى الجماعة

رصدت الدراسة العديد من البرامج التى يعمل من خلالها شباب الجماعة، وإذا كان الأطفال الصغار لا يتمتعون بعضوية كاملة فى الجماعة إلا أنهم يمكن أن ينضموا إلى ما يعرف ببرنامج الكشافة التابعة للمنظمة، ومع الوصول إلى مرحلة التعليم الثانوى يمكن البدء فى خوض المراحل المتعددة من أجل التمتع بعضوية كاملة فى الجماعة. تضم الجماعة هياكل موازية لإدماج هؤلاء الأفراد داخل الجماعة ، حيث يتم تمثيل الأعضاء الأصغر سنا من خلال أمانات الشباب، هناك أمانة عامة فى كل محافظة من المحافظات المصرية ويكلف أمين الشباب بتعزيز الروابط بين الأعضاء الأصغر سنا، تجنيد أعضاء جدد، وإعداد شباب الحزب لقيادة فى المستقبل.

يلعب شباب الإخوان المسلمين دوراً مركزياً فى جهود التوعية بما فى ذلك أنشطة الجماعة الخيرية والسياسية والعمل فى الدعوة، خلال موسم الانتخابات يلعب هؤلاء الشباب دوراً فى توزيع المنشورات والمشاركة فى المسيرات، وتوجيه الناخبين إلى مراكز الاقتراع. ازدادت مساحة الدور الذى يلعبه شباب الإخوان بعد سقوط نظام مبارك، وبفضل تحركات هؤلاء الشباب فى المظاهرات لدعم وتأييد الجماعة أو فى مظاهرات ترهيب لأعداء الجماعة، نجح الإخوان فى تحقيق الكثير من المكاسب السياسية وكانت هذه التحركات الشبابية بمثابة ورقة ضغط ساحرة تستخدمها الجماعة لتحقيق مصالحها.

صراع الأجيال فى جماعة الإخوان

من وجهة نظر الدراسة فإن هناك أربع قضايا خلافية بين شباب وقادة الإخوان، القضية الأولى تتمثل فى التوفيق بين المهام المختلفة للجماعة، فالكثير من الشباب الذين انفصلوا بالفعل عن الجماعة لديهم العديد من التحفظات إزاء عدم فصل الجماعة بين أنشطتها الدينية والسياسية. القضية الخلافية الثانية هى موقف الجماعة تجاه عدد من القضايا الاجتماعية مثل حقوق الأقليات، حيث يميل جيل الشباب على العكس من القادة لتبنى سياسة أكثر اعتدالا وانفتاحا. الفجوة الثالثة بين الأجيال فى الجماعة تتمثل فى التضارب بين وتيرة التغيير الهادئة التى يحرص عليها كبار القادة فى مقابل التطلعات الثورية التى تسيطر على الكوادر الشابة. المصدر النهائى للتوتر يعود إلى الممارسات الداخلية التى تتميز بالتسلسل الهرمى الصارم الذى يهمش أصوات الشباب.

التعاون مع شباب الإخوان

يضع التقرير أربع توصيات بشأن التعاون الأمريكى مع شباب الإخوان. أولا ضرورة فهم الانقسامات داخل الإخوان المسلمين، ولكن دون محاولة للتدخل أو التلاعب بهذه الانقسامات. ثانيا العمل على جعل هذه الاتصالات دورية ومستمرة ما بين أعضاء الكونجرس الأمريكى وأعضاء البرلمان الشباب من حزب الحرية والعدالة. إذا تحولت هذه اللقاءات إلى اجتماعات دورية سوف ينظر لها الجميع بمرور الوقت على أنها شكل من أشكال التعاون الدبلوماسى وبالتالى لن تتعرض هذه اللقاءات لنقد أو هجوم. ثالثا توسيع المشاركة على مستوى القاعدة الشعبية، واستهداف القادة الشباب وأعضاء اتحاد الطلاب الناشطين خارج المدن الكبرى. ويشير التقرير إلى تصريح لمسئول أمريكى أشار إلى أن أمريكا تتواصل بشكل مستمر مع ما يقرب من عشرين قيادة من قيادات الإخوان إلى جانب عدد كبير من أعضاء البرلمان بما فى ذلك اجتماعات مع رئيس لجنة الدفاع والأمن الوطنى، ورئيس مجلس الشعب المنحل لكن على الناحية الأخرى مستوى التواصل مع القادة الشباب والناشطين، بمن فيهم أولئك الذين يقيمون خارج القاهرة والمدن الرئيسية الأخرى مثل الإسكندرية لا يتمتع بنفس القدر من القوة. وبحسب التقرير فإن السفارة الأمريكية فى القاهرة كما ترسل ممثلين لها فى أجزاء مختلفة من مصر للتواصل مع المؤسسات الدينية عليها أن تحرص على التواصل شباب الجماعة خاصة هؤلاء الذين لم يعتادوا التواصل مع الغرب. التوصية الرابعة تتعلق بالاستفادة من برامج التوعية القائمة والتبادل الثقافى لتشمل شباب الجماعة. وأخيرا الحرص على أن تتم هذه الجهود فى ظل موافقة ودعم قادة جماعة الإخوان خاصة أن نظام التسلسل الهرمى للجماعة يجبر الشباب على إعلام القادة بكافة تحركاتهم والحصول على موافقتهم قبل اتخاذ أى خطوة.