جارديان: محاكمة مؤسس موقع ويكيليكس تهديد للعمل الصحفي
دعت صحيفة "جارديان" البريطانية إلى عدم تقديم مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج للمحاكمة، قائلة إن ذلك من شأنه تهديد العمل الصحفي والمجتمع المفتوح.
وأوضحت جارديان، في افتتاحيتها اليوم، أن وزارة العدل الأمريكية تفكر في محاكمة أسانج، وأن ذلك يهدد إحدى الحريات الرئيسية في الصحافة، حتى إن كانت دوافع أسانج سيئة. وأشارت إلى أن مؤسس ويكيليكس بطل غير جذاب للدفاع عن حرية الصحافة، لكنه على حق عندما يزعم أن مؤسسته أنجزت مهمة صحفية ويجب حمايتها في أمريكا وفقًا للدستور الأمريكي.
وأضافت أن بعض الوثائق التي نشرتها ويكيليكس واستخدمتها وسائل الإعلام الأخرى -بما فيها جارديان- ربما تكون قد تم الحصول عليها بوسائل غير قانونية، لكن هناك مبدأ راسخًا منذ وقت طويل وهو أن هذا -بذاته- لا يجعل من نشر هذه الوثائق أمرًا غير قانوني.
وقالت إن الصحافة إذا اعتمدت على المصادر التي تهمها المصلحة العامة والصادقة والدقيقة فقط، فإن هناك كثيرًا من الأخبار والمعلومات التي يمكن ألا ترى النور أبدًا، كما أن الكثير من الأخبار التي يمكن أن تتسبب في محاسبة الأقوياء لن يُسمع بها أبدًا.
وذكّرت الجارديان بأن الدفاع عن حرية الصحافة ليس بالضرورة أن يجعل المشاركين فيه أشخاصًا فاضلين، لكنه يربط بعض أصواتهم بالمصلحة العامة.
واستمرت الصحيفة قائلة إن انتقاد وإزعاج الأثرياء وذوي النفوذ -حتى إذا كانوا أصدقاءك- هو من الوظائف المهمة لمهنة الصحافة، وإن الدستور الأمريكي يحمي هذا.
وقالت إذا اتهمت الإدارة الأمريكية الجديدة أسانج بالتآمر أو التجسس، فإن ذلك سيشكل سابقة مقلقة لأن كثيرًا من الصحف ووسائل الإعلام تعلن حاليًا عن الطرق التي يمكن للمبلغين عن حوادث الفساد وغيرها من الجرائم الاتصال بها سرًا ودون المساس بأمنهم وسلامتهم.
وأشارت إلى احتمال توجيه تهمة التآمر للصحافة والصحفيين عندما يثق أحد المبلغين بهم ويبلغهم بما يريد قوله ويقومون هم بالنشر، قائلة إن هذا النوع من سوء استخدام القانون سيعيق الحماية الضرورية للصحافة حتى تؤدي وظيفتها.