صحيفة أمريكية : ما تحقق من وعود أوباما في كلمته بجامعة القاهرة وما لم يتحقق

عربي ودولي


ذكرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية ، في تعليق لها اليوم الاثنين ، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حدد في كلمته بجامعة القاهرة قبل نحو أربعة أعوام رؤيته بشأن عهد جديد للتعاون الاقتصادي مع الشرق الأوسط وبداية جديدة مع العالم الإسلامي .. موضحة أنه رغم إنهاء أوباما الحرب في العراق غير أن الكثير من وعوده في خطابه الشهير لم تتحقق.

وقالت الصحيفة - في التعليق الذي نشرته على نسختها الالكترونية - إن أحد هذه الوعود التي لم تتحقق هي إغلاق سجن جوانتانامو العسكري ، وتحقيق تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، والتنمية الاقتصادية في أفغانستان التي من المقرر أن ينهي أوباما الحرب بها بحلول نهاية عام 2014.

وأضافت إنه بعد سنوات من كلمته بدأ أوباما بدايته الجديدة التي لم تأت بإرداته ، وإنما جاءت من شخص لم يتصوره جاءت من محمد البوعزيزي الذي أضرم النيران في نفسه في تونس في ديسمبر 2010 وهو ما أحدث التغيير الأشد في سياسات الشرق الأوسط منذ الستينيات..موضحة ان أحداث العام الماضي في مصر وسوريا وتونس وليبيا خلقت واقعا جديدا مختلفا تماما يتعين على أوباما التعامل معه في ولايته الثانية.

وتابعت الصحيفة إن التغيير الجذري في الشرق الأوسط سيظل مستحوذا على قدر كبير من الطاقة الدبلوماسية الأمريكية والاهتمام من واشنطن على مدار الأعوام المقبلة ..مشيرة إلى أن الإسلاميين الذين تخوفت منهم الولايات المتحدة كثيرا تمكنوا من السلطة غبر انتخابات حرة في مصر وتونس وهم الآن يقاتلون النظام العلماني في سوريا.

وقالت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية إن الحرب الأهلية في سوريا حصدت أرواح ما يقرب من 40 ألف شخص ، وأن هناك تهديدات تحدق بالمصالح الأمريكية سواء في حالة الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد وهناك مخاوف حتى فى حالة بقائه.

وأضافت الصحيفة إن إسرائيل رغم أنها صاحبة الحرب الباردة الطويلة مع سوريا تحت قيادة الأسد ومازالت تواصل احتلال الجولان ، تخشى من نظام سني جديد بدلا من نظام علماني على حدودها فهذا الأمر سيتسبب دون شك في مشاكل لها في الداخل.

وذكرت (كريستيان ساينس مونيتور) أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يدخل مراحل خطيرة جديدة ، موضحة أن الرئيس أوباما دعا إلى نهاية للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية وأنه فى بداية رئاسته ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل تجميد مؤقت على الأقل للنشاط الاستيطاني غير أن التوسع في بناء المستوطنات مضى كما هو ويبدو أن الرئيس أوباما فقد الاهتمام للضغط على نتنياهو فى هذه القضية.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أضعف بسبب فشله في التفاوض من أجل إنهاء النشاط الاستيطاني ، ومازالت حركة حماس في غزة راسخة كما هي.

وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا..قالت (كريستيان ساينس مونيتور) إنها تناضل من أجل خلق نظام جديد بعد عقود من حكم الرجل الواحد معمر القذافي ، وفي الوقت الذي مازالت الاسلحة تتدفق فيه على طول حدودها الصحراوية ومازالت تشهد فيه اشتباكات شديدة.

وأضافت الصحيفة أن البحرين - الحليف المقرب للولايات المتجدة الذي تتواجد فيه قاعدة الأسطول الخامس الأمريكي - مازالت تكافح الانتفاضة من قبل الأغلبية الشيعية متحدية تأكيد أوباما على الدفاع عن الحكومات التي تعكس إرادة الشعب.وحول إيران..قالت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية إن إيران تمضي قدما في برنامجها النووي ، رغم تزعم الولايات المتحدة جهودا بين الحكومات الغربية لعزل طهران اقتصاديا بحظر صادرات النفط والتعاملات المالية للبنك المركزي الإيراني الذي شكل ضغطا رهيبا على الاقتصاد الإيراني لكنه فعل القليل في إضعاف ما أصر الزعيم الأعلى الإيراني آيه الله الخامنئي على أنه برنامج نووي سلمي.

وقالت الصحيفة إن إيران مازالت إلى الآن تصر على حقها في تخصيب اليورانيوم الذي تقول الولايات المتحدة أنه سيستخدم في نهاية الأمر في صنع قنبلة نووية.

وفي أفغانستان وباكستان يكمن الفشل الأمريكي فعلى الرغم من قتل أسامة بن لادن وإنفاق مليارات الدولارات سنويا مازالت الدولة تشكل ملجأ للمسلحين ، وأن الجيش الأفغاني مازال يعتمد كليا على الدعم المالي والتقني الأمريكي ليعمل في الوقت الذي لا تبدو فيه حركة طالبان أضعف مما كانت عليه عندما وصل أوباما إلى السلطة.

واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة إنه في الوقت الذي تستهل فيه واشنطن العام الجديد ينبغي أن تضع في حسبانها أن الخريطة الجديدة ، التي تشكلت في الشرق الأوسط على مدار الأربعة أعوام السابقة لم يعد ينفع معها التعامل بنفس الأسلوب القديم..فهذا الأسلوب لم يعد ينفع على الإطلاق الآن وينبغي على الرئيس الأمريكي أن ينسى هذه الأساليب تماما.