السخونة مصدر خطورة على حاسبك.. فكيف تتجنبها؟!
لا تُشكل درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف عبئاً ثقيلاً على الإنسان فحسب، بل إنها تمثل أيضا مصدر خطورة على الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة اللاب توب والحواسب اللوحية، حيث إنها تتسبب في البداية في خفض قدرة الأجهزة على العمل.
ويحذر شتيفان شوير من الهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة (TÜV Rheinland) بمدينة كولونيا، من أن السخونة المفرطة تؤدي في الحالات القصوى إلى حدوث أضرار جسيمة بأجهزة الكمبيوتر الجوالة، قائلاً :”ارتفاع درجة الحرارة المُحيطة باستمرار بمقدار 10 درجات تقريباً، يتسبب في خفض العمر الافتراضي لجهاز الكمبيوتر إلى النصف”.
وعلى الرغم من أن ارتفاع درجة الحرارة لفترة قصيرة لا يخلف وراءه أضراراً جسيمة بجهاز الكمبيوتر، إلا أنه يمكن ملاحظة عواقبه على المدى الطويل. ولذلك فإنه يتعين على المستخدم التعامل بجدية مع الإشارات التحذيرية الأولى التي تشير إلى تعرض الجهاز لسخونة مفرطة.
وتتمثل هذه العلامات مثلاً في توقف المروحة بدون سبب واضح إلى جانب انخفاض أداء الجهاز. وفي بعض الأحيان لا يشعر المستخدم بسخونة الجهاز بشكل مباشر؛ لأن أزرار لوحة المفاتيح تظل باردة، حتى إذا كان جسم جهاز اللاب توب ساخناً.
وأضاف شتيفان شوير :”يمكن التحقق من ارتفاع درجة الحرارة بجهاز اللاب توب من الجانب السفلي”، لذلك ينصح الخبير الألماني بوضع جهاز اللاب توب في حِجر المستخدم. وإذا لم يتحمل المرء سخونة الجهاز لمدة 30 ثانية، فعندئذ يجب إيقافه؛ لأن ذلك يُشير إلى احتياج الجهاز لفترة راحة.
الحماية الذاتية:
ومن الأمور التي أصبحت نادرة الحدوث في الوقت الراهن أن يتعطل جهاز اللاب توب بسبب السخونة المفرطة؛ لأن أغلب الأجهزة الحديثة تتوقف عن العمل تلقائياً في حالة ارتفاع درجة حرارة التشغيل. وأوضح يورغن ريبيرغر، من معهد الفحص والتصديق (VDE) بمدينة فرانكفورت الألمانية، وظيفة الحماية بأجهزة اللاب توب المتطورة، بقوله :”عندما يكون جهاز اللاب توب معك على شاطئ البحر وتحت أشعة الشمس الساطعة، فقد يحدث في بعض الأحيان، ألا يتم إقلاع جهاز اللاب توب على الإطلاق”.
وهناك بعض الأنظمة التي تلفت انتباه المستخدم عن طريق الإرشادات التحذيرية إلى وجود مشكلات بسبب السخونة المفرطة وذلك قبل عملية الإيقاف الأوتوماتيكي لجهاز اللاب توب. ويحذر يورغن ريبيرغر من إهمال مثل هذه التحذيرات.
وفي حالة إجراء بعض التعديلات على جهاز اللاب توب مثل تجهيزه ببطارية أخرى، فقد لا تعمل وظيفة مراقبة درجة الحرارة بصورة صحيحة. وبالتالي لا يُستبعد احتمال نشوب حريق بجهاز اللاب بسبب السخونة المفرطة.
التهوية الجيدة:
وينصح يورغن ريبيرغر بضرورة قراءة إرشادات الأمان الواردة في دليل تشغيل جهاز الكمبيوتر؛ لأنها عادة ما تشتمل على الحد الأقصى المسموح به لدرجة الحرارة المحيطة. وأضاف الخبير الألماني أن العامل الحاسم للحيلولة دون تعرض جهاز الكمبيوتر للسخونة المفرطة هو إمكانية تصريف الهواء الساخن بدون أية عوائق. وهذا يعني عدم وضع جهاز اللاب توب بأي حال من الأحوال على وسادات أو أغطية؛ لأنها تتسبب في تغطية فتحات التهوية.
بالإضافة إلى أنه لا يجوز سد أو تغطية فتحات التهوية الجانبية أو الخلفية، مع ضرورة مراعاة وجود مسافة كافية بين جهاز اللاب توب والحائط. وينصح شتيفان شوير بألا تقل هذه المسافة عن 20 سنتيمتر.
وإذا تعرض جهاز الكمبيوتر للسخونة المفرطة، على الرغم من اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة، يمكن للمستخدم التغلب على هذه المشكلة من خلال الاعتماد على وسائل تهوية إضافية. وأضاف الخبير بالهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة، أن الهواء الطلق يعتبر من أفضل الوسائل للتغلب على السخونة المفرطة لجهاز الكمبيوتر، من خلال استعمال مروحة مكتب صغيرة.
وبالإضافة إلى ذلك ينصح شتيفان شوير بضرورة منح جهاز الكمبيوتر فترات راحة بصورة منتظمة وخاصة خلال فصل الصيف، فضلاً عن عدم إجهاد جهاز اللاب توب باستمرار من خلال التشغيل المتواصل للمهام المعقدة مثل مقاطع الفيديو أو الألعاب ذات التطبيقات الرسومية كثيفة الحوسبة.
خصائص مختلفة:
ومن الناحية النظرية تتمكن الحواسب اللوحية، مثل أجهزة اللاب توب، من التغلب على أشعة الشمس الحارقة والسخونة المفرطة خلال فصل الصيف، لكن الحواسب اللوحية لا تقوم بتصريف السخونة عن طريق مروحة مدمجة أو فتحات في جسم الجهاز. وهذا ما يعني عدم وجود ضجيج مزعج.
بالإضافة إلى أنه يمكن وضع الحواسب اللوحية في بعض الأحيان على الوسادات أو الأغطية بدون أدنى مشكلة. ويرجع الفضل في ذلك إلى أن الحواسب اللوحية تقوم بتصريف السخونة على طريق الجسم الخارجي للجهاز.
وأوضح كريستيان يوست، المحرر بمجلة «كمبيوتر بيلد» الألمانية، :”يمكن في المواقف القصوى ملاحظة سخونة الحاسب اللوحي، وعادة لا يسبب هذا الأمر إزعاجاً للمستخدم، إلا إذا وضع الجهاز على جزء عارٍ من جسمه، كأن يكون مرتدياً سروال قصير مثلاً”.
وأضاف الخبير الألماني أنه يمكن ملاحظة ارتفاع درجة حرارة الحاسب اللوحي بصفة خاصة في حالة الموديلات المزودة بجسم معدني؛ لأنها تكون موصلة للحرارة بصورة أفضل من الموديلات التي تعتمد على جسم مصنوع من اللدائن البلاستيكية.
وتجدر الإشارة إلى أن المواقف القصوى للحواسب اللوحية تتمثل في تشغيل الألعاب المعقدة ذات التطبيقات الرسومية كثيفة الحوسبة. علاوة على أن سوء استقبال الشبكات يمكن أن يتسبب في تعرض الحاسب اللوحي للسخونة المفرطة. ويقول يوست :”يتم رفع قدرة الإرسال عند تصفح الإنترنت مع عدم توافر شبكة UMTS جيدة”.
وإذا ارتفعت درجة حرارة الحاسب اللوحي بصورة مفرطة، فإنه يتوقف عن العمل، كما هو الحال مع أجهزة اللاب توب تماماً. وعادة ما يظهر ذلك أثناء العطلات والإجازات الصيفية؛ نظراً لاستخدام هذه الأجهزة الإلكترونية على الشواطئ الرملية تحت أشعة الشمس الساطعة.
برامج مراقبة:
هناك مجموعة من البرامج، مثل CoreTemp أو SpeedFan أو PC Wizard، يمكن أن تساعد المستخدم على مراقبة درجة حرارة جهاز الكمبيوتر. ولكن الخبير الألماني شتيفان شوير أوضح أن هذه البرامج تقوم بمراقبة وإظهار درجة حرارة المُعالج فقط، على الرغم من أنه قد تكون هناك مكونات أكثر سخونة من المُعالج.
وعلى الرغم من أن المُعالج ينتج عنه كمية كبيرة من السخونة، إلا أنه عادة ما يتم تهويته بشكل جيد. وهناك قاعدة عامة تنص على أنه لا يجوز ارتفاع درجة حرارة الأجهزة الإلكترونية بشكل أساسي إلى ما يزيد على 60 درجة مئوية.