من معاشرة الجن لـ"الوفاء".. أغرب وأطرف قضايا الطلاق والخلع في مصر (تحقيق)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 برغم من كونه أبغض الحلال عند الله، إلا أنه الملاذ الاخير الذي يلجأ له الشخص بمختلف نوعه كـ"ذكر أو أنثى" للهروب من اختيار أثبتت له الأيام أنه كان مخطئ فيه، ليهرول مسرعًا إلى محكمة الأسرة لرفع دعواه لتصحيح ذلك الخطأ بالطلاق أو الخلع.

 

وشهدت أروقة محكمة الأسرة، العديد من حالات الطلاق المآساوية، ولكن انتشرت في الفترة الأخيرة، الكثير من القضايا الغريبة لاتصالها بالجانب الكوميدي أكثر من المأساوي، وخلال السطور التالية، قمنا برصد أغرب حالات ودعوات للطلاق والخلع التي شهدتها محكمة الأسرة.

 

رفض الاستحمام.. فخلعته

من بين أغرب قضايا الطلاق التي عرضت أمام محكمة الأسرة في مدينة نصر بالقاهرة، هي دعوة سيدة تطلب فيها خلع زوجها، لرفضه الاستحمام رغم مرور شهرين على زواجهما.

 

وقالت "يارا.س" أمام محكمة الأسرة في مدينة نصر: "تعرفت على زوجي المهندس (أيسر. ع)، على متن طائرة أثناء عودتي من إحدى الدول العربية، وتبادلنا مشاعر الإعجاب، وأمضينا ساعات السفر نتحدث سويًا مع بعضنا البعض، وفي نهاية الرحلة تبادلنا أرقام الهواتف للتواصل مستقبلا".

 

وتابعت: "زواجنا تم على وجه السرعة، ورغم مرور شهرين على الزواج، لاحظت أنه لم يتوجه للاستحمام ولو لمرة واحدة خلال تلك الفترة، واعتقدت أنه يفعل ذلك وأنا نائمة، ولكني فوجئت أن زوجي يرفض الاستحمام، وعندما سألته عن السبب أخبرني أنه يعاني مرضا جلديًا وحساسية من المياه، لكنني لم أقتنع بكلامه، وتوجهت إلى الطبيب المعالج الذي أكد لي أنه بالفعل مصاب بمرض جلدي، ولكن هذا المرض لا يمنعه من الاستحمام".

 

واستكملت حديثها قائلة: "واجهته بهذه الحقائق، فثار في وجهى غاضبًا، وأخبرني أن هذه هي عادته منذ الصغر، وأنه لا يحب الاستحمام، وعلىّ أن أقبل بهذا وأن تستمر في الحياة معه على هذا النحو، فطلبت منه الطلاق إلا أنه رفض، فما كان منى إلا أن توجهت إلى محكمة الأسرة طالبة خلعه".

 

محمود يسعى لـ"الطلاق" للهروب من ضرب زوجته

اعتدنا على توجه السيدات لمحكمة الأسرة، ولكن الغريب أن يصافنا رجل (محمود – م-ع)42 سنة صاحب أعمال حرة، توجه إلى محكمة الأسرة محررا دعوى قضائية يطلب فيها الطلاق من زوجته (منى- س- س)35 سنة ممرضة فى الدعوى رقم 245 أحوال شخصية بمحكمة الأسرة، لأن زوجته تضربه.

 

واستند محمود فى أسباب الدعوى على عدة نقاط، أولها أن زوجته تضربه أمام طفليه الصغيرين مهند 10 أعوام ومازن 6 سنوات، وأنه نظرا لضعف جسده مقارنة بحجم جسدها لا يستطيع الدفاع عن نفسه، الأمر الذى اضطره للاستشهاد بالجيران أكثر من مرة، بالإضافة إلى إهانته المتكررة أمام أهله وأصدقائه.

 

وذكر محمود خلال دعواه بالطلاق أنه لم يستطع تطليقها خوفا منها ومن رد فعلها ورد فعل أهلها، بالإضافة إلى عدم امتلاكه للمبلغ الموجود بقائمة العفش، ومؤخر الصداق، واستشهد محمود خلال دعواه بعدة محاضر تم تحريرها بعد أن كانت تضربه وتحدث به إصابات، فما كان منه إلا أن يقوم بعمل تقرير طبى وتحرير محضر ينتهى بالصلح، وما هى إلا أياما حتى تعود الكرة مرة أخرى وتضربه ثانية، وحينما فاض به الكيل لجأ إلى القضاء على أمل تخليصه، مطالبا بأخذ تعهد منها بعدم التعرض له فى حال حكم المحكمة بالطلاق.

 

وجدها "فوضاوية".. فرفع عليها دعوى ليطلقها

 ومن بين القضية الرجالية داخل أروقة محكمة الأسرة، حينما قرر الزوج أن يرفع دعوة طلاق ضد زوجته، لإدعاءه بأن زوجته فوضوية لا تهتم بترتيب المنزل، فلوازمها وأغراضها مبعثرة في كل مكان.

 

طلبهما للجماع مع زوجته الثانية.. فخلعته

وفي قضية أخرى، تقدمت (نورا ،أ،أ)38 سنة موظفة بدعوى خلع فى القضية رقم 526 أحوال شخصية ضد زوجها (محمود –م-ع ) موظف، لعدة أسباب، أولها عدم عدله بينها وبين زوجته الثانية والتى تعيش معهما فى مسكن واحد، وإنجابه طفلا واحدا منها وعدم إنجابه من الزوجة الثانية.

 

وقالت نورا فى دعواها، إن تصرفاته غير منطقية، وأنه شخص غير مسئول عن تصرفاته، حيث إنه يهجر زوجاته فى الفراش لعدة أسابيع، وأحيانا لعدة أشهر، ثم يطلب منهن أن يعاشرهن معاشرة الأزواج سويا وفى سرير واحد، وحينما كانت تعترض على تلبية رغبته كان يضربها، وحكمت لها المحكمة بالخلع استنادا للأسباب سالفة الذكر.

 

اكتشفت أن جده قبطيًا وأسلم.. فطلبت الطلاق

ومن أغرب قضايا الخلع والطلاق التى نشاهدها، الدعوة التى حملت رقم 170 أحوال شخصية وتقدمت بها صفاء للطلاق من محكمة الأسرة، لكذب زوجها عليها في ديانته، حيث أنه قال أنه مسلم وعلمت أن جده كان مسيحي وأسلم.

 

وقالت الزوجة، إنها لم تكن تعلم أى شىء عن عائلته ولم يخبرها هو من قبل عن أهله، ولم تر منهم سوى والدته وأشقائه فقط، لأنهم من محافظة أخرى، وبعد مرور 3 أشهر على الزواج فقط وقعت الكارثة فى ساعة دردشة عن حكايات حول معاملة جدها لها وهى صغيرة، وإذا به يحكى لها عن معاناة جده حتى أشهر إسلامه، وكان وقتها والده صغيرا فطلبت منه عقب ذلك الأمر الطلاق، لأنه أخفى عليها مثل هذا الأمر، وكان الأولى أن يخبرها بالحقيقة، وعليها وقتها أن تختار.

 

حضّر جنّية وتزوجها.. فطلبت الطلاق

وتوجهت (رقية – م)45 سنة ربة منزل إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى طلاق ضد زوجها (سامح- ع-ف) 48 سنة مدرس بسبب ممارسة السحر والشعوذة، حيث أنه قام بإحضار كتب تشرح كيفية عمل الأسحار السفلية والأعمال وفك المربوط، وبعض الأدوات التى تستخدم فى مثل هذه الأعمال، وأنه كان يغلق الحجرة عليه بالساعات وأحيانا بالأيام، ويتمتم بأشياء غريبة أثناء تواجده بالحجرة.

 

وأشارت رقية، في دعواها، إنها كانت تسمع صوته وهو يتحدث إلى امرأة على الرغم من أنه يجلس وحده، كما أن أغلب من كانوا يترددون عليه من الزبائن كن سيدات فى أعمار مختلفة، وكان يطلب منها الدخول إلى حجرتها وعدم الخروج مطلقا حتى ينتهى من أعماله مع هؤلاء النسوة، ثم بدأ فى هجر الفراش تدريجيا وحينما سألته عن حقوقها الزوجية أخبرها أنه تزوج من "جنية" تقيم تحت الأرض منذ فترة، وأنها تغار عليه وتمنعه من معاشرة أى سيدة غيرها.

 

تجسس عليها.. فخلعته

وتشهد محكمة القاهرة للأحوال الشخصية أيضًا قضية خلع غريبة أقامتها ممرضة ضد زوجها المدرس أكدت فيها أنها اكتشفت أن زوجها يتجسس عليها وسماع مكالماتها التليفونية وكذا مراقبتها أثناء سيرها بالشارع مما دفعها إلى محاولة الانتحار أكثر من مرة، وقد قامت المحكمة قضت بتطليق الزوجة خلعًا من زوجها.

 

بسبب وفائها لوالدتها.. أجبرها على الطلاق

ومن بين أحدث دعاوي الطلاق، في محكمة الأسرة في بني سويف هي دعوة "منال قرني" ضد زوجها "عماد محمد"، والتي بدأت قصتها منذ عام وبضعة شهور عندما أصيبت والدة الزوجة بمرض أقعدها عن الحركة وجعلها عاجزة ومشلولة، فتفرغت الزوجة لرعاية والدتها، وأصبحت تقيم معها بصفة شبه دائمة، فغضب الزوج وطلب منها أن تهتم بمنزلها وأسرتها، وأن يساعدها أشقاؤها في التناوب على رعاية والدتهم.

 

لم تستطع الزوجة أن تلبي طلب زوجها، فظروف أشقائها لا تسمح لهم بالتفرغ لرعاية والدتها، إضافة إلى أن متطلبات الوالدة وظروف علاجها تستلزم البقاء بجوارها بصفة دائمة، لذلك خيرها زوجها بين الالتزام برعاية منزلها أو الطلاق، فلم تجد الزوجة مفرا من البقاء مع والدتها، وطالبت زوجها بأن يطلقها لأنها لا تستطيع تلبية طلبه، ولمنع الحرج عنه رفعت دعوى خلع منه، وظلت الدعوى متداولة في المحاكم حتى استطاع الابن الأكبر الصلح بينهما، وإقناع والده بأن ما تفعله والدته يتفق مع تعاليم الدين التي تأمرنا ببر الوالدين.

 

اقتنع الزوج بوجهة نظر ابنه وشعر بالخطأ، واقترح عليه الابن أن يصالحها بطريقة جديدة ومختلفة وأمام الجميع، فاعتذر لها في إحدى الصحف، قبل جلسة النطق بالحكم في قضية الخلع نشر الزوج الإعلان، فتغيّر مسار القضية.

 

قام الزوج بإعلان غريب في إحدى الصحف، اعتذر خلاله من زوجته ونص الإعلان يقول: اعتذار.. "أعتذر أنا عماد محمد أحمد لمامة ، للسيدة  منال قرني صوفي عبدالحميد ، زوجتي السابقة وأم أولادي، عن أي خطأ ارتكبته في حقها سواء قولاً أو فعلاً، وأتقدم بخالص الشكر والتقدير على تفانيها في رعاية أولادي أحمد ومحمد وعبد الرحمن وعمرو.. سائلاً الله أن يديم عليها الصحة والعافية"، وتدخل الأبناء وأجروا الصلح بين والديهما، ووافق الزوج على رعاية زوجته لوالدتها، واجتمع شمل الأسرة من جديد.