اعرف تاريخك.. قصة أعظم جيولوجي عرفته البشرية !
إنه أبو الريحان أحمد بن محمد البيروني الخوارزمي، الذي وُلِدَ في بلدة بيرون، إحدى ضواحي مدينة “كاث” بـ”خوارزم” وهي الآن في أوزبكستان وذلك سنة 362هـ/ 963م.
عرَّفه جورج سارتون في كتابه (مقدمة لدراسة تاريخ العلم) بقوله عنه: “كان رحّالة، وفيلسوفًا، ورياضيًّا، وفلكيًّا، وجغرافيًّا، وعالمًا موسوعيًّا، ومن أكبر عظماء الإسلام، ومن أكابر علماء العالم”. ووصفه المستشرق الألماني سخاو بقوله: “أعظم عقلية عرفها التاريخ”.
وإذا كان علم الجيولوجيا هو العلم الذي يبحث في الأرض من حيث نشأتها وتركيبها وما يحيطها وما يظهر عليها وما أثر فيها من عوامل، فقد جاءت علوم الأرض الحديثة في أوربا امتدادًا لإسهامات المسلمين في هذا الحقل.
وقد كان للبيروني –رحمه الله- نظريات لم تكن معلومة في عصره أو سائدة في زمانه، وهي مما يُعدُّ اليوم من دعائم علم الجيولوجيا.
فقد استطاع أن يقدم نظريات في علم الطبقات والأزمان الجيولوجية، أو ما يطلقون عليه حديثًا “علم الطبقات” و”علم الأحافير” و”الجيولوجيا التاريخية” .
وقد اقتربت نظرياته في هذه العلوم من النظريات الحديثة؛ حيث إن له آراء صائبة حول موضوع تكوين القشرة الأرضية، وما طرأ على اليابسة والماء من تطورات وتغيرات خلال الأزمنة والأحقاب الجيولوجية المختلفة، ولم تكن هذه النظريات معروفة عند اليونان ولا منتشرة بين معاصريه.
كما قدم لنا البيروني تفسيرا علميا لتلك الظواهر الجيولوجية التي تنتاب القشرة الأرضية، وأعطى تعليلا صحيحا لتكون البحار والبحيرات وظهورها واختفائها.
كذلك كثيرا ما تحدث البيروني عن الثورات الجيولوجية التي تحدث في الأرض وما تفعله فيها من التواءات وارتفاعات وانخفاضات.
وذكر البيروني ما يخص تكوُّن الحفريات للكائنات الحية، سواء حفظ الكائن بجميع أجزائه، كحفريات النمل والبعوض وبعض الحشرات والحشائش التي توجد متحجرة ومحفوظة في مادة الكهرمان، أو تكون بقايا الأجزاء الصلبة الهيكلية فقط كأصداف المرجان وعظام الحيوانات، أو تفنى مادة الحيوان الأصلي وتستبدل مادتها بمادة معدنية أخرى.