بعد مطالب حكومة الوفاق بتدخل المجتمع الدولي في ليبيا.. خبراء: نتائجه وخيمة على مصر

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


في تطور سريع للأحداث داخل الأزمة الليبية أرسل فائز السراج رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية، رسالة إلى المنظمات الدولية، التي شملت "أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وأمين عام الأمم المتحدة" يطالبهم بالتدخل العاجل لوقف تدهور الأوضاع فى جنوب ليبيا.

 

نص بيان المجلس الرئاسي الليبي لـ"المجتمع الدولي"

قال رئيس للمجلس الرئاسي الليبي، إن تدخل قوات حفتر في جنوب ليبيا " إن القصف الموجه الذي طال المدنيين هو قصف للاتفاق السياسي وللمصالحة الوطنية ويهدد حاضر ليبيا ومستقبلها، ويهدد كل ما تحقق على طريق المصالحة الوطنية وتحقيق الاستقرار فى ليبيا".

 

وأشار السراج، إلى أن التصعيد العسكري المفاجئ والذى وصفه بـ"غير المبرر" الذى بدأ بهجوم بالمدفعية الثقيلة والطيران على قاعدة "تمنهنت" يضع البلاد على حافة حرب أهلية يتجنبها الجميع.

 

وأضاف رئيس المجلس الرئاسي إلى دعوته السابقة بإنهاء التصعيد وتجنب القيام بأعمال استفزازية، مؤكدًا أن "التصعيد لا علاقة له بمكافحة الإرهاب ويدخل ضمن الأعمال التى تؤدى إلى مزيد من تدهور الأوضاع فى ليبيا".

 

وتابع فى رسالته: "نخاطبكم بصفتكم ممثلين للمجتمع الدولي؛ آملين فى سرعة التدخل لإيقاف المستهترين بأمن البلد واستقراره"، لافتًا إلى أن "التصعيد العسكرى المتكرر فى مناطق مختلفة سينسف العملية السياسية وسيقودنا إلى حرب أهلية لا نعلم كيف تنتهي".

 

وأردف: "لقد أخذت عهدًا على نفسى منذ بداية ألا أكون سببًا فى حرب بين الليبيين ولن أكون طرفًا فيها، الحرب التى لن أتردد فى خوضها هى محاربة الإرهاب".

 

ودعا السراج أهل الجنوب إلى "إعلاء صوت العقل وأن يجنحوا إلى السلم والمصالحة ونبذ أى تصعيد"، متابعًا أن "القصف الموجه الذى طال المدنيين هو قصف للاتفاق السياسى والمصالحة الوطنية ويهدد حاضر ليبيا ومستقبلها".

 

واختتم السراج رسالته بالمطالبة "باتخاذ موقف حازم وحاسم من هذه التصعيدات وسنكون داعمين لكل الإجراءات والخيارات التى من شأنها إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا".

 

بيان المجلس الرئاسي الليبي غير قانوني ويهدد أمن مصر

ومن جانبه استنكر إبراهيم بلقاسم، مدير المركز الليبي للإعلام وحرية التعبير ، من بيان المركز الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني، الداعي لتدخل قوات المجتمع الدولي في الجنوب، موضحًا هذا التصعيد يتضارب مع ثوابت المرحلة، وخارطة الطريق التي تنفذ في ليبيا والتي رجحتها المبادرة المصرية، للوصول إلى الاستقرار في الداخل الليبي.

 

وأكد بلقاسم، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" إلى أن هذا البيان غير قانوني، حيث أنه يجب على المجلس الرئاسي أن يعود لمجلس النواب قبل إصدار رسالة مفتوحة من هذا النوع للمجتمع الدولي.

 

وأوضح أن بيان المجلس الرئاسي، سينتج عنه عدد من الأمور التي ستضر بالقضية الليبية، حيث أنه سيعطي فرصة لتدخل المجتمع الدولي وهذا أمر مرفوض، كما أنه سيكون تصعيداً للأزمة في الجنوب، وسيعطي فرصة للجماعات الإرهابية استهداف الجنوب، وذلك سوف يلحق بالضرر لدول الجوار، وسوف تكون مهددة بهذا الشكل بسبب الجماعات الإرهابية.

 

وأشار، مدير المركز الليبي للإعلام وحرية التعبير، إلى أنه في حال تدخل المجتمع الدولي، سيقومون بمهاجمة بعض القوات الموالية لحكومة الوفاق، لارتباطها ببعض الجماعات الإرهابية، قائلاً: "إذا تدخل المجتمع الدولي سيقوم بمهاجمة كل الطرائف الليبية بحجة محاربة الإرهاب، وبذلك ستتفتت ليبيا وتتحول لسوريا، وستفسد كل مساعي السلام في المنطقة".

 

سبب الصراع في "الجنوب الليبي"

وقال سيد عبد الحفيظ مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بطرابلس سابقًا، أن الاشتباكات الدائرة بين قوات حفتر في الجنوب وبين القوة الثالثة التابعة للمجلس الرئاسي الليبي، في قاعدة الطائرات بالجنوب الليبي، ما هي إلا محاولة من المجلس الرئاسي الليبي لتعطيل قوات "حفتر" من مواصلة التقدم لاحتلال "بن غازي" التي استولت قواته على جزء كبير منها، مشيراً إلى أن تلك الاشتباكات سبقها محاولة احتلال المجلس الرئاسي الليبي لبعض المنشآت النفطية، ولكن استردها حفتر بعد 5 أيام من الاحتلال.

 

حرب أهلية في الشرق الأوسط

ولفت عبد الحفيظ، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أنه حال استجابة المجتمع الدولي لمناشدة المجلس الرئاسي الليبي، ستبدأ في الشرق الأوسط حرب أهلية، داعيًا أن لا تصل تلك الحرب للمنشآت النفطية والبترولية، حتى لا تتحول ليبيا لسوريا ثانية.

 

رسالة تخويف لـ"حفتر"

ومن جهته، أكد خالد العيسوي، كاتب بوكالة الشرق الأوسط، أن المجتمع الدولي لن يستجيب لمناشدة المجلس الرئاسي الليبي، موضحًا أن الاستجابة تعني كارثة كبيرة لن يقبل الغرب عليها لوعيهم بمدى خطورتها.

 

ولفت العيسوي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إلى أن الغرض الحقيقي من وراء مناشدة المجلس الرئاسي الليبي، هو إرسال رسالة تحذيرية لقوات حفتر لتخويفهم من ورقة الاستناد على المجتمع الدولي الذي يساندهم من البداية، منوهًا أن المجتمع الدولي لن يعادي الجيش الليبي (قوات حفتر) لمصالحهم الشخصية، حيث أنهم السبب في تخليصهم من الجماعات الإرهابية.