عادل حمودة يكتب: الجاسوس الملاك الذى أنقذ إسرائيل من الهلاك (3)
شفرة أشرف مروان الكيميائية لكشف أسرار مصر العسكرية
■ مفاجأة الكتاب: مروان لم يعرف بتوقيت الحرب إلا صدفة عندما سمع من محمد نصير عن تحويل الطائرات المدنية المصرية إلى عواصم صديقة!
■ نص برقية مدير الموساد لحكومته بعد لقاء مروان عشية حرب أكتوبر: الشركة تنوى توقيع العقد اليوم قبل حلول الظلام!
■ البوتاسيوم: تحذير من هجوم وشيك.. واليود: هجوم أبعد قليلا.. والصوديوم: هجوم جوى على سيناء بدون عبور القناة
كان أشرف مروان يحرص على زيارة ضريح جمال عبد الناصر فى ذكرى وفاته، رغم أنه لم يكن بين الرجلين سوى القليل من الود الذى تفرضه علاقة النسب التى ربطت بينهما.
لم يكن عبد الناصر مرتاحا إليه.. ولم يثق فيه.. وكثيرا ما تمنى أن تطلق ابنته منى منه.. وبجانب الرغبة فى الثراء السريع والثقة الزائدة فى النفس أرجع علماء النفس فى الموساد ارتماءه فى أحضانهم إلى رغبة سوداء فى الانتقام من صهره والتشفى فيه بعد أن كسرته الهزيمة وأفقدته الكثير من زعامته الطاغية.
وربما أراد أشرف مروان من زيارة ضريح عبد الناصر التأكد أنه قد مات فعلا وأنه لن يطلق عليه النار بسبب خيانته لوطنه حسب الكوابيس التى كانت تطارده فى صحوه ومنامه.
وبعد أن نشرت قصة تجنيده فى الموساد التقى به الرئيس مبارك فى ضريح عبد الناصر فى ذكرى 6 أكتوبر عام 2005، وحسب رواية محمد حسنين هيكل أنهما تبادلا همسات لم تستغرق غير ثوان.. بعدها انصرف مبارك.. ولكن بعض من كانوا بالقرب منهما فى البهو من الضريح إلى سيارة مبارك التقطوا أو كذلك تصوروا من الهمس ما سمح لهم أن يفهموا أن مبارك يلوم أشرف أنه تعمد اليوم أن يظهر ملتصقا به طوال وقت الزيارة، ثم إن مبارك ينصحه بالسفر فورا لأن الناس كلامها كثير.. وبالفعل عاد أشرف مروان إلى لندن على أول طائرة أقلعت صباح اليوم التالى.
والحقيقة أن العلاقة بين مبارك ومروان كما يصورها هيكل فى كتابه الأخير عن عصر مبارك والذى نشره بعد رحيله عن الحكم علاقة غامضة متناقضة لا تخلو من الريبة وتحتاج وحدها تحقيقا سياسيا يحسم طبيعتها بجانب التحقيق الأمنى الذى نحتاجه لنحسم قضية أشرف مروان نفسه والتى لا تزال إسرائيل تصدر عنها كتبا بعد تفجيرها منذ 15 سنة وآخرها كتاب الملاك الجاسوس المصرى الذى أنقذ إسرائيل، بكل ما فيه من معلومات ومستندات حصل عليها مؤلفه يورى بار جوزيف تثبت أن مروان على حد رؤيته كان جاسوسا خالصا للموساد.
حسب ما نشر هيكل فإن أشرف مروان قال له بانفعال عندما التقيا فى لندن:
إن مبارك لم يطلب منى أن أسافر كما يشيعون فى القاهرة وهو لا يستطيع أن يمنعنى من العودة.
وسأله هيكل: ولماذا لا يستطيع؟ ألا يملك سلطة....
ولم ينتظر مروان أن يكمل كلامه بل قال بحدة : هو لا يملك أى سلطة وهو لا يستطيع !
وبدوره قاطعه هيكل قائلا: أشرف أليس هذا كلاما كبيرا؟.
وكان رده هو موضع المفاجأة الحقيقية:
هو لا يستطيع أقولها لك لأنه يعرف أننى أستطيع تدميره.
والتفت هيكل إليه يدقق فى ملامح وجه،ه فكرر العبارة تلك المرة باللغة الإنجليزية مضيفا بجرأة متزايدة: وأستطيع تدمير غيره (ثم ذكر اسم اللواء عمر سليمان) قالها وكررها وهو يمد سبابته إلى الأمام فى تأكيد إضافى!
حوار لو صح فإنه يصعب تجاوزه لأنه يوحى بأشياء خفية يصعب قبولها خاصة إذا ما نسبت لرئيس دولة ومدير مخابراته، وخاصة أن أشرف مروان وزوجته كانا شديدى الصلة بعائلة مبارك وحضرا حفل زواج جمال مبارك الذى لم يتأخر بدوره فى تشييع جنازة أشرف مروان والتقطت الكاميرات صورا لمنى عبد الناصر وهى مرتمية فى حضنه باكية منتحبة لتؤكد حالة العشم بينها وبينه.
شيعت الجنازة فى الأول من يوليو 2007 من مسجد عمر بن عبد العزيز فى حى مصر الجديدة حيث كانت وجوه من النخبة السياسية والعسكرية والأمنية فى وداع الرجل الذى نسبت إسرائيل إليه أنه كان أهم جاسوس حظى به جهاز مخابرات فى العالم.
كان مروان قد مات فى حادث غامض بوقوعه من شرفة شقته الفاخرة القريبة من بيكاديللى سيركيس فى لندن ليصبح ثالث ثلاثة ماتوا سقوطا فى العاصمة البريطانية: الفريق الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى الأسبق الذى ساعد السادات فى اعتقال رموز السلطة يوم 15 مايو 1971 والنجمة السينمائية الشهيرة سعاد حسنى وأشرف مروان.
لا أتذكر الشخصيات العامة التى حضرت جنازة مروان ولكن مؤلف كتاب الملاك يذكر منهم زكريا عزمى وأحمد شفيق وعمر سليمان الذى لابد أنه كان يعرف بحكم عمله من الذى قتل أشرف مروان؟ ورغم أن هناك من يوحى بأن المصريين هم الذين تخلصوا منه، فإن اللواء عبد السلام المحجوب الذى نفى تهمة التجسس عن مروان واعترف لى أنه هو الذى دربه ودفع به إلى الموساد يتهم مافيا السلاح الذين كان يتعامل معهم مروان بقتله.. بل إنه أضاف: إننى حذرت مروان من المصير الذى انتهى إليه عندما التقيت به قبل وفاته بنحو العامين صدفة فى أحد فنادق القاهرة.
هنا نحن فى حاجة للجنة تحقيق ثالثة للكشف عن الجناة.
بالتأكيد.. لن يستجيب أحد لتشكيل مثل هذه اللجان.. فلم يعد لأحد مصلحة فى نبش القبور.. وستظل إسرائيل تستخدم هذه القصة فى إثبات قوتها وقدرتها على اختراقنا.. فقد جندت أشرف مروان صهر عبد الناصر ومساعد السادات فى ديوان الرئاسة وصديق مبارك وعائلته.
وإن كانت بقعة الضوء الوحيدة فى هذا النفق الظلم هى شهادة المحجوب بتبرئة مروان وإن كانت خالية من التفاصيل والأدلة فليس هناك ملفات تؤكدها كما أنها شهادة فردية لا يوجد من يساندها ولا يوجد من يرغب فى الاقتراب منها.
على أن المحجوب قد كشف عن اسم ضابط تشغيل مروان الذى لا تزال إسرائيل تحتفظ باسمه سرا وتكتفى بأن تشير إليه باسم منفرد هو دوبى أحيانا أو اليكس أحيانا أخرى.. قال المحجوب : إنه رافى أيتان .. والأهم أن المحجوب تحداه بأن يقبل بمواجهة علنية.. ومرت شهور طويلة على هذه الدعوة ولم يستجب الرجل ولم يتطوع أحد من الموساد بقبول التحدى نيابة عنه.
أنكر مروان التهمة عندما واجهته بها ووصفها بأنها قصة بوليسية ساذجة وهو ما أشار إليه الكتاب دون ذكر اسمى.
وقد استمر مروان فى إنكار التهمة حتى قطعت محكمة فى تل أبيب يوم 7 يوليو 2007 بأنه جاسوس فبدأ الحبل يضيق على رقبته وبدأ الشعور بالحرج ينتاب شخصيات مؤثرة فى السلطة وبعد ثلاثة أسابيع لقى مصرعه.
وضعت أمام المحكمة أكثر من واقعة تثبت بجانب الوثائق والمعلومات ولاء مروان للموساد فى الحفاظ على حياة الإسرائيليين وكان على رأسها ما حدث فى الساعات الأخيرة التى سبقت حرب أكتوبر.
كان مروان يستخدم شفرة من مصطلحات الكيمياء التى درسها فى توصيل رسائله العسكرية إلى الإسرائيليين وتحديد درجة التهديدات التى يتعرضون إليها فلم يكن ليلفت النظر لمن يسمعه فهو رجل يتكلم فى تخصصه.
كانت جملة مواد كيميائية تشير إلى الحرب.. ولو ذكر كلمة البوتاسيوم فتعنى تهديد بوقوع هجوم وشيك .. ولو أراد التحذير من هجوم أبعد قليلا استخدم عنصر اليود.. أما الهجوم الجوى على سيناء بدون عبور القناة فيقابله الصويوم .
فى أول أكتوبر شعر مروان بأن الحرب أصبحت وشيكة وأن هناك تنسيقا بين مصر وسوريا للقيام بالهجوم معا وأن العاهل السعودى الملك فيصل سيدعم السادات فور قيام القوات المصرية بعبور القناة بجانب مؤشرات أخرى مباشرة مثل إيقاف ضخ البترول من حقل مورجان وترحيل عائلات ما تبقى من الخبراء السوفييت وأمام هذه المعلومات والمؤشرات قرر مروان تحذير الإسرائيليين من العواصف السوداء التى تقترب منهم.
فى ذلك اليوم غادر مروان القاهرة متجها إلى ليبيا ومنها إلى فرنسا وهناك اتصل تليفونيا بضابط تشغيله دوبى وتحدث عن كثير من المواد الكيميائية وطلب مقابلة عاجلة مع الجنرال وهو اللقب المتفق عليه لمدير الموساد تسفى زامير فى لندن التى سيصلها يوم 5 أكتوبر.
لم يحدد مروان عنصرا كيميائيا بعينه واستخدم تعبير المواد الكيميائية الذى يشير إلى الحرب بصفة عامة دون تصور لهجوم وشيك لسبب بسيط أن مروان نفسه لم يكن يعرف بموعد الحرب على خلاف الرواية الشهيرة التى تقول أنه أبلغ الإسرائيليين بأن موعد الهجوم سيكون فى السادسة من مساء يوم 6 أكتوبر بينما بدأ فى الساعة الثانية ظهرا.
حجز مروان جناحا فى الطابق السابع فى فندق تشرشل واستلقى على مقعد مريح وراح يقرأ.
حسب الرواية الجديدة للكتاب فإن مروان استقبل فى جناحه صديقه رجل الأعمال محمد نصير الذى كانت لديه قصة غريبة راح يرويها لمروان.
كان نصير فى ذلك الصباح يتحدث مع مدير مكتب الخطوط الجوية المصرية فى لندن الذى أخبره أنه ومدير مكتب باريس استلما أوامر صريحة وعاجلة من القاهرة لتغيير مسار جميع الطائرات الموجودة فى لندن وباريس إلى طرابلس فى ليبيا وجاءت الأوامر بدون شرح أو تفسير.
كان الأمر صادرا من وزير الطيران دون استشارة أحد لكن حين وصل خبر هذا الأمر لقيادة الجيش فى مركز القيادة رقم عشرة أصيب وزير الحربية ورئيس الأركان بالذهول وخشيا أن يؤدى التغيير المفاجئ فى رحلات خطوط الطيران المصرية إلى لفت انتباه الإسرائيليين فطلبا العودة إلى جداول الرحلات المقررة وكأن شيئا لم يكن وهنا اتصل مكتب لندن بصديقه نصير ليعرف إن كان لديه أى معلومات فى هذا الشأن فأجاب نصير أنه ليست لديه أدنى فكرة لكنه سيسأل صديقه أشرف مروان الذى يفترض أن يصل لندن فى نفس اليوم وينزل فى فندق تشرشل.
حسب مقابلة أجراها نصير فيما بعد مع قناة تليفزيونية مصرية فإن مروان حين سمع منه القصة قفز من مكانه وهو يقول سوف تندلع الحرب، فحسب خطة الحرب هناك قلق على الطائرات المدنية من أن تتعرض للأذى على الأرض وجزء من الخطة يقضى بتغيير مسارها إلى بلدان صديقة.
دخل مروان إلى غرفة النوم وأجرى بعض الاتصالات وعاد ليقول إن الحرب ستشن فى اليوم التالى وعليه العودة إلى مصر فى الحال وطلب منه الذهاب إلى صديقهما المشترك كمال أدهم (مدير المخابرات السعودية) ليقرضه إحدى طائراته الخاصة ليتمكن من العودة إلى القاهرة ولكن أدهم لم تكن لديه طائرة على أرض مطار فى لندن وقتها.
لقد كان واضحا أن مروان لم يكن يعرف متى ستبدأ الحرب على خلاف معظم الإسرائيليين الذين افترضوا أنه كان على علم كامل حين غادر مصر قبل أيام بأن الحرب ستندلع فى 6 أكتوبر ولكن ما اتضح من رواية نصير هو أن هذا الافتراض قد يكون ببساطة خاطئا.. فى الحقيقة لم يعرف أن الحرب ستندلع يوم 6 أكتوبر إلا فى منتصف اليوم السابق وبمحض الصدفة.
فى الوقت نفسه وحسب هلورد بلوم فى كتابه حرب يوم الغفران لم تستخدم الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سلسلة من الأجهزة تعمل على بطاريات وتتصل بالهواتف وكابلات الاتصالات المصرية دفنتها تحت الرمال خارج القاهرة وهى قادرة على التقاط إشارات الهاتف والتلغراف والأحاديث فى الغرف التى فيها أجهزة هاتف وتلكس ولكن المشكلة كانت فى أن الاستخدام المستمر لهذه الأجهزة يتطلب استبدال البطاريات من حين لآخر وهى عملية خطيرة فى عمق أرض العدو لا تريد الاستخبارات الإسرائيلية القيام بها.
وقد زرعت تلك الأجهزة فى 16 - 17 فبراير 1973 فى جبل عتاقة غرب مدينة السويس بالقرب من مقر قيادة الجيش الثالث بواسطة مجموعة من المغامرين وصلوا إلى الموقع بأربع طائرات هيلكوبتر.
وفى ظل عدم تأكد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من جدية التهديدات على الجبهتين المصرية والسورية جاءت أهمية لقاء مروان وزامير فى لندن.
كانت الساعة نحو العاشرة ليلا حين وصل زامير ودوبى إلى الشقة التى سيتم فيها اللقاء، بينما انتشر عملاء الموساد قبل ساعات لتأمين المنطقة المحيطة بالمبنى وجلس زامير ودوبى ينتظران الملاك الذى جاء متأخرا على غير عادته فى الساعة الحادية عشرة والنصف وبعد تبادل المصافحة جلس دوبى بجوار مائدة الطعام وبيده مفكرة وقلم وجلس مروان فى كرسى بجوار مائدة القهوة مقابل زامير. كان مروان متوترا وهو يقول لقد آتيت إلى هنا لأتحدث عن الحرب ولا شىء آخر لقد أمضيت المساء بأكمله فى قنصليتنا فى كينسنجتون كنت على اتصال مع القاهرة محاولا الحصول على أحدث المعلومات إنه (السادات) ينوى شن الحرب غدا.
تملكت زامير الدهشة.. لقد أتى إلى الاجتماع ولديه من المعلومات ما يشير إلى أن مصر وسوريا متجهتان إلى الحرب لكنه لم يكن يتخيل أبدأ أن الهجوم سيكون بعد أقل من 24 ساعة، كما كان قلقا أيضا من أن احتمال أن يكون هذا التحذير مثل غيره من التحذيرات السابقة مجرد إنذار كاذب، لذلك كان رد فعله الفورى هو على ماذا تبنى تأكيدك هذه المرة؟
ورد مروان وقد تضاعف توتره: كيف لى أن أعرف؟ إنه (السادات) مجنون من الممكن أن يسير للأمام وفجأة يعود للخلف.
كان مروان يشعر بالإحباط من عدم قدرته على إعطاء جواب مباشر على أهم سؤال يطرح عليه فى كل حياته كجاسوس وفى الوقت نفسه عبر عن اشمئزازه من السادات وميله لعدم احترامه واعتباره ليس أهلا للثقة .
قريبا من نهاية الاجتماع كان زامير قد اتخذ قراره.. سوف يرسل إلى إسرائيل تحذيرا صريحا بأن مصر وسوريا تنويان شن هجوم كامل فى اليوم التالى.
هذا القرار كان كفيلا بتغيير مجرى أحداث حرب أكتوبر .
لكن زامير لم يكن قد انتهى من مروان بعد.. سؤاله التالى كان عن خطط الحرب.. لم يكن مروان قد أحضر معه أى مستندات، ولكن معظم التفاصيل المهمة لآخر خطط الحرب، كانت محفورة فى ذاكرته وقد تأكد منها للتو من وسيطه فى القاهرة.. لم يتغير شيء منذ آخر مرة أعطى فيها نسخة من خطط الحرب لمشرفه قبل أسابيع عدة.. ستقوم فرق المشاة المصرية بعبور القناة والتقدم شرقا قرابة عشرة كيلومترات.. استفاض قليلا فى الحديث عن غارات الوحدات الخاصة المحمولة جوا والهادفة قطع التعزيزات الإسرائيلية القادمة إلى الجبهة.. كما أكد أن سلاح الجو المصرى سيرسل بقاذفات التوبولوف مزودة بصواريخ كيلت لضرب مقرات قيادة الجيش فى تل أبيب.
سأل زامير أيضا عن ساعة الهجوم بالضبط (ساعة الصفر) لكنه لم يتعامل معها كسؤال ضاغط.. فى جميع خطط الحرب المصرية التى رأتها إسرائيل منذ سنين كانت ساعة الصفر دائما عند غروب الشمس وهو توقيت فيه شىء بسيط من ضوء النهار يسمح بهجوم جوى قبل الظلام وبحسب مروان كان موعد الهجوم فى الساعة الخامسة والنصف بتوقيت إسرائيل .
لكن ما لم يعرفه مروان ولا مشرفه هو الاجتماع الذى عقده قبل يومين وزير الدفاع المصرى مع الرئيس السورى واتفاقهما على شن الهجوم فى الساعة الثانية عصرا كحل وسط بين المتطلبات الميدانية السورية والمصرية .
دام لقاء مروان وزامير أكثر من ساعتين عاد مروان بعدها إلى فندقه أما زامير ودوبى فتوجها مباشرة إلى منزل مدير الموساد فى لندن على بعد عشر دقائق سيرا على الأقدام.
وأملى زامير الرسالة التالية لمساعده فى تل أبيب :
اتضح أن الشركة تنوى توقيع العقد اليوم قبل حلول الليل.
إنه نفس العقد بنفس الشروط النى نعرفها.
هم يعرفون أن غدا عطلة عيد.
يظنون أن بإمكانهم الهبوط غدا قبل حلول الظلام.
تكلمت مع المدير لكنه لا يستطيع تأجيله بسبب التزامه مع بقية المدراء وهو حريص على الوفاء بالتزامه.
سأوفيك بشروط العقد.
لكونهم يريدون الفوز بالسباق فهم خائفون من أن ينشر الخبر قبل التوقيع وقد يكون لهم منافسون وعندها قد يعيد بعض المساهمين التفكير فى الأمر.
ليس لديهم أى شركاء من خارج المنطقة.
برأى الملاك احتمال التوقيع هو 99. 99 بالمائة لكن من ناحية أخرى هو ما بين بين.
بهذه البرقية التى أرسلت من مدير الموساد تحذر حكومته من الحرب كسبت إسرائيل ساعات ثمينة فى الاستعداد للحرب خففت من أثر المفاجأة، وهو ما جعل مروان ملاكا بالنسبة إليها فقد أنقذها بالفعل من هزيمة كاملة، وإن لم يستطع أن يمنع مصر من تحقيق انتصار أذهل العالم وغير مجرى التاريخ.
العدد القادم
كيف كشف صراع الاستخبارات الحربية والموساد ملاكهم الحارس؟
كيف ساعد مروان فى منع السوريين من السيطرة على الجولان؟
سر الصراع بينه وبين محمد الفايد فى لندن؟
ثلاثة احتمالات وراء مصرع مروان المفاجئ!