الخيانة الإلكترونية بين الأزواج.. موضة أم جريمة مع سبق الإصرار؟ (حالات من الواقع)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

بتطور العصور تطور العلاقات الاجتماعية بين البشر بسبب ظهور الوسائل الإلكترونية الحديثة وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك التطور طال أيضًا العلاقات الزوجية وجعلها تأخذ نمطًا آخر، بدل ان حول الخيانة في تلك العلاقة إلى "إلكترونية" بدلًا من الخيانة الطبيعية.

 

"الفجر" تواصلت مع عدد استشاري العلاقات الأسرية للوصول إلى حالات للخيانة الزوجية تمت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

طلاق زوجة بسبب خيانة على "فيس بوك"

"سمر.م"، فتاة عشرينة تزوجت من من شخص ولكن لم تكن تحبه، فبعد مرور فترة من زواجهم بدأت في البحث عن مشاعر الحب التي تنقصها عند شخص آخر، فدشنت حسابًا باسمًا وهميًا على "فيس بوك" وبدأت في التعارف على عدد من الشباب على موقع التواصل الاجتماعي للتقرب منها.

 

ومن سوء حظ تلك الفتاة أنها استعانت باسمًا مستعار، ولكنها استعانت ببياناتها الحقيقة مما أدى إلى إقتراح "فيس بوك" لها بأشخاص من الحاملين لنفس بيانات منطقة سكنها فبدأت في الحديث إلى شخص حسابه باسم وهمي أيضًا، وتطورت العلاقة بينهم فطلب أن يلتقي بها وهنا حدثت الصدمة لأنها وجدته شقيق زوجها، فأبلغ الشاب أخيه بما دار بينه وبين زوجته فقرر الزوج طلاقها.

 

 

انشغال الزوجة ودوره في الخيانة الإلكترونية

"محمود.ع"، زوج في سن الأربعينات، دفعه إهمال زوجته وانشغالها بأبنائهم الأربعة، فبدأ في البحث عن ما ينقصه من إهتمام من خلال السوشيال ميديا، وتعرف على إمراة وارتبط بها وقرر تطليق زوجته وفعلا طلقها لكنه بعدها اكتشف تعدد علاقات المرأة التي تعرف عليها ورفض أن يتزوجها لكن بعد أن تفككت الأسرة.

 

 

أسباب الخيانة الإلكترونية: "فراغ" و"ملل"

وفي هذا الصدد، تقول أماني الزعيقي،  استشاري الإرشاد الأسرى وتعديل سلوك، إن أسباب الخيانة الإلكترونية هي نفس الأسباب التى تدعو لأي خيانة مثل الفراغ، ويقصد بالفراغ، الفراغ العاطفي، وفراغ الوقت، والفراغ من القيم الأخلاقية، وفي كثير من الأحيان تكون الخيانة عن طريق الصدفة وليس مع سبق الإصرار والتي يكون سببها أوقات الفراغ مع الجهل، فالإنسان بطبيعته يحب المغامرة وحب الاستطلاع فيبدأ فى الدخول في علاقات مخفية كبداية للتسلية وحب الاستطلاع ولكن سرعان ما تتحول هذه العلاقة إلى مشبوهة خاصة لدى الأزواج فبمجرد بعض كلمات الثناء والغزل تكون بداية للسقوط  في الهاوية بعد أن يتطور الأمر من محادثات كتابية إلى مكالمات هاتفية وربما لقاءات.

 

وأضافت استشاري الإرشاد الأسرى وتعديل سلوك، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن من أسباب الخيانة الإلكترونية أيضًا الملل والرتابة فى الحياة الزوجية حيث يظن الزوج أن إنشغال الزوجة عنه بشؤون الأسرة هو تقصير في حقوقه وواجباتها نحوه، وهنا يجب على الزوجة ان تتجمل وتتزين لزوجها حتى تدخل السرور لقلبه.

 

ومن الأسباب أيضًا، التطلع إلى الكمال بين الزوجين حيث يفترض كل من الزوجين أن الآخر يمتلك كل الصفات الحميدة، وأنه بلا أخطاء مما يزيد الإحباطات ويجعل هناك حواجز بينهما تجعل كل منهما يبحث عن بديل لبناء علاقة معه لتحقق توقعاته، وكذلك الجهل بطبيعة الرجال حيث تتصور المرأة خطًأ أنه من المستحيل أن ينظر إلى غيرها وتترك له حرية التواجد مع زميلاتها والجلوس معهن فيسهل عليه الأمر ويخون زوجته.

 

وهناك أسباب مختلفة للخيانة الإلكترونية تختلف بإختلاف الزوج والزوجة، فتقول: "من الأسباب التى تدفع الرجال للخيانة أيضا تحقيق مظاهر الرجولة أو عودة الشباب أو حب المغامرة والتجربة، أما الأسباب التى تدفع الزوجة للخيانة قد يكون بهدف الإنتقام منه ومن خيانته لها أو بسبب حرمانها العاطفي أو قد تكون منهزمة نفسيًا ولديها إحباط زوجى،  وهناك سبب مشترك يدفع للخيانة بين الرجل والمرآة هو انعدام الوازع الدينى وقلة الخوف من الله".

 

تأثير الخيانة الإلكترونية على الأسرة

وعن تأثير الخيانة الأسرة، تقول استشاري العلاقات الأسرية، إن هناك آثار سلبية على الأسرة والمجتمع نتيجة الخيانة الإلكترونية قد تؤدي إلى دمار الأسرة بحدوث الطلاق وقد تؤدي إلى القتل فى بعض المجتمعات خاصة إذا كانت الزوجة هى الخائنة فيصبح الأمر يخص الشرف والعفة.

 

وإجابة على سؤال لماذا يلجأ الأزواج للخيانة الإلكترونية، تقول: "لأنها توفر السرية فلن يراهما أحد، فعلاقتهم تكمن على الانترنت، وتحد من الأمراض المنقولة جنسيًا وليس هناك قلقا من ايجاد الوقت والمكان المناسب للخيانة وأخيرًا سهولة إخفاء الرسائل وحذفها".

 

كيف تتجنب الخيانة الإلكترونية؟

وتابعت: "مهما تكون أسباب الخيانة الزوجية سواء إلكترونية أو واقعية  فليس لها مبرر على الإطلاق لأنها جريمة بشعة، فيجب على الطرفين معالجة الأسباب بالتفاهم وذلك من خلال الوسائل الشرعية المعروفة فى ديننا الحنيف ويجب حل المشاكل بين الزوجين والمصارحة التامة بينهما لحل مشاكلهما وفتح قنوات الحوار بين الزوجين والمصارحة التامة بينهما لتقوية العلاقة بينهم".

 

واختتمت: "يجب أن يكون هناك وعى اجتماعى ودينى واخلاقى وصحى حيث يدرك الشخص الأضرار الاجتماعية والنفسية والصحية التى تنجم عن تلك العلاقات".