"عبد السلام عارف".. الرئيس العراقي الذي حاول تقليد "ناصر" وشارك في افتتاح "السد العالي"
اتسم
بالشجاعة والجرأة وعدم التردد.. ولعب دورًا هامًا في الحياة السياسة العراقية بشكل
خاص والعربية بشكل عام في ظروف دولية معقدة إبان الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي
والشرقي، وبالرغم من قيادته العسكرية إلا أنه كان هادئ ومتواضعًا، تأثر بشخصية الرئيس
الأسبق جمال عبد الناصر، لاسيما حب العرب له، فسار على خطاه، ونادى بالوحدة القومية
والوطنية، إنه الرئيس العراقي الأسبق "عبد السلام عارف".
وتحل
اليوم الثالث عشر من إبريل، ذكرى وفاة الرئيس "عبد السلام محمد عارف"، الرئيس
الأول للجمهورية العراقية وثاني حاكم أو رئيس دولة أثناء النظام الجمهوري، والذي ترعرع
بمدينة بغداد في عائلة مرموقة كانت نعمل في تجارة الأقمشة، حيث ولد في الواحد والعشرين
من مايو 1921،وتلقى تعليمه في بغداد والتحق بالكلية العسكرية وتخرج فيها عام ١٩٤١
.
شارك
في حرب فلسطين 1948
بعد
الإطاحة بحكومة الثورة، نقل إلى البصرة حتى عام ١٩٤٤ثم إلى الناصرية واختير عام
١٩٤٦ مدربا في الكلية العسكرية ثم نقل إلى كركوك عام ١٩٤٨ ومنها إلى فلسطين، ليشارك
في حرب فلسطين في ١٩٤٨ وعند عودته من حرب فلسطين أصبح عضواً في القيادة العامة للقوات
المسلحة، وفي ١٩٥١ التحق بدورة عسكرية في دسلدورف بألمانيا حتى عام ١٩٥٦وعاد وانضم
إلى "تنظيم الضباط الوطنيين".
علاقة
"عارف" بـ"عبد الناصر"
بسبب
قراءة "عارف"، المتعمقة للواقع العراقي والتعقيدات الاجتماعية من عقود الهيمنة
الأجنبية للإمبراطوريات التركية والفارسية ثم البريطانية فقد تميز فكر عبد السلام عارف
بمناداته بضرورة الوحدة الوطنية قبل الوحدة القومية، وأن على الوحدة العربية إذا ما
أريد لها النجاح أن ترعى حقوق الأقليات، وقد لاقت دعوته هذه صدى لدى بعض الدول والقادة،
من بينهم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، والذي كان يكن له "عارف" كل الإحترام،
حتى شدد على حتمية الوحدة مع "العراقية- المصرية"، وإتخاذ خطوات جادة لتحقيقها، جاء ذذلك خلال خطابته بالإذاعة والتلفزيون، والتي
كانت مرتجلة في معظمها، خلال المناسبات الرسمية وغيرها، وتميزت بالفعل العلاقات
"العراقية المصرية"إبان عهده.
شارك
في افتتاح السد العالي
دعا
"عارف" لحفل تدشين السد العالي، وكان من المشاركيين في افتتاح السد العالي
مع"عبدالناصر"، وفي خطوة إيجابية أخرى نحو تحقيق الوحدة العسكرية، كمرحلة
أولى، كان هناك إتفاق رسمي قد أُبرم بين "مصر- العراق"، على مرابطة
"جحفل قوة مصرية" في العراق.
مغازلة
عبد الناصر بالمديح
لم يتوقف
الأمر هنا، بل كان "عارف"، يعتقد أنه كلّما تقرب من شخص "عبد الناصر"
ومدحه خلال خطابته، وإنتهج نهجًا شبيًا لأسلوب
قيادته وإدارة الحكم في بلاده، فإنه سينال حب الوطن العربي له، مقارنة بـ"عبد
الناصر".
ولكن
"عبد الناصر"، لم يكن يجامل "عارف" إلا قليلاً في إطلاق تصريحات
مقابلة أو مديح أو ذكر لإسمه في خطاباته، وكان هذا الموضوع حديث الكثير من الناس في
الشارع العراقي، آنذاك.
وفاته
وعلى
إثر اتفاق القوميين وبعض الشخصيات العسكرية على القيام بحركة لقلب نظام حكم عبدالكريم
قاسم وترشيح عبدالسلام عارف لتزعم الحركة وتوليته رئيساً للجمهورية قام عبدالسلام عارف
بحركة تصحيحية في ١٨أكتوبر ، ١٩٦٣ إلى أن توفى أثر سقوط طائرة الهليكوبتر السوفيتية
الصنع في ظروف غامضة والتي كان يستقلها هو وبعض وزرائه ومرافقيه بين القرنة والبصرة
في الثالث عشر من إبريل عام ١٩٦٦ وهو في زيارة تفقدية لمحافظات الجنوب.