روسيا: الكرملين يرسم لـ" تيلرسون" حدود الموضوعات المحرمة

عربي ودولي

تيلرسون
تيلرسون

تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة إلى موسكو؛ مشيرة إلى رفض الخارجية الروسية مناقشة مصير الأسد معه.

               

وصرح مصدر في الخارجية الروسية للصحيفة بأن الجانب الروسي لا ينوي مناقشة مسألة مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد خلال اللقاء مع وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون الذي يزور موسكو. وقال المصدر إن "مصير الرئيس - هو مسألة يقررها الشعب السوري".

 

ومن الواضح أن هذه الحيثية ترخي بظلال من الشك على جدوى زيارة الوزير الأمريكي إلى روسيا، وخاصة إذا إخذنا بالاعتبار أن الهدف الرئيس من زيارته هو إقناع موسكو بالتخلي عن دعم الأسد.

 

ويذكر أن تيلرسون قبل ساعات من توجهه إلى موسكو كان قد صرح في لقاء "مجموعة السبع" في مدينة لوقا الإيطالية بأن على روسيا الاختيار بين الولايات المتحدة والنظام السوري.

 

وقال: "نحن نريد إنهاء معاناة الشهب السوري، وتستطيع روسيا أن تصبح جزءا من هذا المستقبل وأن تلعب دورا مهما، أو أن تستمر في تحالفها مع هذه المجموعة (دمشق وطهران)، التي نعتقد أنها لن تخدم مصالحها في المستقبل البعيد". كما أن تيلرسون أعرب عن ثقته بأن "حكم عائلة الأسد قد بلغ نهايته".

 

ويذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، اتفقا في اتصال هاتفي على ضرورة إجبار الكرملين على التخلي عن تحالفه مع دمشق. وأعلنا أن "الفرصة ملائمة لإقناع روسيا بأن التحالف مع الأسد لم يعد بين مصالحها الاستراتيجية". كما يشير موقع الحكومة البريطانية إلى أن ماي وترامب اتفقا على أن زيارة تيلرسون هي وسيلة لتحقيق تقدم في "تسوية سياسية وطيدة".

 

من جانبها، أشارت الخارجية الروسية، في بيان رسمي بشأن المفاوضات مع تيلرسون، إلى أن الجانب الروسي ليس مستعدا للتنازل عن مصالحه الشرعية، ويعترف فقط بحوار متكافئ، وقالت: "لقد كنا دائما وسنبقى مستعدين لحوار مفتوح وصريح مع الولايات المتحدة بشأن مختلف المسائل، التي تهم العلاقات الثنائية والدولية". كما أشار البيان في الوقت نفسه إلى أن روسيا تأمل أن توافق واشنطن على إجراء تحقيق شامل وموضوعي بشأن استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون السورية، والذي كان سببا لرد عسكري من البيت الأبيض.

 

هذا، وتبين تجربة التعاون بين روسيا وتركيا في شمال سوريا أنه لا يمكن استبعاد أي احتمال لاتفاقات غير علنية. بيد أن الخبراء إزاء ما يتعلق بالحوار الروسي–الأمريكي واثقون من أن: موسكو لم تغير موقفها من مستقبل الرئيس السوري.

 

فقد أوضح نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس أندريه باكلانوف للصحيفة أن "مسألة مصير الأسد - ليست مشكلتنا، نحن كقاعدة لا نناقش هذه المسألة، ونكتفي بتوضيح موقفنا فقط، ولا ندخل في حوار مع أي جهة على مختلف المستويات بشأن هذه المسألة".

 

ويشير الدبلوماسي الروسي إلى الخلفية النفسية السلبية، التي سيجري فيها لقاء تيلرسون، بقوله: "من المتفق عليه في العرف الدبلوماسي، عندما يزور مسؤول رفيع المستوى، خاصة إذا كانت تلك أول زيارة له بعد الانتخابات، أن يتبادل الطرفان إشارات إلى رغبتهما بتطوير العلاقات الثنائية، في حين أن جميع الإشارات المرسلة من الولايات المتحدة كانت سلبية. وهنا يوجد خياران – إما أن هذا دليل على ثقافة مهنية متدنية، أو محاولة يائسة وغبية للضغط على روسيا".

 

كما يشكك خبير روسي آخر بنجاح مفاوضات تيلرسون في موسكو، حيث صرح مدير معهد الولايات المتحدة وكندا فاليري غاربوزوف للصحيفة بقوله: "أنا لا أرى أي تقدم. لقد رأينا عدة مرات كيف كانت مواقفنا بشأن الأسد تتقارب وكيف كانت تنهار". وأضاف: "أنا لا أرى أي احتمالات حتى لتحقيق انفراج على الأقل في حل مشكلة سورية واحدة. قد يحدث شيء ما مشجع كما كان في المحادثات مع جون كيري، بيد أن روسيا والولايات المتحدة بعد الضربة الصاروخية على سوريا ابتعدتا أكثر بعضهما عن بعض".

 

من جانبهم، يشكك خبراء في الولايات المتحدة بنجاح محادثات تيلرسون في موسكو. يقول البروفيسور دانيل سيرفر من مدرسة جونس هوبكنس للدراسات الدولية العليا إن "موسكو تركز اهتمامها على دعم الأسد. أما أمريكا فتؤكد أكثر فأكثر على أن السلام لن يحل ما دام الأسد في السلطة. حتى أن روسيا لم تعترف باستخدام السلاح الكيميائي. لذلك كيف يمكن منع الأسد من استخدامه في المستقبل؟"

 

ومع ذلك يرجح سيرفر أن تتوصل القيادة الروسية وتيلرسون إلى اتفاق بشأن التحقيق في حادثة خان شيخون. ولكن هذا بالنسبة إلى البيت الأبيض ليس خطوة مهمة؛ مشيرا إلى صعوبة التكهن بالأهداف التي تركز عليها الإدارة الأمريكية في المسار السوري.