هل يُشعل معارضي "ترامب" الحرب الأهلية في أمريكا؟ (تقرير)

تقارير وحوارات

دونالد ترامب
دونالد ترامب

استيقظ العالم في مثل هذا اليوم على بداية أكثر الحروب دموية في التاريخ الأمريكي، "الحرب الأهلية الأمريكية" التي راح ضحيتها نحو ٦٢٠ ألف جندي وعدد غير معروف من الضحايا المدنيين، وانتهت في ١٣ مايو ١٨٦٥، وترتب عليها إنهاء الرق في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

أربعة أعوام وشهر، عمر الحرب التي وقعت بين الولايات الأمريكية، التي اندلعت بين الولايات الجنوبية و الولايات الشمالية، حيث أن ولايات الجنوب لم ترغب في أن تأمرهم ولايات الشمال بما يفعلوه أو بصناعة قوانين لا يريدونها، و نتيجة لذلك ، قررت العديد من ولايات الجنوب الإنفصال و إنشاء دولة خاصة بهم تسمى الكونفدرالية، لكن الشمال، كان يريد البقاء كـ بلد موحد واحد؛ و هكذا بدأت الحرب.

 

أحداث قبل الحرب

كانت للحرب الكثير من البوادر، والتي بدأت من أجل إلغاء العبودية، حيث حاول جون براون بدء ثورة العبيد من خلال الإستيلاء على ترسانة هاربرز فيري، وإنهارت انتفاضته بسرعة و تم شنقه بتهمة الخيانة.

 

وفي 6 نوفمبر انتخب ابراهام لنكولن رئيسًا للجزء الشمالي من البلاد، وأراد أن يضع حداً للعبودية، و لكن ولايات الجنوب لم يريدونه رئيساً ولا أن يصنع قوانين يمكنها أن تؤثر عليهم.

 

وبعدها في 20 ديسمبر 1860، انفصلت ولاية كارولينا الجنوبية،  وأصبحت أول ولاية تترك الولايات المتحدة، وقررت الاستقلال كجزء من الولايات المتحدة الأمريكية، و خلال أشهر قليلة، عدة ولايات أخرى من بينها جورجيا و ميسيسيبي و تكساس و فلوريدا و ألاباما، لويزيانا، قاموا أيضًا بالإنفصال.

 

وفي 9 فبراير 1861، أنشأت ولايات الجنوب دولتهم الجديدة و سموها (الولايات الكونفدرالية الأمريكية)، و كان جيفرسون ديفيس هو رئيسهم.

 

بداية الحرب

وفي 4 مارس، بدأت نوايا "إبراهام لنكولن" تظهر في إرادة استعادة الاتحاد، والقضاء على انفصال الولايات، لترد عليه ولايات الجنوب في 12 ابريل 1861، بمهاجمة حصن "سمتر" في ولاية كارولينا الجنوبية لتبدأ الحرب.

 

وخلال فترة قصيرة من الزمن، تركت عدد من ولايات الجنوب، اتحاد الولايات المتحدة للإنضمام إلى الكونفدرالية، ليرد الأول بقيادة "إبراهام لنكولن" في 19 ابريل 1861، ليعلن حصار الاتحاد حيث قامت القوات البحرية حجب إمدادات الاتحاد من دخول أو مغادرة الكونفدرالية لإضعافهم.

 

انتهاء الحرب

وفي الأول من يوليو 1863، وقعت معركة كبرى بين الشمال والجنوب، انتهت بفوز الأولى، وفي سبتمبر 1864، واحتل الجنرال شيرمان  مدينة أتلانتا بولاية جورجيا. و في نفس العام قام بـ مسيرة إلى البحر و إحتل سافانا بـ ولاية جورجيا، و في طريقه دمر و حرق الكثير من الأراضي التي مر جيشه من خلالها.

 

وفي الرابع من إبريل 1865، اعلن الجنرال لي، زعيم جيش الكونفدرالية، استسلامه الجنرال أوليسيس جرانت، لتنتهي الحرب الأهلية بخسارة ولايات الجنوب.

 

نتائج الحرب

كان للحرب الأهلية عدة نتائج، تراوحت بين المكسب والخسارة، فعلى مدار عامي (1862، 1963) بعد بدء الحرب، وقعت العديد من المعارك التي توفي على إثرها الكثير من الجنود، وفي الأول من يناير 1863، الرئيس لينكولن أصدر أمراً تنفيذياً بـ تحرير العديد من العبيد.

 

وفي نهايتها، انتهت العبودية فعليا في الولايات المتحدة في عام 1865 عندما استسلمت الجيوش الكونفدرالية، وأفرج إعلان تحرير العبيد عن جميع العبيد في الكونفدرالية، والذي نص على أن العبيد في المناطق الكونفدرالية أحرارا، كما أفرج عن العبيد في الولايات الحدودية والأجزاء التي يسيطر عليها الاتحاد بقانون الولاية (في 6 ديسمبر، 1865).

 

وفي 14 ابريل 1865، اغتيل الرئيس لينكولن، حيث تم اطلاق النار عليه، في مسرح فورد، وتم قتله على يد جون ويلكس بوث، بعدها تم احتلال الجنوب من القوات الاتحادية الجنوبية لإعادة بناء حكومات الولايات والاقتصادات والبنية التحتية، واستمر ذلك من عام 1865، لـ1877.

 

هل يشعل معارضي ترامب الحرب الأهلية في أمريكا؟

وفي محاولة ربط بين ذكرى الحرب الأهلية الأمريكية، ظهرت الكثير من التوقعات لتجديد حدوث حرب أهلية في عهد الرئيس الامريكي الحالي "دونالد ترامب" على خلفية شعبيته الضئيلة، واشتباكات معارضيه مع مؤيدينه، حيث توقع الكثيرون وقوع حرب أهلية في عهده.

 

ومن جانبه أكدت نهى أبو بكر، خبيرة العلاقات الدولية، ومختصة بالشأن الأمريكي، أن معارضة ترامب لن تخلق حرب أهلية، حيث أن الحرب الأهلية نتج عنها اوضاع ومؤسسات عملت لسنوات لمنع تكرار الحرب الأهلية، مشيرة إلى أن تلك المؤسسات تعمل على توازنات فيما بينها، لن تسمح بقيام حرب اهلية مرة أخرى.

 

ولفتت أبو بكر، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن المؤسسات هي من يعارض ترامب، موضحةً أنها متمثلة في "الكونجرس، القضاء، مراكز الفكر"، مشددةً على أن تلك المؤسسات ستعارض وتهدم أي لمحاولة لإشعال حرب أهلية في أمريكا.