على غرار دول غربية.. هل ستمنح مصر السيدات إجازة مدفوعة الأجر أثناء الدورة الشهرية؟

تقارير وحوارات

الدورة الشهرية -
الدورة الشهرية - تعبيرية


اتجهت أنظار معظم دول العالم، إلى العناية بالمرأة ومنحها إجازة مدفوعة الأجر، أثناء الدورة الشهرية، نظرًا لمعانتها الشديدة خلال تلك الفترة، حيث تبحث إيطاليا تشريع قانون يمنح المرأة إجازة رسمية مدفوعة لمدة 3 أيام شهريًا بسبب آلام الدورة الشهرية التي تعاني منها، وبالنظر إلى مصر، فقد طالبت بعض الفتيات بمنحهن إجازة مدفوعة الأجر، ولا يعارض الشباب الأمر، في ظل غياب لدور مجلس النواب حول الشأن.

وتشير البحوث إلى أنه حول العالم، تعاني واحدة من كل عشر نساء من تشنجات الحيض، المعروفة طبيًا باسم "عسر الطمث"، ما يُعيق أنشطة المرأة اليومية بسبب شدة الألم.

إيطاليا
تبحث إيطاليا تشريع قانون يمنح المرأة إجازة رسمية مدفوعة لمدة 3 أيام شهريًا بسبب آلام الدورة الشهرية التي تعاني منها، هذا الاقتراح لقي ترحيبًا وانتقادات على حد سواء، والآن الجميع ينتظر تصويت البرلمان.

وتسعى إيطاليا التي تعرف بقوانين العمل المناصرة للمرأة، لتكون الدولة الأولى بأوروبا الغربية التي تمنح إجازة "آلام الدورة الشهرية" لمدة 3 أيام مدفوعة شهريًا، إذ يناقش برلمانها إمكانية الموافقة على هذا القانون الذي سيحسم خلال الأشهر القادمة.

 الصين
ووافقت الصين على منح النساء إجازة شهرية مدفوعة الأجر للنساء أثناء فترة الطمث، إذا كن يعانين من تشنجات الحيض الشديدة، ويأتي ذلك عن طريق تقديم شهادة من المركز الطبي عن الحالة الصحية لها في فتره الحيض.

ووفقًا لـ"الاندبندنت"البريطانية، أن هذا القرار من جانب الصين يؤكد أن العالم يتجه إلى الحفاظ على حقوق المرأة المُهدرة وتقديرها.

وأقرت مقاطعة انهوى الصينية، لوائح جديدة تسمح للعاملات اللاتي يعانين من آلام الحيض الشديد، بالحصول على إجازة مدفوعة ليوم أو يومين من كل شهر بعد تقديم شهادة طبية.

 الهند
وتأتي الهند في مقدمة هذه البلدان التي بدأت العمل بموجب هذا القانون منذ عام 1947، وفقاً لمجلة "شتيرن" الألمانية، بالإضافة إلى بعض مناطق الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وإندونيسيا وبعض الشركات الخاصة مثل (Nike).

 بريطانيا
تعتزم شركة بريطانية تفعيل "سياسة الدورة الشهرية" تمنح بموجبها النساء إجازة خلال فترة الدورة الشهرية، وتهدف المبادرة الجديدة إلى التعرف على الاحتياجات الطبيعية للمرأة العاملة من أجل خلق مناخ عمل أكثر سعادة وإنتاجية.

 وربما تكونCoexist هي الشركة الأولى من نوعها التي تطلق مثل هذه المبادرة، وفق تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية.

وتريد مديرة الشركة بيكس باكستر، التي يعمل لديها 31 موظفًا – من بينهم 7 من الرجال – ضمن مجموعة (Coexist)، أن تغير من الحساسية التي تحيط بقضايا المرأة الخاصة.

 بيكس، البالغة من العمر 40 عامًا، قالت إنها عملت على مدار السنين بإدارة العديد من العاملات، ورأت نساءً يعملن رغم تعرضهن لآلام شديدة ناجمة عن الدورة الشهرية، ورغم ذلك، يشعرن بأنهن لا يستطعن العودة إلى المنزل لأنهن لا يعتبرن أنفسهن مريضات.

وتابعت أن "هذا أمر غير مُنصف، ففي مجموعة Coexistنحن متفهمون للغاية، حينما يتعرض شخص ما لآلام – أيًا كان نوعها – يتم تشجيعه على العودة إلى المنزل، كنا نحتاج إلى سياسة تسمح للمرأة بالحصول على إجازة خلال الدورة الشهرية دون وضع ذلك الأمر في إطار مرضي".

واستطردت بيكس بقولها: "هناك مفهوم خاطئ يتمثل في أن الحصول على الإجازة يقلل من الإنتاجية، والواقع أن الأمر يتعلق بتحقيق التوافق بين العمل والدورات الطبيعية للجسم البشري".

 اليابان
أما في اليابان فقد بدأ النساء يحصلن على هذه الإجازة الشهرية منذ عام 1947، ولم تكن اليابان الدولة الوحيدة التي تقر هذه الإجازة الشهرية للنساء، بل هناك دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وكذلك تايوان.

 
إندونيسيا
وفي إندونيسيا فنادرًا ما تحصل المرأة على هذه الأيام إلا إذا كان الوضع أصعب من ذلك.

مصر
وفي مصر، تأمل جميع السيدات، في الحصول على إجازة مدفوعة الأجر، أثناء الدورة الشهرية، ولكن الأمر مختلف، فهنا لا توجد أي مناقشات حول الموضوع، ولم يعبأ بها أحد.
 

فتيات مصريات يطالبن بالتطبيق
أسماء السيد، البالغة من العمر 24 عامًا، تقول "يجب أن يطبق قرار منح المرأة إجازة مدفوعة الأجر في مصر نظرًا للظروف الصحية والنفسية التي تمر بها المرأة خلال هذه الفترة، كما يجب أن تأخذ راحة من العمل".

 وتابعت أسماء؛ "ولو تم تطبيقه إذا كان عندي القدرة على ممارسة عملي سأعمل وإن لم يكن لدي القدرة فسأحصل على الإجازة".

أما هنا موسي البالغة من العمر 23 عامًا؛ طالبت بتطبيق القرار، لأنه تعب جدًا اشتغل وأنا في فترة الدورة الشهرية، ومضطره انزل شغلي عشان ميتخصمش من المرتب".

 الرجال لا يعترضون على منح المرأة إجازة
أما عن رأي الشباب حول منح السيدات في مصر، إجازة مدفوعة الأجر أثناء الدورة الشهرية، فيقول محمد حسين البالغ من العمر 30 عامًا؛ "أنا مراتي بتشتغل في الأعياد الرسمية، والشركة اللي هي شغالة فيها بتنزلها في المناسبات، وده حصل السنة الماضية".

وتابع حسين؛ "مصر عاوزة ناس شغالة الـ٢٤ ساعة"، مرحبًا بتطبيق القرار حال مناقشته في البرلمان المصري.

 وأشار سيد محمد البالغ من العمر 35 عامًا، إلى أهمية إعطاء المرأة عناية خاصة، كباقي الدول، ومنحها حقها، لافتًا إلى أنه لا يعارض منح المرأة إجازة مدفوعة الأجر، ولكن في حالة الضرورة القصوى.

جدل في البرلمان المصري
وبسؤال النائبة غادة العجمي، عضو مجلس النواب، حول إمكانية اتجاه أنظار أعضاء مجلس النواب، لإقرار مشروع قانون يمنح المرأة إجازة مدفوعة الأجر أثناء فترة الدورة الشهرية، أكدت أن الأمر سيكون محل جدل حال عرضه على البرلمان.

وأضافت العجمي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنها وباقي نائبات البرلمان يمثلن فئة السيدات تحت القبة، لافتةً إلى أن الفكرة ليست مطروحة حاليًا، في ظل القضايا والأزمات الموجودة على الساحة.

وأشادت عضو مجلس النواب، بالمرأة المصرية وقدرتها على تحمل الألم والتفاني من أجل بيتها ووطنها.

وأشارت العجمي، إلى أن مشروع القانون لمنح السيدات إجازة مدفوعة الأجر، في هذه الحالة سيشكل جدلًا واسعًا، خاصة لاختلاف الأيام المخصصة للدورة الشهرية من سيدة لأخرى، مؤكدة أنها لم ترحب بالأمر ولن تعارضه.

فيما اعترضت نائبات أخريات على طرح فكرة إجازة مدفوعة الأجر، بدافع أن ذلك سيؤثر على الإنتاج، في حين أكدوا أن من تريد الحصول على قسط من الراحة أثناء فترة الدورة الشهرية، فلتطلب إجازة بدون راتب.