حكاية أول صورة فوتوغرافية في التاريخ لـ"نيبسي".. الأب الروحي للتصوير
لم يكن العالم يعرف التقاط الصور الفوتوغرافية، قبل عام 1826، حينما التقط المصور الفوتوغرافي الفرنسي نسيفور نيبسي، أول صورة فوتوغرافية أبيض وأسود، وكانت من نافذة عائلته لمنظر الحديقة الخارجية وبعض المباني، وعرض اللوح المطلي بمادة البيتومين للضوء لمدة ثماني ساعات كاملة؛ أدى ذلك لظهور ضوء الشمس بجهتي الصورة، ليلقب "نيبسي" بالأب الروحي للتصوير الفوتوغرافي.
بداية التصوير
وكانت أوّل صور فوتوغرافية مقدّمة من قبل الفيلسوف الصيني مو تي، وجاء بعد ذلك كلٌّ من أرسطو وإقليدس اللذين قاما بوصف الكاميرا التي تمتلك ثقوبًا خلال القرن الخامس الميلادي.
توماس ويدجوود
وبحلول عام 1800 قام توماس ويدجوود بمحاولات لالتقاط صورٍ عن طريق مادّة حساسة للضوء؛ وهي عبارة عن ورق أبيض مع نترات الفضة، وتمكّن من التقاط ظلال الأشياء الموضوعة على السطح في ظلّ وجود ضوء الشمس المباشر.
التصوير بالكاميرا
خلال عام 1816م قام نسيفور نيبسي باستخدام ورقةٍ مُغلّفة مع كلوريد الفضة، وعلى الرغم من أنّه نجح في التصوير باستخدام كاميرا مصغرة إلّا أنّ لهذه الصور سلبيات عديدة.
نيبسي يصنع كاميرا حساسة للضوء
وفي عام 1826م، صنع نيبسي كاميرا مصنوعة على ورق مصقول، ومادة حساسة للضوء، وطبقة رقيقة من القار، واستخدم معها زيت اللافندر، ووضعت الكاميرا على سطح بيوتر لكي تجف قبل الاستخدام.
أول صورة أبيض وأسود
وتعتبر أول صورة فوتوغرافية أبيض وأسود في عام 1826 على يد الأب الروحي للتصوير الفوتوغرافي الفرنسي، نيبسي، وكانت من نافذة عائلته لمنظر الحديقة الخارجية وبعض المباني، وعرض اللوح المطلي بمادة البيتومين للضوء لمدة ثماني ساعات كاملة؛ أدى ذلك لظهور ضوء الشمس بجهتي الصورة.
ويشار إلى أن نيبسي عالم لم تخفَ عليه بعض الخدع في قياس حساسيّة الضوء على الأجسام.
واستطاع نيبسي من خلال تجربته تلك أن يلتقط جميع الظلال والحركات التي حدثت في منطقة التصوير، وهو ما يظهر واضحًا في عدم منطقية ظلال الصورة.
وكان العالم الفرنسي يجري تجارب عديدة عندما تمكـّن لأول مرة من التقاط أول صورة فوتوغرافية على أحد الأسطح العالية الحساسية للضوء.
أول صورة شمسية في الإسكندرية
وفي 4 نوفمبر 1839، التُقطت أول صورة شمسية في قارة أفريقيا بأكملها، وكان ذلك في مدينة الإسكندرية، وكانت للوالي محمد علي في قصره وهو وسط حاشيته.
وقد سبّبت هذه اللقطة بالآلة الجديدة انبهارًا لكُل الحاضرين، فعند رؤيتها قالوا: إن هذا من عمل الشيطان.
حيث كان وقتها الرحالة والرّسامون يطوفون البلاد بريشاتهم وألوانهم، لمدة أيام وأسابيع طويلة، لنقل النقوش التي تُزين جدران المعابد والمسلات المصرية.
كانت تلك النقوش تنقل انطباعات الرحالة والرّسامون الأجانب عن الحياة في مصر بكُل ما فيها من متناقضات، في تلك الأيام ظهر اختراع آلة حديثة، فبدلًا من تسجيل المشاهد اليومية بالريشة والألوان، تم تسجيلها بتلك الآلة، لتُصبح صورة طبق الأصل من الأثر أو المشهد، دون الحاجة إلى الرسم والتلوين، وفقًا لما روته الكاتبة، سوزان عابد في مدونة حكايات مصرية.
مصر تحظى باهتمام المصورين
وفي سنة 1839، اخترع جاك ماندية داغير آلة التصوير الشمسي في فرنسا، وكانت مصر من أول البلدان التي حظيت باهتمام المصورين الجدد، فجاء جحافل من المصورين لالتقاط الصور النادرة بتلك التقنية الحديثة نسبيًا.
ومن أوائل المصورين الفوتوغرافيين الذين جاءوا إلى مصر، كان هوارس وفرنيه، كما استطاع مصور يُدعى مكسيم دوكان، أن يلتقط صورًا نادرة لواجهة معبد أبوسمبل، حيث تعلوه الرمال حتى يكاد يكون مدفونًا بأكمله، وأخرى لأهرامات الجيزة وأبوالهول.
أول صورة ملونة
أما عن أول صورة ملونة في التاريخ أخذت في عام 1861م، وذلك على يد عمل مشترك بين العالم الاستكلندي، James Clerk Maxwell، والمصور، Thomas Sutton، وتم تصوير قطعة قماش من الطرطان على ثلاثة صفائح مُضيفة إليها ثلاث تأثيرات الأحمر والأخضر والأزرق، لتعرض بعد ذلك عبر ثلاثة أجهزة تحمل نفس ألوان الصور، لتنتهي بوضع ورق التصوير السلبي لحفظ الصورة الناتجة.