كيف تواجهين حجج طفلك للتهرُّب من المذاكرة؟

الفجر الطبي

التهرب من المذاكرة
التهرب من المذاكرة


مما لا شكَّ فيه أنَّ جميع الأطفال يحاولون الهرب من القيود، ويعتقدون دائماً بأنَّ الواجبات المدرسيَّة والمذاكرة هي أسوأ القيود، ففي الوقت الذي يقضي فيه الطفل ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز من دون الشعور بأي كلل أو ملل، نجده وقت المذاكرة يشعر بالتعب، ويبدأ باختلاق الحجج كالتظاهر بالجوع أو الرغبة بالنوم أو حتى التحجُّج بأنَّ عليه التزام آخر ليفعله. فما هي العوامل والأسباب التي تجعل الطفل يتهرَّب من المذاكرة؟ وكيف يمكن زيادة دافعيَّته للتحصيل والدرس؟

الاختصاصيَّة النفسيَّة وئام العمري تُخبرنا أنَّ هروب الطفل من أداء واجباته المدرسيَّة والمذاكرة إشارة إلى فقد الرغبة أو ما تُسمى بالدافعيَّة للتعليم والإنجاز، فـ"الدافعيَّة" تعتبر المحرك الأساسي لسلوك كل فرد والمساعد الأول على استمرار هذا السلوك وتوجيهه لهدف ما، فمن هنا علينا البحث في العوامل المسبِّبة لضعف هذه الدافعيَّة.

• فما العوامل التي تتسبب في ضعف هذه الدافعيَّة أو فقدها؟ وما هي المشكلات الأخرى التي تجعل الطفل يتهرَّب من المذاكرة؟

- وجود الطفل في بيئة تفتقر للأمن والاستقرار تشوبها العديد من المشكلات الأسريَّة والزوجيَّة.

- التدليل واللين الزائد في التعامل مع الطفل يولد لديه الاتكاليَّة في إنجاز المهام المفروضة عليه.

- الضغوطات والنقد المستمر للطفل تجعله يستخدم الهروب من المذاكرة كوسيلة عقاب لوالديه.

- التوقعات المرتفعة من المحيطين بالطفل، التي تفوق قدراته وتشكل عبئاً عليه.

- المشكلات المدرسيَّة المختلفة، بالإضافة لعدم حرص الأسرة على معرفة ما يواجهه الطفل في المدرسة من قسوة المعلمين أو الزملاء.

- انخفاض تقدير الطفل لذاته وامكاناته المختلفة.

- المشكلات الجسديَّة والنمائيَّة التي قد يعاني منها الطفل.

• فكيف يمكن زيادة دافعيَّة الطفل للمذاكرة وعلاج المشكلات التي تدفعه لاختلاق الحجج والتهرب منها؟

تنصح العمري بضرورة منح الطفل الأمن والحبَّ والشعور بجو أسري مستقر، وذلك بإيجاد الحلول للمشكلات الأسريَّة وتقبل الطفل بحسب قدراته، فلا نجعل من إنجاز المهام شرطاً لمحبتنا له.

- معالجة المشكلات النفسيَّة التي قد يمرُّ بها الطفل نتيجة لأسباب مختلفة، مع الحرص على حلِّ المشكلات الجسديَّة التي يعاني منها.

- زيادة ثقة الطفل في نفسه ليصبح قادراً على الإنجاز والعطاء بصورة أفضل.

- منح الطفل وقتاً كافياً للقيام بما يحب وإنجاز الأنشطة المفضلة لديه، كما ينصح بتخصيص أيام للعب والتنزه مع الأسرة بعيداً عن المذاكرة.

- قد تكون بعض المواد الدِّراسيَّة أو الطريقة المستخدمة في تعليمها لا تلائم قدرات الطفل. لذلك يمكن استخدام الوسائل المحبَّبة له في التعليم.

- استغلال ما يحبه الطفل في إيصال المادَّة العلميَّة كمشاهدة الفيديو أو الرسومات التوضيحيَّة وما شابه ذلك.

- استخدام المكافأة والتعزيز بنوعيه المادي المحسوس، والمعنوي عند إنجاز الطفل واجباته المدرسيَّة.

- كلما كان الأسلوب المتبَّع في المنزل قائماً على حبِّ التعليم والإنجاز، أصبح الطفل كذلك، فهو يقتدي بمن حوله.

- تهيئة الطفل قبل دخوله المدرسة، فليس من الطبيعي أن يتقبل الطفل التغيير المفاجئ بعد أن كان يقضي يومه دون التزام ثمَّ يجبر على إنجاز مهام بشكل يومي ومستمر.

- استخدام أسلوب التفاهم والمشاورة في التعامل مع الطفل والابتعاد عن أسلوب الأمر والإجبار معه.