أردوغان يسير على نهج الإرهابيين ويتوعد أوربا.. وخبراء أردوغان أصبح "مسعورا" على السلطة

عربي ودولي

بوابة الفجر

لا يزال أردوغان مستمرا في هرائه الذي يبدو أنه سيتخذ العديد من الحلقات، التي يبدو أنها ستنتهي بأزمة كبرى، بدأت مع حرب تصريحات بينه وبين العديد من الدول الأوروبية، إثر منعها فعاليات التعديلات الدستورية، الى أن وصلت لمرحلة خطيرة للغاية، انتقل معها اردوغان إلى وعيد "أردوغاني" تضمن تهديدات بالإرهاب

لن تسيروا بأمان
هكذا نطق بها أردوغان، فهو كما يبدو أنه لم يطلقها تجاه مجموعات ارهابية، ولكنه حذّربها، الأوروبيين في أنحاء العالم بأنهم لن يتمكنوا من السير بأمان في الشوارع إذا استمر موقفهم الحالي من بلاده، قائلا "إذا استمرت أوروبا على هذا المنوال فلن يتمكن أوروبي في أي جزء من العالم من السير بأمان في الشوارع، ونحن نطالب أوروبا باحترام حقوق الإنسان والديمقراطية" وفق تعبيراته.

تطاول متكرر
وقبل هذا التصريح، يستمر أردوغان في تكرار هجومه، فمنذ البارحة، سجل أيضا هجوما جديدا، حيث أكال الاتهامات لألمانيا، واتهمها بالفاشية والقاسية، وأنها اليوم تشبه ما كانت عليه قبل الحرب العالمية الثانية، معلنًا في الوقت ذاته أن تركيا قد تراجع بعد استفتاء أبريل علاقاتها مع أوروبا، مشددا أن تركيا لم تعد تتقبل ضغوطًا لاعتبارات تتصل باتفاق المهاجرين الذي تم التوصل إليه لمنع المهاجرين غير الشرعيين، من العبور إلى اليونان مقابل مساعدات مالية وتسريع محادثات العضوية في الاتحاد الأوروبي، معلقا على العضوية بقوله "عملية العضوية في الاتحاد الأوروبي لم تعد تهدد تركيا"، مضيفا أن بلاده لن تسمح من الآن فصاعدًا لأي أوروبيين على أراضيها بالتجسس تحت ذرائع مختلفة.

النازية تحيا من جديد
ولم ينطبق الأمر على حرب التصريحات التي أطلقها أردوغان اليوم، بل بالتزامن مع ذلك، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، إن الخلاف مع الدول الأوروبية بشأن منع وزراء أتراك من مخاطبة تجمعات، ساعد الأتراك في أوروبا على فهم أفضل للتعديلات الدستورية التي يقترحها الاستفتاء، مشيرا إلى أن أوروبا تعيش إحياء جديدا للنازية والعنصرية، قائلا "وقع خطى النازية الجديدة والعنصرية المتطرفة" يسمع في أوروبا.

واستمر قورتولموش، بإطلاق تصريحاته العدائية، متهما أوروبا، حيث أكد إن تركيا تستخدم الاستعارات بشأن الفاشية لأنها تخشى أن تنسى الدول الأوروبية تاريخها وتسقط في فخ النازية مرة ثانية.

ليس مرحبا بأردوغان
من جهته، أعرب راينر هاسلوف، العضو في الائتلاف المحافظ الذي تتزعمه ميركل، ورئيس وزراء ولاية ساكسونيا، عن غضبه تجاه ما قاله أردوغان، مشيرا إلى أنهم يرحبون بمن يتناقش معهم كضيوف، لكن ذلك لا يشمل الحملات الانتخابية ولا يشمل بالأخص أشخاصًا يشوهوننا كأمة، قائلا "هؤلاء الذين يقارنوننا بالنازيين غير مرحب بهم.. هذا غير مقبول"، مشيرًا إلى أن برلين لا يجب أن تعتمد على حكومات محلية أو حكومات الولايات في اتخاذ قرارات بشأن زيارات الساسة الأتراك كما فعلت حتى الآن..

طفح الكيل من الرئيس التركي
وفي ذات السياق، قال فولكر بوفير، حليف للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تجاوز الحد بمقارنة حكومة ألمانيا بالنازيين، وأنه لم يعد موضع ترحيب في البلاد، قائلا "طفح الكيل من السيد أردوغان وحكومته غير مُرحب بهم في بلادنا ويجب فهم ذلك الآن" وتابع " شخص يهيننا بهذه الطريقة لا يتوقع أن نجمع آلاف أفراد الشرطة لحمايته"

الاتحاد الأوروبي: تركيا تبتعد كثيرا عن حلم الإنضمام للاتحاد

من جهته قال مفوض الاتحاد الأوروبي يوهانس هان لصحيفة بيلد، إن آفاق انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ستكون غير واقعية، على نحو متزايد ما لم تغير مسارها وتتوقف عن الابتعاد عن القيم الأوروبية، مضيفا "أن الاتحاد الأوروبي عبَر مرارا عن مخاوفه بشأن المسار السلطوي المتزايد للرئيس أردوغان".

وأوضح أن التهديدات لا تصنع السياسات بأي حال من الأحوال، فهي تجعل الحوار المنطقي مستحيلًا، حسب تعبيره.

اردوغان يرى في نفسه شرطي أوروبا
ويعلّق محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، والمتخصص في الشأن التركي، بقوله إن ما يفعله الرئيس التركي، يأتي من أخطر الأمور تماما، مشيرا إلى أن أردوغان يهدد بتلك التهديدات في إطار تحكمه بملف اللاجئين، والذي يهدد أمن أوروبا بالدرجة الأولى.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن اقبال أردوغان غير المسبوق على تلك التصريحات والتهديدات، هو استشعاره ارهاب اوروبا وتهديد أمنها، لافتا إلى أنه يرى في نفسه شرطي أوروبا الجديد للحماية من الإرهاب واللاجئين والمهاجرين.

وبيّن أن تركيا تمارس دور ابتزاز أوروبا، حيث تناور بأوراق تسليم معلومات عن الذئلب المنفردة، والتي تنطلق من تركيا الي أوروبا قادمة من سوريا والعراق، قائلا "ما قصده اردوغان اليوم هو التذكير بملفات القوة وأوراق اللعبة التي يتحكم بها في مواجهة أوروبا، والتي تأتي ما بين الابتزاز والمساومة".

يمارس الإرهاب
وفي ذات السياق أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن هذه التصريحات تعبر بالفعل عن واقع أردوغان الحقيقي، وهو تمرسه في التعامل مع الإرهاب، وهو ما يؤكد أيضا بأنه أساس دعم الإرهاب في المنطقة.

وشدد اللاوندي، على ضرورة أن تتصدى القوى الأوروبية لأردوغان، لافتا إلى أن من يدعم الإرهاب لا يمكن أن يكون مصدقا في أي شئ على الإطلاق.

وأوضح أن اردوغان أصبح "مسعورا" على السلطة منذ وقوع الإنقلاب، والذي أدى إلى انهياره معنويا تماما، مما جعله يلتفت إلى اتخاذ كافة السبل لأن يكون صاحب الكلمة الأولى والشخصية الوحيدة في تركيا، ولذا يسعى بكل سبيل لاقرار التعديلات الدستورية التي ستجعله يمتلك كرسي الرئاسة التركية وليس مجرد رئيس.