وزير الخارجية: مصر على أتم استعداد لإنجاح القمة العربية المقبلة
أكد وزير الخارجية، سامح شكرى، أن القضية الفلسطينية هى من الأولويات الأولى لمصر والأردن، وقال إننا نعمل مع الأشقاء فى السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس، محمود عباس أبو مازن، للوصول إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي المحتلة، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده، مساء اليوم الخميس، مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، فى ختام جلسة المباحثات التي عقدت بقصر التحرير.
وقال شكرى، إنه ناقش مع وزير خارجية الأردن، العلاقات الثنائية والاهتمام المشترك بتدعيمها والارتقاء بها بشكل يلبي طموحات الشعبين، وأن تصب فى مصلحة كل منهما بشكل متوازن ومتكافئ.
وأوضح انه تم ايضا بحث القضايا الإقليمية والتحديات القائمة، وتم خلال المباحثات مرة أخرى التأكد من التوافق فى الرؤى حول هذه القضايا وكيفية معالجتها، والتحديات التى تواجه البلدين، وعلى رأسها الإرهاب، وضرورة العمل المشترك لمقاومة هذه الظاهرة، وأيضا من خلال عضويتنا فى الائتلافات المتعددة التي تستهدف هذه الظاهرة البغيضة.
وأضاف إننا نتطلع إلى القمة العربية القادمة "الهامة"، ونثق أن المملكة الاردنية بقيادة الملك عبدالله الثاني، سوف تضطلع بهذه المسئولية بما تستوجبه من الناحية التنظيمية أو الموضوعية، وانها فرصة لاسهام الاردن والملك، فى إطار دعم التضامن العربي والعمل العربي المشترك للحفاظ على الأمن القومى العربى والنهوض بالعلاقات فيما بين الدول العربية الشقيقة.
وشدد شكرى، على أن مصر على اتم استعداد ان تسهم بكل جهد لإنجاح القمة، وهناك ثقة من نجاحها بفضل رعاية ملك لها.
وحول القرار الجمهورى الذى صدر من الرئيس، عبد الفتاح السيسى، بشأن إنشاء بعثة دائمة لمصر داخل الناتو، قال شكرى إن مصر لها علاقات لسنوات مع الناتو فى إطار منظمة لها أهميتها لمكوناتها المختلفة من الأعضاء، وتأثيرها على السلم والأمن الدولي.
وأضاف، أن للمنظمة القدرة على تعزيز القدرات المصرية فى مجالات عديدة، خاصة فى ضوء ما نواجهه من مخاطر مشتركة، مثل الإرهاب، وقضية الهجرة غير الشرعية، ونستفيد من هذه البرامج لتعزيز القدرات وما توفره المنظمة فى هذا الشأن من توفير الامكانيات التى نستفيد منها لأداء المهام التي تضطلع بها، وتطلع بها الأجهزة المصرية بكفاءة أكبر، فكان من الطبيعي أن تتطور هذه العلاقة لتأخذ طابع أكثر رسمية فى إقامة تمثيل دبلوماسى، وان يكون هناك سفير معتمد لدى المنظمة من أجل التنسيق والتعاون، وتكون قناة للحوار حتى نستطيع من خلالها أن نطرح الرؤية المصرية إزاء القضايا الدولية والإقليمية المطروحة، وكيفية معالجة هذه القضايا، ونقل ذلك إلى أعضاء المنظمة فى هذا الإطار.
وفيما يتعلق بالقمة العربية المرتقبة، والتي من المتوقع أن تأتي بثمارها على تطلعات الشعوب العربية، قال شكرى، إن كل ما هو صادر عن القمة نظرا لمستوى مشاركة القادة العرب له وقعه والاهتمام حوله، سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى، وكلها قضايا ذات الاهتمام الرئيسى على النطاق الدولى .
وأضاف، إننا نأمل كلما ازداد التوافق فيما بين الزعماء العرب بالنسبة لكيفية معالجة هذه التحديات والقضايا، كلما ساهم ذلك فى إيجاد الحلول العملية والخروج من المأزق الحالى فى استعادة الاستقرار والحفاظ على الأمن القومى العربى .
وحول أبرز الملفات المطروحة على القمة العربية، قال شكري، إن كل الموضوعات هي محل اهتمام من القادة العرب في مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، والحفاظ على الأمن القومي العربي، وتعزيز التضامن العربي، كما أن المشاورات التي ستجرى اتصالا بالحفاظ على الأمن القومي، والتعامل مع التدخلات في الساحة العربية من قوى من خارج المنطقة العربية ونتطلع أن تكون القمة فرصة للحوار العميق والمتعمق بين الزعماء العرب، وصولا لرؤية مشتركة للانتهاء من هذه الأزمات حماية للشعوب العربية، مؤكدا الاتفاق مع قاله الوزير الصفدي، فيما أكد أن الأوضاع في سوريا كارثية، ويجب التوافق والعمل لتعزيز العملية السياسية، وفقا لمخرجات الشرعية الدولية والحوار القائم في جنيف، بما يسهم في التوصل للنتائج المرجوة، والحفاظ على سوريا دولة عربية لها سماتها في منظومة الأمن القومي العربي.
ومن جانبه، أعرب وزير خارجية الاْردن أيمن الصفدي، عن شكره على ما لاقاه من حسن ضيافة وكرم في الاستقبال، وقال نحن في رحاب مصر أرض الكرم والطيبة والعروبة، معربا عن سعادته بوجوده في القاهرة، لأن مصر هي الركن الأساسي للاستقرار العربي، ودورها أساسي ومحوري، يزداد في ضوء التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي.
واشار انه في هذا الوقت بالذات يتأكد الدور المصري في حماية الأمن العربي من كل ما يتربص به من تحديات، مؤكدا أن التنسيق مع مصر عمل أساسي وضروري من أجل التشاور والتنسيق والعمل لمواجهة التحديات، وأن العلاقة الوثيقة التي تربط، الملك عبدالله، والرئيس السيسي، تدعم أن يكون هناك مزيد من التنسيق والتشاور المستمر، كما أن العلاقات المصرية - الأردنية تاريخية ومتجذرة، مشيرا إلى الحرص على بناء العلاقة في توجيهات قائدي البلدين منذ القمة التي عقدت مؤخرا بالقاهرة.
وقال الصفدي، ان منطقتنا تواجه ظروف صعبة في ضوء استمرار الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة للأزمة في سوريا وليبيا، وأن التحديات الحالية لن نستطيع التعامل معها إلا بالتنسيق، والعمل العربي المشترك، مؤكدا أنه تم مناقشة القضية الفلسطينية التي تمثل القضيه الأساسيه وجوهر الصراع في المنطقة، سعيا للتوصل نحو الحل الذي ينصف الشعب الفلسطيني، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وفقا لمبادرة السلام العربية، معربا عن أمله أن تتمكن القمة العربية إلى جهد عربي لاعادة اطلاق المفاوضات.
واشار الى انه تم بحث ملف الارهاب، وان التصدي له واجب وحماية لقيم الدين الإسلامي، مضيفا، نحن ملتزمون بخوض الحرب ضد الإرهاب، كما أكدت المباحثات ضرورة التوصل إلى الحل السياسي في سوريا، ووقف نزيف الدم، وتشريد الملايين من الشعب السوري.
وأكد وزير الخارجية الأردنى، على أن المملكة تسعى كما كانت دائما الى بذل كل ما تستطيعه من جهد لتنقية الأجواء العربية، وضمان أن أمتنا العربية تعمل بشكل منسق ومكثف فى مواجهة التحديات والأزمات.
وقال إن بلاده تعتز بأن عمان هي عاصمة للوفاق والاتفاق، مضيفا، أنه عندما نقول أن الأمة العربية تمر بظروف صعبة، فنحن نتحدث عن الواقع وهو صعب، والأزمات التي تهدد استقرار كل الدول العربية.
لافتا الى ما أكد عليه الوزير شكرى، من أنه إذا لم نقم نحن العرب بالعمل كفريق لحماية مستقبلنا وواقعنا، سيتدخل الآخرون، وسيفرضرون أجنداتهم التي ليست بالضرورة منسجمة مع مصالحنا العربية وطموحات شعوبنا.
وشدد الصفدى، على أن التحديات كبيرة، وحجم العمل المطلوب يجب ان يرتقي الى ما تتوقعه الشعوب العربية من قياداتها فى هذا الوقت الذي لم يعد هناك مجالا للتراخى فى التعامل مع الأزمات، مضيفا، رأينا شعوبا عربية انهارت فى المنطقة، وشعوب عربية شردت، ورأينا القضية الفلسطينية تتراجع، كل هذا يفرض علينا العمل من اجل ان نعيد بناء الصف العربى بشكل عملى وموضوعى وعقلانى وواقعى، مشيرا إلى أننا لن نرفع من سقف التوقعات، لأنه وبكل صراحة فإن مصداقية العمل العربى المشترك فى الشارع العربى أوشكت على النفاذ.
واضاف ان هناك خلافات عربية، وهناك جهود تبذل لتنقية الأجواء العربية، و الأردن كان وسيبقى يبذل كل جهد لتعزيز وحدة الصف العربى.
وأكد الصفدي، أن قمة عمان ستكون منبرا للقادة العرب جميعا، ليتلقوا ويتخذوا ما هو ضرورى من قرارات لحماية منطقتنا وشعوبنا، وسد الطريق على الآخر المتربص من أن يفرض أجندته على المنطقة، وان يكون له الكلمة الأعلى فى مستقبل شعوبنا.
وفيما يخص اجتماعات أستانا الخاصة بسوريا، قال إن الأردن شارك فى هذه اللقاءات بصفة مراقب بدعوة من روسيا، ودعمت المملكة أستانا لأنه لقاء يستهدف تثبيت وقف شامل لإطلاق النار فى سوريا بالكامل، وخاصة بالجنوب السوري، مشيرا الى ان الشعب السورى، شعب شقيق وأمنه واستقراره هو مصلحة وهدف أردنى.
واشار الى ان أستانا، لم تكن بديلا عن جنيف، لكنها لبحث وقف إطلاق النار والمسار السياسي يبحث فى جنيف، وديمستورا سيدعو إلى جولة جديدة، وجنيف هو الإطار لبحث الحل السياسي، مؤكدا أن الأزمة السورية تتفاقم يوما وتهدئ يوما، وكل ما يجرى يتفعل على الأرض.