اختبار دموي يساعد على التشخيص التفريقي بين الاكتئاب وانفصام الشخصية !
كثيراً ما يواجه الأطباء صعوبة في التفريق بين الاكتئاب وانفصام الشخصية، وخاصة في المراحل الأولى من المرض، ولكن باحثين يعكفون الآن على تطوير اختبار دموي قد يساعد الأطباء على التشخيص التفريقي بين هاتين الحالتين.
حيث تقول المعدة المساعدة للدراسة، الدكتورة هاندان بروس، الباحثة في مجال انفصام الشخصية بكلية الطب بجامعة يل الأمريكية: "يُعد هذا الاختبار الدموي أول واسم فيزيولوجي حقيقي يستطيع التمييز بين حالتين نفسيتين، ما من شأنه أن يساعد على تقديم تشخيص أكثر دقة لحالة المريض، وبالتالي علاجها بصورة أفضل".
ويقول الدكتور سكوت كاركور، أستاذ الطب النفسي بمستشفى زوكر هيل سايد بمدينة جلين أواكس بولاية نيويورك الأمريكية: "من الصعب حقاً التفريق بين الفصام والاكتئاب وخاصةً في بداية المرض، حيث لا تكون الأعراض واضحة من جهة، كما إن المريض قد يخفي بعض أعراضه من جهة أخرى".
وبحسب فريق البحث، فإن دراسات سابقة على الحيوانات أظهرت بأن تحرير هرمون يُدعى أرجينين-فاسوبريسين AVP يعتمد على عملية خلوية يُطلق عليها اسم إصدار إِشارات NMDA.
و NMDA هو أحد المستقبلات في الخلايا الدماغية لمادة غلوتامات، وهي مادة كيمائية تتولى مهمة توصيل الرسائل بين الخلايا الدماغية، ويحتمل بأنها تلعب دوراً في سياق الإصابة بالاكتئاب.
ويقول الباحثون بأن إصدار إشارات NMDA تزداد عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب، ولكنها تضعف عند الأشخاص المصابين بالفصام.
قام الباحثون بإعطاء المشاركين في الدراسة محلولاً ملحياً مركزاً مُصمماً لتحفيز تحرير هرمون أرجينين-فاسوبريسين. ثم قام الباحثون بسحب عينات دموية من المشاركين للتحري عن هذا الهرمون فيها.
وجد الباحثون بأن تحرر هرمون أرجينين-فاسوبريسين لدى المصابين بالاكتئاب مختلف عن تحرره عن المصابين بالفصام، حيث كان تحررت مستويات أعلى من هذا الهرمون لدى مرضى الاكتئاب، في حين كانت مستوياته منخفضة لدى مرضى الفصام.
وبحسب الباحثين، فإن هذه النتائج قد تؤدي إلى ابتكار اختبار دموي قادر على تحديد ما إذا كان المريض يعاني من الاكتئاب أو انفصام الشخصية، وذلك في مرحلة مبكرة من الإصابة، ما سيساعد المرضى على تلقي علاج أفضل لحالاتهم.