عزمي بشارة: النظام السوري كان يعلم أنه ليس ديمقراطياً
قال المفكر والباحث عزمي بشارة إن القيادة السورية خلال فترة الرئيس حافظ الأسد وبعده، كان لديها استراتيجات واضحة، وهي الرفض لكامب ديفيد والصمود وعدم تقديم تنازلات لإسرائيل إلا بعد استرداد هضبة الجولان، وكانت تستضيف المقاومة الفلسطينية، وكان الفلسطينيون يُعاملون كالسوريين تماماً، ويحصلون على كافة حقوقهم منذ الخمسينيات.
وقال "بشارة" في حوار مع برنامج "وفي رواية أخرى" على التلفزيون العربي، إنه لا يقف مع النظام السوري ولا يبرر أفعاله ويمتدحه، ولكنه كان يؤيده في دعم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وحقوق الفلسطينين في سوريا، مضيفا: "لم أكن أمتدح النظام السوري".
وعن تعامله مع القيادة السورية، قال إنه كان يقول للقيادة السورية كل ما يعتقده سواء انتقادات أو إيجابيات، مضيفا: "وعندما ألتقي رئيس دولة أو رئيس حكومة فالاحترام موجود لدرجة أنك تقول كل ما تعتقده، ولكن لا تذهب في الإعلام وتقول".
وعن لقاءاته مع القيادة السورية في تلك الفترة، قال "بشارة": "كنا نتحدث عن كل شيء تقريباً، واللقاء قائم على الاحترام الفكري، وكانوا يحبون الاستماع لتحليلاتي عن الخصم الإسرائيلي، وكانت تحليلات صحيحة لأمور كثيرة، وثبت أن تقييمي لإيهود باراك كان صحيحاً وسليماً، وقال بشارة إنه سئل مثلا "هل هناك أمل للسلام مع إسرائيل، وقلت لهم لا سلام مع إسرائيل، وثبت أن ما أقوله صحيحاً، وأنه (باراك) لن يتنازل عن هضبة الجولان".
وفي رده على سؤال: "هل كنت تقول للقيادة السورية أنتم لستم ديمقراطيين"؛ قال "بشارة": "النظام السوري كان يعرف أنه لم يكن ديمقراطياً، وخلال اللقاءات الإنسان يلزم حدود كلامه، وكنا نتحدث حول حقوق الإنسان والإعلام، وعندما تكون ضيفاً في بلد فالأمور تحتاج لتواضع، وأنا أذهب لهدف معين لا أن أثور بديلاً للشعب السوري".
وأكَّد "بشارة" أنه يقف مع الشعب السوري في ثورته، قائلاً: "لن نقف موقف المتفرج، بل سنقف مع الشعب السوري"، مضيفا: "لو حصلت ثورة في سوريا ووقفت مع النظام فهذا هو الامتحان".