أهالي "أبو قير": "عيالنا كلهم محبوسين في الخارج بسبب رحلات الهجرة" (فيديو)
أصيب أهالي منطقة "أبو قير" أقصى شرق محافظة الإسكندرية، بحالة من الخوف والهلع فور وصول خبر وفاة ابن منطقتهم "هاني حنفي - 30 عامًا" داخل سجن "كالتانيسيتا" بدولة إيطاليا في واقعة شائكة بين زعم صحف إيطاليا وفاته بسبب انتحاره شنقا، واستبعاد أصدقائه داخل غرفة الزنزانة سبب الانتحار، وذلك بسبب هجرة عدد من شباب المنطقة في رحلات هجرة غير شرعية لدول أوروبا، هربًا من غلاء المعيشة، والبحث عن لقمة العيش.
ودخلت العشرات من السيدات المشاركات اليوم في جنازة توديع الشاب"هاني حنفي" من مسجد النهضة في حالة بكاء هستيري وإغماء، بسبب حبس أولادهم في سجون إيطاليا بتهمة الهجرة غير الشرعية إليها، متخوفين أن يلقي أبنائهم نفس مصير"هاني" وهو الموت داخل السجن، عقب الفرار من البطالة، وعبور البحر المتوسط في رحلات غير شرعية كادت أن تؤدي بحياتهم.
كما استغاثت والدة صديق المتوفي بصديق شاب يدعى "إبراهيم عبد الله"، داخل غرفة الزنزانة في محاولة لسرعة الإفراج عن نجلها وعودته إلى مصر، قائلة: "ابني كان بيقولي إن هاني كان حنين وطيب، وكان بيترجم لهم اللغة الإيطالية، وابني بقاله 8 شهور محبوس بسبب الهجرة غير الشرعية، ولكنه كان بيقولي إن السجن معاملته كويسة، فابني كان صياد وعنده 18 عامًأ"، وأول مرة يطلع من منطقة أبو قير، فهنا لا يوجد فرص عمل، وهو متربي يتيم، وأبوه تركه وكان عمره 4 سنوات، وربيته كويس، لكنه كان عايز يسافر مثل باق اصحابه إلى إيطاليا عشان الشغل بس، لكن عمره ما أذى أو زعل حد، فأهالي أبو قير هنا جميعهم غلابة".
وأضافت السيدة لـ"الفجر": "ابني اتقبض عليه من 8 شهور، وكان مع هاني في السجن، وقال لي إنهم كانوا بيصحوه لاقوه ميت، وقد انهار في السجن، وأبلغنا إن هاني اتوفى، وأنا أريد أن يتركوا ابني طليق هنا في مصر، وأوعدهم عمره ما يخطي في أي حتة، فالشباب هنا كله غلابة، وجميعهم هنا مسافرين، فالشباب بيغووا بعض على السفر، بقصد العمل فقط، حتى ابني عندما ترك المنزل للسفر، لم اشاهده، واتمنى من ربنا أنه يرجعهولي".
وأضافت إحدى الأمهات من أهالي منطقة أبو قير: "ابني عز الدين فوزي غانم وابن اختي الآخر صلاح أحمد السيد جميعهم مهاجرين عبر البحر إلى الخارج، ولا نعلم عنهم أي شئ، ونحن نخاف أن يأتوا ميتين إلينا، وجيمعهم مسجونين بتهمة الهجرة الغير شرعية، وكل جيراني واهلي في ابو قير، عيالهم سافروا بتلك الطريقة، واحنا اصبحنا نخاف عليهم، أن يأتوا ميتين إلينا مثل هاني، ونحن نريد ايصال صوتنا للحكومة، فعيالنا هناك كلها، ونحن من ساعة ما عرفنا خبر هاني، ونحن حنموت على عيالنا".
كما أوضحت أخرى: "زوج اختي حسن علي إسماعيل درويش مقبوض عليه في الخارج بسبب هجرة غير شرعية، ومحكوم عليه بالسجن 10 سنوات، وقد ترك اختي واولادها الأربعة، ولا نعرف مكانه وهو لا يتصل بأحد، ولا نستطيع الوصول إليه"، وقالت زوجة أخرى من أهالي منطقة أبي قير: "جميع أهالي المنطقة هنا صيادين، وجاز المركب قد اصبح غالي، وكل واحد منا معه ثلاثة واربعة عيال، والعيشة بقت غالية، والرجالة بتضطر ترمي نفسها في التهلكة، عشان مش قادرة تأكل عيالها، انا جوزي صياد هنا وغير قادر على سد احتياجات الحياة، حنعمل إيه هنا".
وكان شيع ظهر اليوم المئات من أهالي منطقة أبي قير أقصى شرق محافظة الإسكندرية جثمان الشاب"هاني حنفي" الذي توفى داخل سجن " كالتانيسيتا" بدولة إيطاليا، وقد تم إقامة صلاة الجنازة داخل مسجد"النهضة"، بحضور والده وأولاد عمه واقاربه والمئات من الأهالي، وقد سيطر على الجنازة البكاء والنحيب، أثناء توديع الشاب.
وأصيبت إحدى أقاربه بحالة بكاء هستيرية أثناء تشييع الجثمان، صارخة: "مع السلامة يا هاني.. افرحي يا نجاح ابنك هينام في حضنك النهاردة"، وقد تم دفن الجثمان الذي حمل داخل صندوق خشبي بمدافن الأسرة بأبي قير.
كما استلمت الأسرة الجثمان مساء أمس الجمعة من مطار القاهرة، بحضور ممثلين من وزارتي الداخلية والخارجية، وقد تم نقله فيما بعد إلى مشرحة زينهم، لتحديد سبب الوفاة، ومن ثم نقله إلى محافظة الإسكندرية، لدفنه بمقابر أسرته.
وكانت زعمت صحيفة "جورنال دي ساثيليا" الإيطالية، أن المواطن المصري "هاني حنفي سيد محمد - 30 عامًا" الذي توفي في سجن كالتانيسيتا، انتحر بشنق نفسه، موضحًا أنه فى السجن منذ 2014، ومن المفترض انتهاء مدة حبسه القانونية فى عام 2018، مشيرة إلى أن هذا الانتحار يعد الحادي عشر من المعتقلين منذ بداية العام.