علماء يكتشفون سر عدوى الرغبة في "الهرش" والتثاؤب
الهرش والتثاؤب وربما السعال وغيرها من السلوكيات "المعدية اجتماعيا"، ظواهر طالما حيرت العلماء، الذين يتساءلون حول سر الشعور برغبة في الهرش إذا رأيت شخصًا آخر يفعل ذلك، لكن يبدو أنهم قد حلوا جزءا أساسيا من اللغز.
ووفقا لنتائج دراسة أمريكية صينية مشتركة، أجريت على الفئران، توصل الباحثون إلى أن مجرد رؤية شخص آخر يهرش تحفز المخ لإفراز مادة كيميائية تعرف باسم "جي آر بي"، تساعد على توصيل إشارة الحكة من الجلد إلى الحبل الشوكي.
وأوضح الباحثون أنه بدلا من اختيار الهرش بشكل إرادي أو الشعور بالرغبة في فعل بذلك بسبب شعور بالتعاطف، فإن هذه الاستجابة تعتبر أمرا فطريا في الدماغ من الأساس، فعند تحفيز تلك الرغبة، يصبح الشعور بالرغبة في الحكة، الذي ربما تجاهله الدماغ فجأة أكثر وضوحًا من ذلك بكثير.
وفي إطار الدراسة، التي نشرت في "دورية العلم" الشهيرة، قال الباحثون من "جامعة واشنطن" و"الجامعة الطبية العسكرية الرابعة"، في شنشى بالصين، سيكون "من المثير للاهتمام" اكتشاف إذا كانت العملية نفسها وراء التثاؤب وسلوكيات أخرى.
وقال الدكتور تشو فنج تشن، مدير مركز جامعة واشنطن لدراسة الحكة، إن الدراسة أظهرت سببا ماديًا، وليس عقليًا، وراء تلك الظواهر، موضحًا أن "الحكة أمر شديدة العدوى، وفي بعض الأحيان حتى مجرد الإشارة إلى أو ذكر الحكة سيجعل الشخص يهرش".
وأضاف "يعتقد كثير من الناس أن الأمر كله يرتبط بالعقل، ولكن تجاربنا أظهرت أنه سلوك فطري، وليس شكلًا من أشكال التعاطف"، مشيرا إلى أنه "سلوك فطري وغريزة".
وبالنسبة للتثاؤب، فقد طرحت نظريات مختلفة لتفسيره؛ حيث قال البعض إنه يهدف لإعطاء جرعة إضافية من الأكسجين عندما تشعر بالتعب أو الكسل، ولكن الدراسات اكتشفت أنه لا يؤدي في الواقع إلى زيادة كمية الهواء الذي يدخل إلى الرئتين.
وقيل أيضا إن التثاؤب يساعد على تبريد الدماغ عن طريق زيادة تدفق الدم وأخذ جرعة كبيرة من الهواء، ما يتيح لنا أن نفكر بشكل أكثر وضوحًا، حيث ترتفع درجة حرارة الدماغ، التي لديها مستوى أمثل يشبه إلى حد كبير الحاسوب، عندما نشعر بالتعب.
ولكن كل هذه النظريات لا تفسر لماذا يشجع التثاؤب الآخرين على أن يفعلوا الشيء نفسه، وهذا ما دفع الباحثين إلى القول بأنه وسيلة للترابط الاجتماعي، مع أدلة تشير إلى أنه من المرجح أن ينتشر بين الأقارب.
وكانت دراسة نشرت العام الماضي، أشارت إلى أن النساء أكثر عرضة للتثاؤب عندما يفعل الآخرون ذلك؛ لأن لديهن شعورا أكبر بالتعاطف.