بعد تشغيل أكشاك شراء القمامة بالقاهرة.. كيف تستفيد الدولة من المخلفات؟
تبدأ تجرِبة شراء القمامة من المواطنين من خلال أكشاك تابعة للجمعيات الأهلية، غدا السبت، بحي مصر الجديدة.
وأكد المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، أنه تم إنشاء كشكين أحدهما بميدان ابن سندر والآخر بشارع أسوان؛ لشراء القمامة من الأهالي، ومن المقرر الدفع بأربع سيارات في حي النزهة وحي مصر الجديدة بواقع سيارتين في كل حي لشراء القمامة للتيسير على المواطنين الذين لا يستطيعون الذهاب للمنفذين الثابتين.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتم تطبيق شراء القمامة من المواطنين في العاصمة، وذلك بعد أن لاقت التجرِبة نجاحا في محافظة كفر الشيخ.
من جانبها، طرحت "الفجر" تساؤلاً للخبراء حول ما مدي استفادة أو خسارة الدولة من تلك الخطوة، وكانت إجاباتهم في السطور التالية.
* ستشرد 3 مليون مواطن
من جانبه، قال شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن خطة الحكومة التي تعتقد أنها ستساهم في نظافة مصر وتحقيق عائدات اقتصادية من شراء المُخالفات الصلبة من المواطنين ستشرد ما لا يقل عن 3 مليون مواطن "زبال"، لأن مصدر رزقهم هو جمع المواد الصلبة وبيعها للمصانع الكبرى للاستفادة منها بإعادة تدويرها.
وأضاف المقدس، أنهم يقوموا بتدوير 8 ألاف طن يوميًا من المواد الصلبة بكافة محافظات الجمهورية وتباع للمصانع ونوفر على الدولة ملايين الدولارات من استيراد المواد الصلبة لصناعة المنتجات، مؤكدًا أن 60% من زبالة المصريين مواد عضوية أي من بقايا الطعام وهناك 40% من المواد الصلبة على عكس النسب بالدول الأوروبية.
كما أكد نقيب الزبالين، أن المواطن لم يمتلك من الوقت والرفاهية أن يقف في طابور بيع المواد الصلبة في أكشاك، مشيرًا إلى أن الدولة قامت في وقت سابق بتطبيق هذه التجربة في عهد الدكتورة ليلى اسكندر وزيرة التطوير الحضري والعشوائيات السابقة ولم تنجح وخسرت 8 مليون مارك ألماني من ميزانية الدولة.
* المكاسب توعوية
وفي نفس السياق، قال الدكتور مجدي علام الخبير البيئي في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن الخطوة التي اتخذتها المحافظة بعمل أكشاك يتم من خلالها بيع المواطنين المخالفات الصلبة تعتبر من ضمن السياسات التي تتبعها الدول الأوروبية مع اختلاف آليات التطبيق بين الجانبين.
وأضاف علام، أن الحكومة تريد أن تطبق سياسة الفرز من المنبع كما يحدث بالخارج بالاستفادة من المُخلفات الغير العضوية من البلاستيك والأوراق والمواد الصلبة، مؤكدًا أنه لا يمكن النظر على تلك التجربة أن تحقق عائدات اقتصادية على الإطلاق في الوقت الحالي نهائيًا، مذكرًا أن المكسب الوحيد هو التوعية بالاستفادة من إعادة التدوير فقط لا غير.
* المكاسب بالمستقبل
من جانبها، قالت النائبة نانسي نصير عضو لجنة المشروعات بالبرلمان، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن ما تقوم به محافظة القاهرة من إنشاء أكشاك يتم من خلالها شراء المُخالفات الصلبة من المواطنين يمكن أن تكون بوابة للاستثمار بشكل جدي.
وأضافت نصير، أن هذه التجربة أثبتت نجاحات كبيرة في الدول الأوربية، مؤكدة أن هذه المشروعات الصغيرة ستساهم على الدولة بشكل كبير من تقليل حجم الاستيراد للمواد الصلبة لصناعة المنتجات وتقوم أيضًا بتشجيع المواطن على عدم إلقاء القمامة في الشارع.
كما أكدت النائبة البرلمانية، أنه إذا تم تعميم تلك التجربة على مستوى محافظات الجمهورية ستساهم في تحقيق أرباح للدولة ولا يمكن حصرها في الوقت الحالي.